قال أيمن الصياد، مستشار الرئيس محمد مرسي إن مصر تدفع حاليا ثمن ارتباك المرحلة الانتقالية التي أدارها العسكريون عقب تنحي مبارك، معتبرا أن المرحلة الانتقالية الحقيقية «التي يمكن البناء عليها» بدأت عقب تولي الرئيس محمد مرسي الحكم في 30 يونيو الماضي.
وأضاف «الصياد» في حوار مع «الشرق الأوسط» اللندنية الصادرة صباح الخميس، لم نتفق منذ البداية على ما إذا كنا نعتمد الشرعية الثورية أم الشرعية القانونية.
وأضاف أنه عندما يسير مجتمع ما وإحدى ساقيه في طريق والأخرى في طريق آخر فإن خطواته تصبح عرجاء.
واعتبر أن تقييم أداء القوى السياسية كلها في أعقاب ثورة يناير 2011، سيكون محلا لحكم التاريخ، وقال: «الكل أخطأ بشكل أو بآخر، ولكن تبقى أخطاء الإخوان المسلمين الأكبر، لسبب واحد فقط أنهم الجماعة الأكبر، فقد أخفق الإخوان في الحفاظ على وحدة رفاق الميدان، فكان أن دفعوا الثمن باهظا».
واعتبر «الصياد» أن السبب الوحيد الذي يجعله يستقيل من منصبه كمستشار للرئيس هو أن يشعر بأن هناك من يحجر على رأيه، وقال: «سأستقيل حين يقول لي أحدهم قل أو لا تقل».
وفيما يتعلق بالجمعية التأسيسية قال إن ما يجري في التأسيسية وما نقرأه نصوصا في مسودة أو غيرها ليس أكثر من انعكاس للحال التي وصلنا إليها؛ الاستقطاب والتشرذم والارتباك، حتى إن بعض العبارات لو حكمت عليها من زاوية «اللغة» ستلحظ ما بها من ارتباك، ورحم الله طه حسين، صاحب المقولة الشهيرة «هذه العبارة قلقة في موضعها».
وقال إن مصر ربما تلجأ في نهاية المطاف إلى دستور 1971 (الذي تم تعليق العمل به بعد تخلي مبارك عن السلطة) مع التنقيحات والتعديلات الجيدة التي أدخلتها عليه لجنة المستشار طارق البشري، والتي استفتى عليها الشعب واستهدفت تنقية دستور 1971 من عيوبه.
وفيما يتعلق بالوضع في سيناء، قال: «لا يصح أن نقصف سيناء بالطائرات مثلا لكي نتخلص من مجموعة من المدانين أيا ما كان عددهم، سيناء أرض مصرية، ينبغي ألا نغفل عن هذا، ومن غير المقبول أو المعقول أن نقصفها بالطائرات، إذا وضعنا هذا في الاعتبار سنعرف ما يحد من سبل معالجة الموقف فلا يمكن معالجة الموقف عسكريا فقط، لا بد من أساليب أخرى».
وعن مخاوف شديدة لدى المصريين من ضياع سيناء، قال: «الذي يقول إن الفلسطينيين سيتخلون عن وطنهم ليأخذوا سيناء وطنا بديلا، عليهم أن يعيدوا قراءة التاريخ، فكرة الوطن البديل المتمثلة في شرق الأردن التي طرحها إسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، رفضها الفلسطينيون.. الفلسطينيون لا يبحثون عن وطن بديل ولو كانوا يبحثون لوجدوه منذ زمن».