أطلقت الشرطة الدولية (الإنتربول) تحذيرا أمنيا شاملاً من أعمال إرهابية خلال شهر أغسطس الجاري، وذلك وسط حالة استنفار أمني في محيط السفارات الغربية المغلقة في اليمن بشكل خاص.
وذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» الإخبارية الأمريكية «أن مسؤولي المخابرات لديهم معلومات عن مؤامرة ضخمة»، وأضافت: «ضباط المخابرات أُبلغوا من مصدر موثوق به أن مؤامرة ضخمة تجرى وأن منفذيها تم اختيارهم، وهم الآن يتحركون» إلا أن مسؤولي المخابرات أكدوا أنهم لا يعرفون «موعد أو هدف الهجوم المزمع».
وعشية إغلاق السفارات الأمريكية في البلدان الإسلامية وفي إسرائيل، السبت، وقيام باريس وبرلين ولندن بخطوة مماثلة في اليمن، تم عقد اجتماع على أعلى مستوى في البيت الأبيض، وكُرّس لبحث تهديدات «القاعدة» الإرهابية.
ترأست الاجتماع مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، في حضور وزراء الخارجية جون كيري، والدفاع تشاك هيجل، والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، كما شارك في الاجتماع أيضاً مدراء وكالة المخابارت المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، جون برينان، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي)، روبرت مولر، ووكالة الأمن القومي (إن.إس.إيه) الجنرال كيث ألكسندر، إضافة إلى السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامنثا باور.
ولم يتبين بعد القرارات التي اتخذها الاجتماع إلا أن مسؤولًا أمريكيًا رفيعًا قال عندما سُئل عما إذا كان للولايات المتحدة قوات متمركزة بشكل مسبق لمواجهة أحدث تهديد: «لدينا قوات أمريكية مستعدة منذ بعض الوقت للرد على الطوارئ المحتملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وأضاف: «لدينا القوة العسكرية لدعم القيام بعمل ملائم وفعال إذا طلب ذلك. أحدث تهديد خطير، والبنتاجون تعمل عن كثب مع شركائها لضم وزارة الخارجية وأوساط المخابرات لمواجهته».
كان أوباما أمر، الجمعة الماضي، باتخاذ «كل الإجراءات اللازمة لحماية الأمريكيين» من خطر هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة، لا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلى أثر ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إغلاق سفاراتها في 22 بلدًا، الأحد، رغم أنه يعد «يوم عمل» في معظم البلدان الإسلامية، وأصدرت الخارجية الأمريكية تنبيهاً حذرت فيه جميع رعاياها في العالم من خطر وقوع اعتداءات «لاسيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» وشددت واشنطن أيضًا على أن التهديد قد يحدث أو ينطلق من «شبه الجزيرة العربية».
وحذر رئيس أركان الجيش الأمريكى الجنرال مارتن ديمبسى من تهديدات القاعدة بتنفيذ اعتداءات تستهدف جميع المصالح الغربية، وقال لشبكة «إيه بي سي» التليفزيونية إن «هذه المرة أكثر تحديداً من التهديدات السابقة».
وأضاف أن «الهدف المحدد لم يُعرف إلا أن النوايا واضحة وهي مهاجمة المصالح الغربية وليس الأمريكية وحدها».
وعلى أثر التدابير الأمريكية، أعلنت 3 دول كبرى في الاتحاد الأوروبي، وهي: بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إغلاق سفاراتها، الأحد والإثنين، في صنعاء، عاصمة اليمن، البلد الذي يعتبر من معاقل القاعدة، واعتبرت كندا من ناحيتها أن الخطر الأكبر يهدد ممثلياتها الدبلوماسية في بنجلاديش، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.
وفي الوقت ذاته، اتخذت قوات الأمن اليمنية، أمس، تدابير مشددة وباتت في حالة استنفار في محيط سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا المغلقة، وذلك بعد يوم من استهداف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، السبت، القنصلية الهندية في أفغانستان قرب الحدود الباكستانية، ما أسفر عن سقوط 9 قتلى على الأقل ونحو 20 جريحًا.
وأطلقت منظمة «الإنتربول»، الجمعة، تحذيرا أمنيا شاملا دعت بموجبه كل الدول الأعضاء إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات القاعدة، ودعت فيه جميع الدول الأعضاء فيها، وعددها 190 دولة، إلى توخي أقصى درجات الحيطة لمواجهة تهديد القاعدة.
وأشارت المنظمة الدولية، التي يقع مقرها في ليون بوسط شرقي فرنسا، إلى أن تحذيرها يأتي بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في 9 بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان، وذلك خلال شهر أغسطس الذي شهد أيضًا هجمات إرهابية عنيفة في الهند وروسيا وإندونيسيا.
كما لفت «الإنتربول» إلى أن التحذير يتزامن مع الذكرى الـ15 للاعتداء على السفارتين الأمريكيتين في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، ما أدى إلى مقتل 200 شخص غالبيتهم من الأفارقة، إضافة إلى نحو 4 آلاف جريح.
وشدد «الإنتربول» على أن واشنطن وزعت أيضًا تحذيرًا إثر ورود معلومات اعتبرت «ذات صدقية» تفيد بأن القاعدة ومنظمات مرتبطة بها ستواصل القيام باعتداءات إرهابية خلال شهر أغسطس الحالي، خصوصًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.