ولد الشيخ حسنين محمد مخلوف «الابن»، بالقاهرة عام ١٨٩٠، والتحق بمدرسة القضاء الشرعى التى أسسها سعد زغلول، وقام بالتدريس فى الأزهر من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٦ إلى أن صار رئيساً للتفتيش الشرعى عام ١٩٤٣ ثم نائباً لرئيس المحكمة الشرعية العليا عام ١٩٤٥.
أسرة أزهرية بالوراثة، ورثت فيوض علوم الأزهر، وأضافت إليها، وأكدت على صلاحيتها لزماننا، وسماويتها، ووسطيتها، ويسرها. أما الأب فهو الشيخ محمد حسنين مخلوف، وكيل الأزهر الشريف الأسبق، والد الشيخ الابن حسنين محمد حسنين مخلوف، مفتى الديار المصرية الأسبق، موضع حديثنا اليوم.
يتولى هو بنفسه التحدث إلينا فى مذكراته عن والده: كان والدى يصحبنى معه إلى المسجد أتابع دروسه وأرقب طريقته فى الإلقاء، وأرى سماحة صدره وهو يناقش.
أما سيرة الأب فتقول إن اسمه كاملا محمد حسنين مخلوف العدى، وهو مولود فى قرية بنى عديات، مركز منفلوط، بمحافظة أسيوط عام ١٨٦٠، وحصل على العالمية (تساوى الماجستير فى زماننا ) بامتياز سنة ١٨٨٧ واختير أميناً لمكتبة الأزهر عند تأسيسها، حينما كان عضوا بمجلس إدارة المؤسسة العريقة، مع الشيخ محمد عبده، ثم صار شيخًا للجامع الأحمدى بطنطا، ومديراً عاماً للأزهر والمعاهد الدينية وعضوًا بهيئة كبار العلماء، وعُيَّن وكيلاً للأزهر فى عهد الشيخ سلامة البشرى حتى ١٩١٥.
وتكشف جوانب سيرته الأخرى أنه اختلف مع السلطان حسين كامل، فتمت تنحيته عن وظائفه الإدارية، حتى توفى عام ١٩٣٦. وكانت للشيخ مخلوف «الأب» علاقة حميمة مع فخرى عبدالنور، القيادى الوفدى الشهير، وكان الشيخ ينزل فى قصر أسرة عبدالنور فى جرجا، وهو القصر ذاته الذى نزل به الخديو عباس حلمى وسعد زغلول وفؤاد سراج الدين، وكانت هناك غرفة مخصصة بالقصر للشيخ مخلوف الأب يطلقون عليها «غرفة الشيخ».
أما الشيخ الابن حسنين مخلوف، فكان وكيل الجامع الأزهر، ومفتى الديار المصرية، تأثر بفكر ومنهج الإمام محمد عبده، الذى كان صديقاً لوالده، وقد تولى منصب الإفتاء، مرتين، الأولى من مارس ١٩٥٢ إلى ديسمبر ١٩٥٤، ثم عمل رئيساً للجنة الفتوى بالأزهر، وظل خمسة وأربعين عاماً من ١٩٤٦ إلى ١٩٩٠، مقصوداً بالفتوى، وكان طوال هذه السنوات مرفوع الرأس لأنه - على حد تعبيره - «لم يحن هامته إلا لله».
كان الشيخ نموذجاً للاستقامة فى الفكر، والجرأة فى الحق، لا ترهبه سطوة الحكم، ولا غوغائية الجهلاء أو إرهاب المتطرفين، وكانت الفترة الثانية التى شغل فيها منصب مفتى الديار من ١٩٥٢ إلى ١٩٥٤، وأصدر خلالها نحو تسعة آلاف فتوى وقد شارك الشيخ مخلوف الابن فى «ثورة» الأزهر، التى قادها عام ١٩٣٥ الشيخ أحمد حسن الباقورى للمناداة بعودة الشيخ مصطفى المراغى للأزهر، وكان مخلوف الأب يعتبر المراغى واحداً من أبنائه، وكانت ميول الابن وفدية على عكس المراغى الذى كان دستورياً، ومثلما كانت لوالده مصادقة مع السلطان حسين كامل ومن بعدها قطيعة، فقد كانت للابن قطيعة مع الزعيم جمال عبدالناصر، حينما هاجم القوانين الاشتراكية ورفع فى مواجهة عبدالناصر شعار حرية الملكية فى الإسلام.
ولد الشيخ حسنين محمد مخلوف «الابن»، بالقاهرة عام ١٨٩٠، والتحق بمدرسة القضاء الشرعى التى أسسها سعد زغلول، وقام بالتدريس فى الأزهر من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٦ إلى أن صار رئيساً للتفتيش الشرعى عام ١٩٤٣ ثم نائباً لرئيس المحكمة الشرعية العليا عام ١٩٤٥.
تزوج مخلوف الابن وهو طالب، نزولاً على رغبة أبيه، والزوجة هى ابنة الشيخ محمود سالم من أعيان بندر ملوى بأسيوط، وهى من بيت علم ودين، ويذكر أن أباه سافر إلى ملوى وعقد الزواج بالوكالة عنه، ونزل الزوج فى منطقة الحسين بالقاهرة، وقد تكفل أبوه بكل النفقات حيث كان الزوج لايزال طالباً.
وكان أول أبناء مخلوف الابن هو محمد الذى توفى عام ١٩٦٨، ومن الأبناء كذلك المهندس أبوالوفا، رئيس مجلس إدارة شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح سابقاً، والدكتور على مرعى، والدكتور عبدالرحمن، خبير تخطيط المدن بالأمم المتحدة، والسفير عبدالهادى، وعبدالحميد الذى توفى وهو لايزال طالبا فى الجامعة، وتوفيت الزوجة بعد زواج دام أربعين عاماً ولم يتزوج بعد وفاتها إلى أن توفى فى إبريل ١٩٩٠
وللشيخ مخلوف بخلاف تراثه العامر والوسطى فى الفتوى، مؤلفات كثيرة تقترب من الثلاثين مؤلفاً منها: «كلمات القرآن تفسير وبيان»، و«صفوة البيان لمعانى القرآن»، و«آداب تلاوة القرآن وسماعه»، و«مجموعة فتاوى»، و«الأخلاق الإسلامية»، و«شرح أسماء الله الحسنى»، وفوق كل هذا فإن له كتابا نادرا ويكاد يكون مجهولا لكثيرين ولا توجد منه نسخ فى أى من المكتبات وهو «الرفق بالحيوان فى الشريعة الإسلامية»، والذى يعود تاريخ صدوره إلى ٩١ عاماً.