ذكرت مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس، الأحد، إن الأحداث الدامية التي شهدتها قرية بني أحمد الشرقية، التابعة لمركز المنيا، مساء السبت، بدأت بمشادة كلامية قبل حلول أذان المغرب بين كل من حنا دوس فهمي، وشريف عبد المنعم راضي، صاحب مقهى، وانضم إليهما إسلام بكر فجر، ولكن تم فض المشاجرة وإجراء الصلح بين طرفيها.
وأضافت المطرانية، في بيان أصدرته، الأحد، أن الشابين المسلمين عادا عقب الإفطار مع كثيرين لتتحول المشاجرة العادية والتي تتكرّر يوميا بشكل تلقائي، إلى أحداث عنف ومصادمات، وأن شبابًا مسيحيين كانوا في المواجهة، وأنه بمجرد بداية الأحداث توافد على القرية أعداد هائلة من شباب قرى العوام وبني مهدي وأبو تلاوي والأبعدية وبني أحمد الغربية.
وتابع أن الأعداد وصلت لأكثر من 4 آلاف شخص، يحمل بعضهم الزجاجات الحارقة والآخر الخرطوش، بينما حمل البعض الثالث السلاح الآلي، مع هتافات معادية للمسيحيين والقوات المسلحة والشرطة.
وأوضح البيان أن أحداث العنف بدأت عند الساعة 8 مساء، وبعد اتصالات مكثفة مع جميع الجهات الأمنية بالمنيا والقاهرة وصلت أعداد رمزية من قوات الأمن عند أطراف القرية الساعة 10 مساء، ولم تتمكّن من الدخول إلا 11:30 مساء.
وتابع البيان أن شبابا آخرين من قرية بني أحمد الغربية، اعتدوا على قوات الأمن لأنهم منعوهم من اقتحام القرية، ما أدى لإصابة ضابط وعدد من الجنود، يتلقون العلاج الآن في المستشفى الجامعي بالمنيا.
وأشار البيان إلى أن الخسائر الناجمة عن الأحداث كالآتي: تحطيم صيدلية ومنزل، جرجس عادل شحاتة، وإتلاف سيارة ربع نقل، ومقطورة جرّار زراعي، ومحل أدوات كهربائية، ومحل زيوت وشحوم، وأربعة محال أخرى، ومطعم و3 محال ملابس وحدايد وموبيليات، واستوديو تصوير، كما تحطمت سيارتان قلاّب وتاكسي، وحرقت 4 منازل، كما ألقى المحتشدون الإطارات المشتعلة على المستوصف الخيري بالقرية.
وذكر البيان أنه تجمع ما يقرب من ألفي شاب بقرية بني أحمد الغربية الواقعة على الجانب الآخر من القرية، من قرى طهنشا ودمشاو هاشم وريدة، بالإضافة للوافدين من حي أبو هلال بمدينة المنيا وذلك في ميدان الصليبة، يحملون العصي وزجاجات المولوتوف والأسلحة، واستمر المشهد حتى الواحدة صباحا.
وتابع لبيان أن الاعتداءات في «بني أحمد الغربية» أسفرت عن تحطم واجهة منزل ومحل، كما حاول شباب اقتحام الكنيسة الرسولية في البلدة ولكن بعض العقلاء في القرية حالوا دون ذلك، وفي الصباح تجمع البعض يحملون العصي لمنع الأقباط من دخول الكنيسة وحضور قداس الأحد.
وأشار البيان إلى أنه سرت شائعة في قرية ريدة المجاورة لمسرح الأحداث، مفادها اعتداء مسيحيي قرية بني أحمد الشرقية، على مسجد، وعلى أثر ذلك أطلقت مجموعات من الشباب في أرجاء البلدة يتبعهم الرجال، الرصاص بشكل عشوائي من أعلى أسطح المنازل، بدءا من 8 مساء وحتى 11، وحطموا نوافذ وأبواب منازل الأقبا، أثناء مرورهم في القرية، كما حطموا نوافذ الكنيسة الإنجيلية في القرية، كما تعرضت الكنيسة الرسولية بها للرشق بالحجارة.
وتابع البيان أنه تم تحطيم زجاج 3 سيارات، وتحطيم مدخل محل لحوم، ورشق صيدلية وعيادة مجاورة للصيدلية، وكذلك منزل ومحل مملوك لأحد الأقباط، وكذلك تحطيم سيارات نصف نقل ملك سامح سمير وسيارة تاكسي، وسيارتين ربع نقل، وحرق شفاط زراعي، وباب محل أدوات صحية.
وذكر البيان أن قوات أمن رمزية وصلت للمكان متأخرة، وما لبثت أن غادرت المكان بعد أن تعهدت لهم إحدى الشخصيات المسلمة في البلدة بفض الاشتباكات وتحقيق الهدوء، ولما غادرت قوات الأمن البلدة استمرت الاعتداءات.
وقال البيان إنه يسود القرى الثلاث حالياً هدوء حذر، وطالب الأهالي من قوات الأمن التواجد بها كإجراء وقائي، تحسبا لأيّ أحداث عنف محتملة.