فضت قوات الدرك الأردنية اعتصام «دوار الداخلية»، أحد الميادين الكبرى والحيوية بالعاصمة عمان، صباح الأربعاء، باستخدام خراطيم المياه والهروات بعد عدة محاولات باءت بالفشل من قبل الأمن بإقناع المعتصمين بفض اعتصامهم احتجاجًا على قرار الحكومة الأردنية، الثلاثاء، برفع أسعار المشتقات النفطية.
واعتقلت الأجهزة الأمنية عددا من المعتصمين مما دفع البعض إلى رشقهم بالحجارة وأخلت «دوار الداخلية» من المواطنين الذين تمركزوا في الدوار، فيما تواجدت قوات أمنية مكثفة في إجراء احترازي بعد إعلان المعتصمين أن المنطقة ستكون مفتوحة للاعتصام.
وكان معتصمو «دوار الداخلية»، مساء الثلاثاء، قاموا بإغلاق الدوار إغلاقا تاما بعد فشل الأمن في إقناعهم بفتح الطريق وقام الأمن بإغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى المنطقة فيما حاول العديد من المعتصمين من الشباب الاحتكاك برجال الدرك والأمن العام الأردني.
وقال المركز الإعلامي الأمني في مديرية الأمن العام الأردنية في بيان صحفي، صباح الأربعاء، في عمان، إن العاصمة الأردنية شهدت تجمعا لمئات الأشخاص بالقرب من «دوار الداخلية»، قاموا خلاله بإغلاق الدوار مرددين هتافات وشعارات مخالفة للقانون والقيم والأعراف الأردنية، حيث قام رجال الدرك والأمن بإغلاق المنافذ للدوار وتطويق المحتجين وإيقاف حركة السير على الدوار «حفاظا على سلمية الفعالية وعدم تمكين الآخرين من الاحتكاك بهم ليتم بعد ذلك فض الاعتصام وتفريق التجمع الذي لم يتجاوز الخمسين شخصا في نهايته صباح الأربعاء، وباستخدام القوة البسيطة والمناسبة دون إيقاع أيه إصابات تذكر وفتح الطرقات أمام حركة السير النشطة».
وكان حشد كبير من مختلف تنسيقيات المعارضة والمواطنين في منطقة «دوار الداخلية»، قد بدأ اعتصاماً مفتوحاً بعد قرار الحكومة تحرير أسعار المشتقات النفطية، واستمر الاعتصام حتى الساعات الأولى من فجر الأربعاء، قبل أن تفضه قوات الدرك بالقوة بينما تخطت الشعارات والهتافات كل السقوف وتجاوزت الخطوط الحمراء.
وكانت الحكومة الأردنية قد قررت، مساء الثلاثاء، رفع أسعار المشتقات النفطية اعتبارا من منتصف الليلة الماضية في خطوة تهدف إلى تحرير تلك الأسعار، وزاد سعر أسطوانة الغاز المنزلي 12.5كجم بموجب القرار إلى 10 دنانير مقابل 6.5 دينار فيما ارتفع سعر البنزين (أوكتان 90 ) ليصبح 800 فلس فيما زاد سعر السولار إلى 685 فلسا للتر والجاز إلى 685 فلسا للتر .(الدولار الأمريكي 0.708 دينار أردني).
في سياق متصل ، قال المركز الإعلامي الأمني في مديرية الأمن العام الأردنية في بيان، إن أحداث شغب وتخريب شهدتها بعض المحافظات الأردنية، مساء الثلاثاء، وفجر الأربعاء، و نتج عنها 10 إصابات بأعيرة نارية بين قوات الدرك، إضافة إلى إصابة 4 مواطنين بعضهم جراء أعيرة نارية، كما نتج أضرار مادية متفرقة بعدد من المؤسسات الحكومية والأهلية وعدد من المركبات العسكرية والمدنية وفق آخر الإحصاءات والبلاغات الواردة لغرف العمليات في مديرية الأمن العام.
وأضاف أن هناك فئة استغلت إعلان الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية وقامت بعمليات نهب وتخريب وحرق للمؤسسات الحكومية والخاصة في بعض المحافظات وقامت تحت تلك الذريعة بارتكاب جرائمها بحق المجتمع لتحقيق مآرب مالية وشخصية خاصة بها.
وأشار البيان إلى أن عددا من الفعاليات والاحتجاجات التي شهدتها المحافظات الأردنية خرجت عن طابع السلمية التي عرفت بها خلال الفترة الماضية واتسمت بالعنف والتخريب والاعتداء على مقدرات الوطن.