الهندي ماداف تشافان بعد فوزه بجائزة «وايز»: نحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرنا

كتب: شارل فؤاد المصري الثلاثاء 20-11-2012 14:31

«لقد أدركت منذ 25 عاما مضت، أننا في حاجة لتغيير طريقة تفكيرنا إذا ما أردنا تحسين حياة الملايين من المحتاجين في بلدي الهند».. بهذه الكلمات، علّق الدكتور ماداف تشافان، أستاذ الكيمياء السابق والفائز بجائزة «وايز» للتعليم للعام 2012، والذي ابتكر طريقة بسيطة لتعلم مهارات القراءة والكتابة بأقل التكاليف.

«وايز» هو مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، الذي تم إطلاقه في العام 2009 بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تحت رعاية الشيخة موزا بنت ناصر، في بناء مستقبل التعليم من خلال الابتكار.

 وتهدف هذه المبادرة التعاونية العالمية إلى إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه التعليم في القرن الحادي والعشرين، وتعزيز الحوار والتعاون بين كل الأطراف المعنية في مختلف أنحاء العالم، وتنفيذ حلول عملية ومستدامة من شأنها الارتقاء بعملية التعليم إلى آفاق جديدة.

ويعقد مؤتمر «وايز» سنوياً قمة عالمية، يجتمع خلاله نخبة من رواد الفكر والخبراء لتبادل أفضل الممارسات المتعلقة بالتعليم.

 يعتبر مؤتمر «وايز» مبادرة تستمر طوال السنة تهدف إلى التخلي عن الطرق التقليدية المتبعة في المجتمع التعليمي وتشجيع الابتكار وتنفيذ إجراءات ملموسة وفعالة على هذا الصعيد.

  وضمن فاعليات المؤتمر أعلنت الشيخة موزا بنت ناصر، حرم أمير دولة قطر إطلاق  مبادرة عالمية تحت اسم  «عَلِّم طفلاً»، لتوفير تعليم عالي الجودة للأطفال المتضررين  من الفقر المدقع أو النزاعات أو الكوارث الطبيعية أو التمييز، أو أي من العوامل الأخرى التي تجعل من الصعب الوصول إليهم بالوسائل التقليدية.

وقالت عند إطلاقها المبادرة، إن مبادرة عَلِّم طفلاً «ستحفز من جديد التزام العالم تجاه الأطفال الذين يصعب جداً الوصول إليهم، الأطفال المنسيون». وأضافت: «هدفنا هو جذب الانتباه مرة أخرى إلى أطفال اليوم المحرومين، الذين يمكن لهم أن يصبحوا كبار الغد الواثقين، والقادرين على تحقيق طاقاتهم الكامنة كاملةً، فقط إن منحناهم الفرصة التي تمكنهم من ذلك».

وتدعم مبادرة «عَلِّم طفلاً» بالفعل 25 مشروعا في عدد من بلدان أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وتسعى هذه المبادرة إلى الدخول في المزيد من الشراكات لمساعدة عدد أكبر بكثير من الأطفال. فمن خلال غرس الابتكار والإبداع وتبادل الحلول التي يمكن توسيعها لتصل إلى ملايين الأطفال وتوفر التعليم المُستدام على المدى الطويل.

من جانبه قال الشيخ الدكتور عبد الله بن على آل ثان، رئيس مؤتمر القمة العالمى للابتكار فى التعليم رئيس لجنة تحكيم جوائز «وايز»: «ناقشنا العديد من المشاريع المتنوعة التى تقدم حلولاً مبتكرة لأهم التحديات والمشاكل التى تواجه التعليم».

وأضاف أن هناك ملايين الأطفال فى كل أنحاء العالم محرومين من فرصة تغيير مصائرهم، وأنه إذا وفرنا لهم التعليم الجيد المناسب فإننا نعلم أن أمورا مذهلة ستحدث لهولاء الأفراد وأسرهم والمجتمعات التى يعيشون فيها.

 وعلى هامش المؤتمر، تم إطلاق كتاب «تعلم مهارات العمل: ابتكار جذري لمواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل»، لربط التعليم باحتياجات أسواق العمل.  ويركز الكتاب على قضية محورية تبرز في العديد من الدول العربية والإفريقية ودول العالم الثالث، وهى عدم استطاعة الأنظمة التعليمية الحالية في إعداد الطلاب بالصورة المطلوبة لدخول سوق العمل بكفاءة.

مع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، مما يكشف عن الفجوة الموجودة بين مهارات التعليم واحتياجات سوق العمل.

ويؤكد الكتاب على ضرورة إيجاد طرق جديدة للقضاء على هذه الفجوة، حيث إن اكتساب الطلاب للمهارات اللازمة لم يعد كافياً اليوم؛ وبالتالي لابد من تعليمهم قيم ريادة الأعمال بما يمكنهم من إحداث تغيير حقيقي يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعاتهم.

يذكر أن قيمة الجائزة 500 ألف دولار أمريكي وميدالية ذهبية..