«أمثل الجناح اليسارى فى المنزل، بينما يُنظر إلى زوجى دائماً كسياسى للجناح اليمينى، يحاول بعض الناس زرع الخلاف بيننا ويقولون: برونى لا تتفق مع التوجه السياسى لزوجها، والحقيقة هى أننا داخل جدران منزلنا الأربعة ببساطة مجرد زوجين متحابين، والسياسة كلها لا تلعب أى دور فى ذلك، والنقد يقوى من ترابطنا».
بهذه الكلمات ردت كارلا برونى، قرينة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، على تساؤل لصحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الألمانية، حول عدم وجود تقارب بينها وبين زوجها من الناحية السياسية. ونفت كارلا- عارضة الأزياء الشهيرة السابقة والمغنية والممثلة أيضاً- فى حديثها للصحيفة أن تكون أضواء سلطة زوجها هى التى جذبتها إليه قائلة: «لم أكن تلك الفتاة الفقيرة التى تفتقد الشهرة والموهبة وتتحين الفرصة لاصطياد الرجل الأول فى الدولة»، مؤكدة أن ما بينها وبين ساركوزى هو «حب من النظرة الأولى» حدث فى أول لقاء جمع بينهما على مأدبة عشاء.
وأكدت كارلا أن الكثير من الناس ينظرون إليها وزوجها كأمر شاذ عن القاعدة، موضحةً: «يرى الكثيرون أن زوجى صغير للغاية على مهمته، أما أنا فامرأة لها ماض وإيطالية حتى وإن كنت حصلت على الجنسية الآن».
وكارلا هى ابنة الصناعى الإيطالى والملحن برونى تيديشى، وولدت فى تورينو عام 1967، وهاجرت أسرتها إلى فرنسا فى السبعينيات. وفى التسعينيات، استقطبت كارلا بقامتها النحيلة والطويلة وجمالها اهتمام دور الأزياء العالمية، وأصبحت من أشهر عارضات الأزياء وأكبرهم دخلاً. وفى 2001 بدأت كارلا العمل فى الموسيقى وكتبت كلمات أغنيات، ثم أصدرت ألبومين غنائيين فى 2002 و2007، ثم أطلقت ألبومها الثالث فى 2008 بعد أن أصبحت «سيدة فرنسا الأولى»، ليصبح الأكثر مبيعاً فى فرنسا.
وشكلت مغامرات كارلا العاطفية موضوعات دسمة لصحف المشاهير، حيث نسبت إليها علاقات مع مشاهير عالميين، وقد تزوجت كارلا من ساركوزى فى فبراير 2008، ليصبح هو بذلك أول رئيس فرنسى يتزوج فى الإليزيه، وذلك بعدما طلق زوجته سيسيليا بعد زواج دام 11 سنة.
ولم يطفئ بريق لقب «السيدة الأولى» بداخل كارلا شغفها بأضواء الشهرة، حيث قامت بأداء فقرة غنائية استقبلها الجمهور بحفاوة بالغة، وذلك فى حفل ميلاد رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا الـ91 العام الماضى، والذى أحيته كارلا بحماسة لافتة، مدفوعة بكونها سفيرة للأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، كما أن هناك سبباً شخصياً وهو أنها فقدت أخاها بعد أن أصابه هذا المرض.
وخاضت برونى أيضاً مجال التمثيل السينمائى من خلال مشاركتها فى تصوير فيلم جديد للمخرج وودى ألن، بعنوان «منتصف الليل فى باريس»، لكن موافقة كارلا على الظهور فى فيلم سينمائى أمريكى أثار استغراب طائفة من الفرنسيين المحافظين، رغم أن دورها يكاد يكون شرفياً، حيث رأى هؤلاء أنه لا يوجد انسجام بين كون كارلا زوجة لرئيسهم وبين عملها فى السينما. لكن كارلا بررت موقفها، موضحة: «أنا لست ممثلة على الإطلاق، وربما سأكون سيئة»، لكنها تابعت قائلة إنها قبلت الدور لأنها تريد أن تروى تفاصيل هذه المغامرة لأحفادها ذات يوم فيما وصفها وودى ألن بـ«الممثلة المحترفة للغاية».
واستطاعت برونى أن تجذب الأضواء إليها أيضاً بأناقتها الملحوظة، حيث وضعتها مجلة «فانيتى فير» الأمريكية ضمن قائمة أكثر الشخصيات أناقة. وتعتبر سيدة فرنسا الأولى نفسها «داخل مسابقة جمال مستمرة» حيث تتم مقارنتها دائماً بقرينات الرؤساء الأخريات. ومن المؤكد أن برونى ستظل تتمتع لوقت طويل بالاهتمام، حيث إن موقعها الإلكترونى انهار تماماً العام الماضى بعد فترة قليلة من تدشينه بسبب شدة الإقبال عليه. ولكن على الرغم من شغفها بالأضواء، نجحت كارلا فى التأقلم بسرعة مع مركزها الجديد عبر إبرازها شخصية أكثر هدوءًا ودعما لا محدوداً لزوجها، حتى أنها تبدو لكثيرين ورقة رابحة لرئيس تدهورت شعبيته. فبحسب استطلاع للرأى أجرى فى 2008، اعتبر 55% من الفرنسيين أن ساركوزى «يستخدم زوجته لتحسين صورته الشخصية».
لكن كارلا أخبرت مجلة «فيج ارو» الفرنسية فى مارس الماضى أنها لا ترغب فى أن يسعى زوجها لترشيح نفسه لولاية ثانية. وأوضحت قائلة: «كزوجة، لا أرغب فى ذلك، ربما لأننى أخشى أن تتأثر صحته.. ربما لأننى أريد أن أعيش ما تبقى لنا من وقت فى هدوء».