الكاميرون : «الأسود التى لاتقهر» تبحث عن الفريسة الخامسة

كتب: عمرو الصاوي الأربعاء 06-01-2010 19:16

كانت الحسرة قاسية ..أكبر من ان تستوعبها عقول الجماهيرفى الكاميرون ‏‏(13 دقيقة) فقط تفصل الأسود عن نهاية المباراة والتى تجمع بين ‏الكاميرون ومصر فى نهائى كأس الأمم الافريقية عام (2008) مما يعنى ‏وقتاً إضافياً للمنافسة على اللقب ولكن مع الدقيقة (76) من عمر اللقاء ‏
يتعثر "سونج" فى الإستحواذ على الكرة ويضغط الفرعون المصرى ‏‏"محمد زيدان" على كابتن الفريق "سونج" ويستخلص الكرة ببراعة ‏ويبعثها حريرية إلى "محمد أبو تريكة" الذى يحرز هدف البطولة لمصر.‏

‏ وخسر يومها اللاعبون مبلغ(111 ألف و280 يورو) كان سيتحصلون ‏عليه فى حالة فوزهم بالبطولة ليعادلوا الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ‏باللقب الافريقي والذي ينفرد به المنتخب المصري وخرج "سونج" يومها ‏من الملعب منكسراً قائلاً "الاخطاء واردة وما من لاعب لا يخطئ في ‏الملعب ولذلك يجب أن يكون تقييم اللاعبين قائما على المستوى الاجمالي ‏لهم وليس على الاخطاء التي يرتكبها اللاعب من حين لآخر".‏


كانت خسارة البطولة الأفريقية مؤشراً صعباً لمنتخب خسر قبل عامين ‏فرصة التواجد فى كأس العالم (2006) كانت مؤشراً على أن الأسد ‏الكاميرونى بدأت أسنانة فى السقوط حتى على فريستة المفضلة "كأس الامم ‏الأفريقية ".‏

ويعتبر المنتخب الكاميرونى من أكبر المنتخبات الأفريقية قامة حيث
بدأت أولى  مشاركات المنتخب الكاميروني في نهائيات البطولة الأفريقية  ‏الافريقية عام (1970) يومها خرج المنتخب الكاميروني من الدور الاول ‏وفى مشاركتة الثانية  عام (1972)  أرسل الأسود زئيراً مدوياً لكافة الفرق ‏الأفريقية ونجحوا  فى  الوصول   للدور قبل النهائى لكن منتخب الكونغو ‏أجهض أحلامهم فى البطولة وتمكنت من الفوز عليهم بهدف للاشىء.‏

وفى الوقت الذى توقع فيه الجميع ولادة بطل أفريقى جديد غاب منتخب ‏الكاميرون عن البطولة طوال أربع دورات كاملة  .‏

وفى عام (1984) نجح المنتخب الكاميرونى فى إزاحة كل من وقف فى ‏طريقة وفاز على المنتخب «النيجيرى» فى نهائى البطولة بثلاثة أهداف ‏لهدف واحد وإعتلاء القمة كأول بطوله له فى تاريخ مشاراكاتة .‏



بعد بطولة (1984) بدا المنتخب الكاميرونى كأحد عمالقة القارة الافريقية ‏وتمكن فى البطولة التالية عام (1986) من الدفاع عن لقبة إلى المحطة ‏النهائية لكن المنتخب المصرى(أصحاب الأرض) وقفوا له بالمرصاد ‏وتمكنوا من التتويج باللقب بضربات الجزاء الترجيحية  ولم ييأس الأسود ‏من الهزيمة بل تحولت الخسارة دافعاً للفوز بالبطولة نفسها لكن هذة المرة ‏فى المغرب وعلى منتخب «نيجريا» بهدف نظيف  عام (1988) .‏



وتمثل بطولة أفريقيا (1988) بداية طموح الكاميرون فى الصعود وتخطى ‏حدود القارة  الأفريقية ليحجز الاسود مقعداً دائماً  فى كأس العالم حيث ‏شارك الكاميرون فى كأس العالم أعوام (1990) و(1994) و(1998) ‏و(2002) ورغم التفوق خارج القارة إلا ان الكاميرون لم تتمكن من الفوز ‏بالبطولة خلال عقد التسعينات ‏


