رصدت «المصرى اليوم» تفاصيل وكواليس الاتصالات التى يجريها الأزهر، للبدء فى جلسات الحوار الوطنى، حيث بدأت مشيخة الأزهر اتصالاتها، الأحد، بممثلى القوى والأحزاب السياسية وأصحاب المبادرات، للمشاركة فى جلسات الحوار التى ستعقد، خلال الأيام المقبلة، لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، التى تأتى تأكيدا لانفرادها باستئناف «الأزهر» المصالحة الوطنية.
وصرحت مصادر بمشيخة الأزهر، لـ«المصرى اليوم»، بأن المشيخة بدأت فعليا اتصالاتها، الأحد، بممثلى القوى والأحزاب السياسية والتيارات الإسلامية، للتشاور وتحديد موعد بدء جلسات الحوار الوطنى، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لتحقيق المصالحة الشاملة والوقف الفورى لجميع أنواع العنف، وحقن الدماء المصرية، والتأكيد على حرمة إراقة الدماء.
وأكدت المصادر أنه من بين الشخصيات التى تمت دعوتها لجلسات الحوار الوطنى الدكتور محمد سليم العوا، المرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والمستشار طارق البشرى، ومحمد حسان، نائب رئيس مجلس شورى العلماء، والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، السلفى، كما تم الاتصال بممثلى التيار الشعبى وحملة «تمرد» وجبهة 30 يونيو.
وأوضحت المصادر أنه من المقرر، خلال جلسات الحوار الوطنى، مناقشة جميع المبادرات السياسية المطروحة، للخروج من الأزمة الراهنة بشكل سلمى، ومن بينها المبادرة التى طرحها «أبوالفتوح»، و«العوا»، و«البشرى»، والتأكيد على ضرورة الوقف الفورى لجميع أنواع العنف، وتغليب مصلحة الوطن وجعلها فوق المصالح الفردية والفئوية والحزبية.
وأضافت أنه ستتم أيضا مناقشة المبادرة التى سيطرحها الدكتور ياسر برهامى، القيادى السلفى، خلال جلسات الحوار الوطنى، وتتضمن الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، وعدم استخدام القوة والعنف فى فض الاعتصامات، وتقديم ضمانات بعدم الاقتراب من مواد الهوية الإسلامية بالدستور، وتشكيل لجنة حكماء من جميع التيارات تعمل كوسيط لحين الانتهاء من المرحلة الانتقالية، تكون لها صلاحيات كاملة، لعلاج أى أزمة، فى ظل هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر.
وأكدت أن الدعوة موجهة لجميع التيارات والأحزاب بما فيها الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، للمشاركة فى جلسات الحوار الوطنى، مشيرة إلى أن الأزهر لا يستبعد أحدا من الحضور، وأنه بيت جميع المصريين دون تفرقة أو تمييز.
وأكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ«المصرى اليوم»، أن الأزهر ليس وسيطا بين أطراف، وإنما يقوم بدوره انطلاقا من ثوابته وقناعاته الوطنية والعلمية، وأنه بيت لجميع المصريين.
وأوضح أن هناك بعض المبادرات المطروحة يمكن أن يبنى عليها، لبدء المصالحة الوطنية الشاملة التى تدعو إلى الوقف الفورى لجميع أعمال العنف، وإعادة الهدوء للشارع، لأن استمرار الوضع الراهن فى مصر ينعكس سلباً على خطوات التقدم الديمقراطى الذى ينتظره الجميع، وعلى النهوض بالوضع الاقتصادى للدولة، وتحقيق الاستقرار.
وتابع أن الأزهر يرحب بحضور الجميع، للمشاركة فى جلسات الحوار الوطنى، وعلى رأسهم حزب الحرية والعدالة، التابع لـ«الإخوان»، والباب مفتوح للجميع لوضع مبادرة حقيقية، لإنهاء الأزمة الدائرة، بما يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويرضى جميع الأطراف، دون إقصاء أو تهميش لأحد.
وأعرب «الجندى» عن أنه يأمل أن يتم اتباع كل الخطوات والأساليب السلمية لحل الأزمة الراهنة، وذلك حقنا للدماء، لتحقيق مقصد أصيل من مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو حفظ النفس التى أمر الله تعالى بحفظها، وعدم الاعتداء عليها.
ومن المتوقع أن تبدأ جلسات الحوار الوطنى بمشيخة الأزهر، عقب انتهاء الاتصالات التى يجريها الأزهر بمختلف القوى والأحزاب السياسية، خلال الأيام المقبلة، وعقب عودة «الطيب» من محافظة الأقصر، التى قضى فيها فترة اعتكافه ببيته، طوال شهر رمضان الماضى، احتجاجا على الأوضاع الراهنة، وعدم الاستجابة لنداءاته بالوقف الفورى لجميع أشكال العنف وإراقة الدماء.
وكانت المبادرة التى طرحها «العوا» أثارت موجة من الجدل الشديد فى أوساط القوى السياسية، والتى تضمنت بنودها تفويض الرئيس المعزول محمد مرسى - بعد الإفراج عنه - سلطاته إلى وزارة وطنية مؤقتة، وأن تدعو الوزارة المؤقتة فورا، ودون تأخير، إلى انتخابات مجلس النواب، ووفقا لنتائج هذه الانتخابات، وطبقا للدستور، تشكل الوزارة الدائمة التى تتولى السلطة التنفيذية فى الدولة، ويتحدد بعد ذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وفقا لأحكام الدستور، وتحدد أيضا الإجراءات اللازمة لتعديل الدستور والمصالحة الوطنية على أساس من الديمقراطية والتراضى.