أكاديمية إسرائيلية : «ثربانتس» أشاد بـ «ابن رشد» في روايته الخالدة «الكيخوته»

كتب: إفي الثلاثاء 17-11-2009 16:30

أعلنت «روث فاين» الأكاديمية المتخصصة في أدب «ميجل دي ثربانتس» بالجامعة العبرية، أنها بصدد إعداد دراسة جديدة تتضمن وجهات نظر مختلفة عن الرواية الأشهر في تاريخ الأدب المكتوب بالأسبانية «الكيخوته»، وأشارت «فاين» أن «ثربانتس» في تمهيد الكتاب نسب قصته -لأسباب تتعلق بالسخرية أو بتجنب محاكم التفتيش- لمخطوط كتبه مؤرخ عربي سماه «سيدي حامد بن إنجيلي»، وهو ما اعتبرته تكريم ضمني للفيلسوف العربي الأندلسي الكبير «ابن رشد».
و ترى مؤسسة «القدس-طليطلة» أن الأديب الأسباني (1547-1616) ذكر في كتابه أنه ترجم مخطوط المؤرخ العربي الأندلسي «حامد بن انجيلي» من العربية للغة القشتالية في روايته العظيمة «الكيخوته»، والذي يرجح أن يكون «ابن رشد» نفسه.
وترى الباحثة الأكاديمية الإسرائيلية أن الغرض من هذه الإشارة هو تكريم والإشادة بهذه الفترة المزدهرة من العصور الوسطى التي شهدت أوج نشاط مدرسة المترجمين في «توليدو»، والتي جمعت بين أروقتها مترجمين عرب ومسيحيين ويهود، عملوا وأبدعوا معا في مناخ من التسامح والتعايش غير مسبوق في تاريخ الإنسانية.
ويحكي «ثربانتس» في الفصل التاسع من روايته الشهيرة، أنه عثر على مخطوط مكتوب بالعربية، بني على أساسه تفاصيل «الكيخوته»، مشيراً إلى أنه "لو قدر لهذا العمل أن يضيع لفقد معه عالم كامل من الإبداع اللغوي".
وتنتقد «فاين» إسهامات «ابن رشد» الذي يطلق عليه الغرب المعلم الثاني بعد «أرسطو» ، لأنه خلط في ترجمته لنصوص أرسطو من اليونانية القديمة للعربية، الشعر بالتاريخ، مما أدى لتعثر فهم أفكار الفيلسوف اليوناني، وهو ما يتناقض مع رأي أساتذة وفلاسفة غربيين اعترفوا بأنهم ما كانوا ليفهموا نصوص «أرسطو» لولا شروح «ابن رشد» لها، وعلى رأسهم «جان بول سارتر»، و«ديكارت».
وتشير الباحثة الإسرائيلية المتخصصة في أدب «ثربانتس»، إلى أن نص المخطوط المزعوم الذي قال «ثربانتس» أنه عثر عليه لم يكن مكتوبا باللغة العربية بل كان مكتوبا باللغة الأندلسية الدارجة أو «الألخاميادا»، وهي خليط من العربية واللاتينية الدارجة، مكتوبة بحروف عربية، لتخلص في النهاية إلى أن مزاعم «ثربانتس» حول ترجمة النص في شهر أمر مستحيل وغير منطقي.
جدير بالذكر أن رواية «ثربانتس» الكيخوته، تعتبر أشهر الروايات الإنسانية التي كتبت بالأسبانية، كما تعتبر شخصية الكيخوته الأدبية بأبعادها الإنسانية من فشل ونجاح وإحباط وانكسارات واحدة، من أهم خمس شخصيات في تاريخ الأدب العالمي مثلها في ذلك مثل «هاملت»، و«عطيل»، و«مكبث»، و«دون خوان» مخادع النساء، وقد ترجمت الرواية لجميع لغات العالم، بما فيها بعض لغات السكان الأصليين.