اعترف الكاتب المغربي الطاهر بن جلّون، بأنه أخطأ التوقعات عندما أعلن، مع اندلاع شرارة الثورات العربية، أنه لا تخوّف من الإسلاميين المتطرفين الذين ليس لديهم وجود قوي يُخوّلهم قطف الثمار التي زرعها غيرهم.
وأضاف «بن جلّون»، في حوار مع صحيفة «الحياة» اللندنية، نشرته الخميس، على هامش استضافته ضمن برنامج صالون الكتاب الفرنكوفوني في دورته العشرين في بيروت، أن الشعوب العربية «لا تملك ثقافة الديمقراطية»، حيث اعتادت التقنية الديمقراطية المتمثلة بالتصويت عبر صناديق الاقتراع، أمّا ثقافة الديمقراطية وقيمها فهي غائبة تمامًا، مشيرًا إلى أن الثورات العربية ربما «فاتحة خير» لتعلّم جوهر الديمقراطية وثقافتها وقيمها، وبدايتها تكون عبر مواجهة الأيديولوجية المتطرفة التي لا تفهم معنى الديمقراطية.
وأوضح أن الأديان كلّها كانت تقوم على أساس شعائر تُمارس بين الشخص ونفسه، لكن منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران وتسلّم «الخميني» زمام الحكم معتبراً أن الدين والسياسة قيمتان لا تنفصلان، بدأنا نشهد إقحام الدين في الحياة السياسية والعامة، «وهذا خطأ فادح في رأيي، لأن الإسلام دين له قيم جميلة جداً يجب ألا نُحوّلها إلى أيديولوجية سياسية، لأنّ هذا سيُفقده روحانيته وجوهره»، على حد قوله.
وعن دور المثقف في الأحداث التي يشهدها العالم العربي حاليًا، قال «بن جلّون»: «على المثقف أن يلعب دور الناقد والمُحفّز، وأنا أعتقد أنّ الكثير من المثقفين قاموا بدور معين سواء من خلال مقالات أو كتب أو آراء على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وإنما لم يكن لديهم تلك القوة أو ذاك التأثير الكبير».
وردًا على الانتقادات الشديدة التي طالت روايته الأخيرة «جهنم الزوجية»، أوضح أنه «كتبت هذه الرواية بصدق، لأنّها نابعة من الواقع الحياتي المعيش وأحببت الشخصية النسائية فيها وأجدها مثالاً للمرأة العربية القوية التي تطالب بحقها وتأخذه بيديها إن لم يُمنح لها، وأنا بصراحة استمتعت في كتابتها وفي وصف تفاصيل هذه الشخصية وحيثياتها التي أعجبت في المقابل الكثير من القرّاء».