ومع بداية القرن الجديد عادت «الكاميرون» بجيل جديد يجمع بين الخبرة ‏والشباب  يجمع بين صفوفة  لاعبين من نوعية «باتريك مبوما» و«سونج  ‏و«جيريمي نيجيتاب» والشبل الشاب "صامويل إيتو"  و كشر أسود ‏الكاميرون عن أنيابهم  ليتمكنوا من الظفر ببطولة بداية القرن الجديد ‏وتمكنوا من إقصاء المنتخب النيجيرى فى النهائى بضربات الترجيح ‏وتحقيق البطولة عام 2000 للمرة الثالثة فى تاريخهم .‏


وواصل الأسود التى لا تقهر زئيرها فى أنحاء القارة الافريقية وأستمروا ‏فى تسيد القارة وتمكنوا من الإحتفاظ باللقب للمرة الرابعة فى تاريخهم ‏والثانية على التوالى معادلين رقم المنتخب المصرى الذى حصل عليها ‏عامين متتاليين عام (1957)و(1959) .‏

وتمكن المنتخب الكاميرونى فى التصفيات المؤهلة للبطولة من إعتلاء قمة ‏المجموعة برصيد (13 نقطة) بفارق (4 نقاط) فقط عن المنتخب الجابونى ‏الذى إحتل المركز الثانى فى المجموعة ووجد المنتخب الكاميرونى صعوبة ‏كبيرة فى الإفلات بصدارة المجموعة والتى مكنتة من التأهل إلى نهائيات ‏كأس العالم والأمم الأفريقية .‏

ويتولى الإدارة الفنية لمنتخب الكاميرون المدير الفنى  الفرنسي« بول لوجان» ‏صاحب الـ(45 عاما) تدريب المنتخب الكاميروني في يوليو الماضي ويعتبر المدير ‏الفنى الشاب من أفضل المدربين  حيث قاد نادى ليون للفوز بلقب الدوري الفرنسي ‏ثلاثة مواسم متتالية  من (2002) إلى (2005) ‏

ويتمنى« لوجان» تحقيق نتائج جيدة مع المنتخب الكاميروني في بطولة الأمم ‏الأفريقية وكذلك فى  كأس العالم (2010) بجنوب أفريقيا .‏
وتعتبر بدايتة مع الفريق مثالية حيث تمكن اقتناص  أربعة انتصارات، تمكن بها ‏الأسد الكاميرونى من الوصول لكأس العالم .‏


فيما يمثل« صامويل إيتو» صاحب (28 عاماً ) أبرز نجوم المنتخب ‏الكاميروني وتعقد عليه الكثير من الأمال حيث فاز بلقب أفضل لاعب ‏أفريقي ثلاث  مرات كما يعتلى قائمة أفضل هدافي بطولات كأس الأمم ‏الأفريقية على مدار تاريخها. ‏

كان المدير الفنى البرتغالى  جوزية مورينيهو قد أبدى رغبتة فى خروج ‏منتخب الكاميرون من البطولة حتى يعود له نجمة أيتو مبكراً وقال   "أشعر ‏بخيبة أمل كبيرة، ولكنني لم اتفاجئ بهذا الأمر وكل ما أتمناه هو خروج ‏الكاميرون وعدم وصولها إلى النهائي حتي يعود إيتو إلينا قبل يوم 31 من ‏يناير".‏
وإلى جانب إيتو تأتى أسماء «ألكسندر سونج» نجم نادى الأرسنال ‏و«كارلوس كاميني» حارس المرمى المتألق لنادى أسبانيول الأسبانى ‏
كأبرز اللاعبين فى المنتخب الكاميرونى .‏

ويستهل المنتخب الكاميرونى أولى مباراياتة أمام نظيرة الجابونى فى (13) ‏يناير المقبل ثم يواجه المنتخب الزامبى فى الـ(17) فى الجولة الثانية قبل أن ‏يختتم أخر مبارياتة فى الجولة الثالثة والأخيرة بمواجهة المنتخب التونسى .‏

وتبدو فرص المنتخبين الكاميرونى والتونسى كبيرة فى حجز المقعدين ‏الأول والثانى عن المجموعة الرابعة ولكن تطل الجابون برأسها كأحد اكبر ‏العقبات فى وجه الفريقين وهى التى إستطاعت إحراج الكاميرون فى ‏التصفيات كما اخرجت دولة بحجم المغرب من المنافسة على الوصول ‏لكأس العالم وكأس الامم الافريقية .‏