مؤرخ أمريكي يكشف عن وجود جنود يهود في صفوف الجيش النازي

كتب: إفي الجمعة 27-11-2009 17:45

كشف المؤرخ الأمريكي «بريان مارك ريج» في كتابه الجديد، أن الجيش النازي كان يضم عشرات الآلاف من الجنود الألمان من أصل يهودي، وبعضهم ارتقي إلى مناصب مرموقة بالجيش وحصل على أوسمة عسكرية رفيعة.
وصرح المؤرخ الذي قدم كتابه hitler's jweish soldiers في برشلونة بعد ترجمته إلى الأسبانية، أن الأمثلة كثيرة ومن بينها الجندي «فولفرام جونتر» الذي حاز على وسام الصليب الحديدي تقديراً لشجاعته في محاربة الجنود الروس، والنقيب «كلاوس فون شميلينج ديرينجشوفن» الذي تولي قيادة إحدى فرق المشاه، و«برنارد روجي» الذي أثار الرعب في نفوس جنود الأسطول البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية.
ويؤكد «ريج» أن ما يقرب من 150 ألف ألماني من أصل يهودي حاربوا في مختلف كتائب وفرق جيش الرايخ الثالث «أدولف هتلر» في الوقت الذي كان يخطط فيه لملاحقة وقتل اليهود، وذلك استناداً إلى 430 مقابلة أجراها مع جنود ألمان-يهود الأصل سابقين شاركوا في الحرب العالمية الثانية.
والأسباب متعددة كما يقول المؤرخ فهناك العديدين ممن حاربوا مع الرايخ نظراً لعدم وجود أي خيار آخر أمامهم لاعتقادهم أن هذا الأمر سيؤدي إلى نجاتهم وإنقاذ أسرهم من بطش نظام «هتلر»، والمدهش أن هناك آخرين انضموا للجيش رغم معرفتهم بملاحقته لبني جنسهم، اعتقاداً منهم أنهم أصبحوا ألمان بالكامل وعليهم الدفاع عن أمتهم.
وأبرز «ريج» أن غالبية الجنود الألمان من أصل يهودي كانوا يجهلون المدى الحقيقي لملاحقة الجيش النازي لليهود وممارسات التعذيب في معسكرات الاعتقال، كما اضطر بعضهم لإخفاء هوياتهم والتستر وراء الزي العسكري عملاً بمبدأ أن "أكثر الأماكن أمانا هو فم الذئب".
ويشير المؤرخ إلى أن قادة نظام الرايخ الثالث، وعلى رأسهم «هتلر»، أظهروا أن عدائهم وكراهيتهم الشديدة المعلنة لليهود كانت تتضمن جانب نفعي يثير الدهشة، فقد أصدروا أوامر بتأجيل عملية التخلص من بعض العسكريين من أصل يهودي أو تعليقها بشكل نهائي نظراً لعوائد مشاركتهم في الحرب وإسهاماتهم في تحقيق النصر.
والتزمت القيادات النازية بمقولة «هيرمان جورينج» أبرز مهندسي النظام النازي والأب الروحي لجهاز البوليس السري "جيستابو"، حينما قال "أنا أقرر من هو يهودي".
وأضاف «ريج» أن «هتلر» الذي كانت له الكلمة الأخيرة دائما، وافق بنفسه على بقاء بعض العسكريين في الجيش رغم أصولهم اليهودية، كما سمح لهم بالارتقاء وشغل مناصب قيادية مثل جنرالات وطياري طائرات مقاتلة وقادة سفن حربية.
ويشير الكتاب إلى أن نظريات التمييز النازية التي كانت تحدد من سيخضعون للملاحقة كانت تفرق بين اليهودي من أب وأم يهوديين (كانت وفاتهم حتمية)، وبين نصف اليهودي (من جدين يهوديين) وربع اليهودي (من جد واحد يهودي) الذي يأتي في المرتبة الأخيرة، ويؤكد «ريج» أن تلك الفروق وإن بدت غير معقولة، فكانت تمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لعشرات الآلاف من اليهود علماً بأن بعضهم لم يكتشف أصوله سوى بسبب النظام النازي.