علّق الإعلامي يسري فودة، الأحد، على أحداث اشتباكات «النصب التذكاري»، التي وقعت، فجر السبت، بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، مجددًا قوله: «طول ما الدم المصري رخيص.. يسقط يسقط يسقط أي رئيس».
وكتب «فودة»، في صفحته على «فيس بوك»: «أولاً، (إنا لله و إنا إليه راجعون)، نحسبهم جميعًا شهداء والله حسيبهم- قاصدًا قتلى أحداث (النصب التذكاري) ثانياً، من لا ينتصر لحرمة الدم إلا فيما حدده الله فهو قاتل أو شريك في القتل، ولا يكلّف الله نفسًا إلا وسعها، ولا مقام هنا لأن يزايد بعضنا على البعض الآخر».
وأضاف: «ثالثاً، كنت أود لو أنني لم اضطر إلى السفر لاستكمال العلاج كي أرفعها مرة أخرى من المنبر نفسه: (طول ما الدم المصري رخيص، يسقط يسقط أي رئيس)، لكنني أقولها وسأبقى أقولها دائمًا من أي منبر في أي مكان في أي زمان».
وقال «فودة»: «أسجل تحفظي وحزني الشديدين لما أراه من تناول إعلامي ضار سواء من خارج مصر أو من داخلها، بما في ذلك القناة التي أعمل بها، إلا من رحم ربي»، داعيًا كل الأطراف إلى مراجعة مواقفها، مضيفًا: «عسى أن نتعلم من دروس كبيرة أثمان بعضها باهظة».
وتابع: «لقد أسفرت المذبحة الأخيرة من بين ما أسفرت عن انتفاء صلاحية ذهنية المعادلة الصفرية، (إما كل شيء أو لا شيء على الإطلاق»، مطالبًا المسؤولين عن أمن البلاد أن «يقتنصوا فرصة ذهبية أتيحت لهم مؤخرًا بتغيير جذري في العقيدة وفي الهيكل، وعلى من يبتغي إعلاء كلمة الله أن يتذكر دائماً أن كلمة الله لم تكن أبدًا على حساب وطن أو على حساب جار».
ودعا «فودة» من «يؤمن بالحرية أن يحترم حرية الآخر فعلاً وعملاً، وأن يمد يده إلى كل مواطن مصري محترم يسعى إلى إقامة دولة القانون»، كما طالب أنصار مرسي أن «يتذكروا أنه فشل في أن يكون رئيساً لكل المصريين، مثلما أن على أقطاب المعارضين له أن يتذكروا أن مصيرهم لن يختلف عن ذلك كثيراً إن لم ينجحوا».
وطالب «فودة» «كل من يدعو إلى فض أي اعتصام بالقوة أن يتحمل مسؤوليته عن الدم أمام الله وأمام الناس»، كما قال: «على كل من يحمل سلاحًا أو يحرض على دم أو يخدع أتباعه باسم الدين أن يتحمل هو أيضًا مسؤوليته عن الدم أمام الله وأمام القانون».
كما دعا «فودة» قادة جماعة الإخوان المسلمين إلى «الاختيار الآن بين مفهوم جماعة يرونها أكبر من الوطن ومفهوم وطن كان وسيبقى بإذن الله أكبر من أي جماعة».
واستطرد بقوله: «على من يديرون شؤون البلاد أن يختاروا الآن بين دفع قطاع عريض من المصريين إلى باطن الأرض مرة أخرى بما يحمله ذلك لنا جميعاً من أذى، وبين إخلاص النية نحو منح الشعب حقه المستحق في الاختيار مرة أخرى في أسرع وقت، وفي استيعاب هذا القطاع العريض من المصريين مرة أخرى بما يحمله ذلك لنا جميعًا من نفع».
وخاطب «فودة» قادة القوات المسلحة مطالبًا إياهم بـ«تبني مبادرة عاجلة مع الحكومة المؤقتة ورموز الوطن من كل الفصائل في هذا الاتجاه وعلى من يحرض على انشقاق جيش مصر أن يخرس كل منا يتألم، لكنّ بعضًا منا ينسى، أو يتناسى، أن ينظر إلى ألم الآخر، خاتمًا بقوله: «حين نفعل هذا سنكون على بداية الطريق، واللهم ارحم الشهداء جميعًا واللهم احفظنا واللهم احفظ مصر».