وزير الطيران عبد العزيز فاضل: العناية الإلهية هي من اختارتني للمهمة (حوار)

كتب: يوسف العومي, هشام ياسين الأحد 28-07-2013 23:29

أكد المهندس عبد العزيز فاضل، وزير الطيران المدني أنه جاء لتنفيذ خطة الحكومة الانتقالية الحالية، وتعليمات رئيسها الدكتور حازم الببلاوي، التي تقضي بعدم إقصاء أي من أبناء الوزارة الأكفاء من عملهم، أيا كان انتماءهم السياسي أو الديني، وإنصاف الذين ظُلموا خلال الفترات السابقة.

وقال «فاضل»، في حواره لـ«المصري اليوم» إن خطة الوزارة في المرحلة المقبلة تركز على تنفيذ مشروعات تطوير المطارات، وهي قيد التنفيذ، وإنشاء مطارات جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص، وإلى نص الحوار:

ما الرؤية التي قدمتها للدكتور حازم الببلاوي ليستقر على تكليفكم بحقيبة الطيران المدني؟

- بداية لقائي بالدكتور حازم الببلاوي لم يزد على نصف ساعة وهذه مدة لا تكفي لتقديم رؤية عن مستقبل صناعة الطيران المصري، لكن كان أمام الدكتور الببلاوي سيرة ذاتية لكل المرشحين الجدد لتولي حقيبة الطيران، رغم أنه كان هناك اتجاه قوي للإبقاء على المهندس «وائل المعداوي» لطيب سمعته وخبرته الكبيرة، أما الأسماء الجديدة التي كانت مرشحة معي، سواء التقت رئيس الوزراء أم لم تلتقه فكلها كفاءات مشهود لها بالوطنية والإخلاص، كاسم اللواء طيار «حسن راشد» والدكتور «أشرف زكي»، لكني على يقين بأن العناية الإلهية هي من اختارتني للمهمة التي أدعو الله أن يوفقني لها، ثم تأتي بعد ذلك مؤهلاتي العلمية والعملية وخبراتي الممتدة في الطيران المدني لأكثر من 25 عاما، أي من قبل تشكيل وزارة الطيران المدني بـ15 عاماً.

■ لماذا تقدمت باستقالتك في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي؟

- ما أخرج الناس للثورة من جديد جملة أسباب، منها التردي المزري في الاقتصاد وفي بيئة العمل وفي منظومة الحكم، وكذلك الانحراف عن المسار الصحيح لثورة 25 يناير، وسيطرة فصيل بعينه على مقدرات الدولة، كل هذه الأسباب إضافة إلى جملة أسباب أخرى في بيئة العمل جعلتني أتقدم باستقالتي ليس هروباً من المسؤولية، لكن لعلها تكون قرعاً على ناقوس الخطر، واستئصال هذه الأسباب من منظومة الطيران هو بداية العودة للطريق الصحيح.

■ أفهم من حديثك أن هناك اتجاها لإبعاد كل من تولى منصبا قياديا خلال فترة حكم الرئيس السابق مرسي في إطار ما يسمى الأخونة؟

- الحكومة الحالية تنادي بالمصالحة الوطنية بين أبناء الوطن وعدم إقصاء أي مواطن من منصبه أو عمله، أيا كان انتماءه السياسي أو الحزبي أو الديني طالما يتمتع هذا المواطن بالكفاءة والإخلاص والانحياز للمصلحة العليا لوطنه، وفلسفة الحكومة هي رفع الظلم عمن قهروا خلال الفترة الماضية، وتمكين الشباب وتأهيلهم للمرحلة المقبلة، ورفع المعاناة عن المواطنين عامة والعاملين في قطاع الطيران خاصة.

■ ما استراتيجية الطيران المدني خلال الفترة المقبلة؟

- قبل عشر سنوات ونحن عاملون بقطاع الطيران كنا نحرج من وضعية المطارات المصرية أمام الأجانب، وأيضا الأخوة العرب الذين كثيراً ما كانوا يرددون أن مطار القاهرة بوضعه لا يليق بمكانه مصر، لذا فإن المشروعات التي تم إنشاؤها جاءت في الوقت المناسب، مثل مبنى الركاب الجديد رقم 3 بمطار القاهرة، والتوسعات والتجديدات في المطارات السياحية كشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، وأيضا مطار برج العرب، وكل هذه المشروعات كانت ضرورية ونحمد الله أنها تمت في العقد الماضي، واستكمالا لما سبق فإن وزارة الطيران المدني كانت قد تعاقدت مع مكتب استشاري عالمي لعمل دراسة اقتصادية لإنشاء عدد من المطارات الجديدة في مصر بنظام B .O .T، خاصة في غرب القاهرة سواء في مطار 6 أكتوبر أو في مكان آخر، لتخفيف الضغط على مطار القاهرة، إضافة إلى عدد من المطارات في المناطق السياحية المصرية وفقا لتوصيات الدراسة، وأيضا سيتم إنشاء قرية بضائع عالمية بالإسكندرية، بالإضافة لاستغلال المناطق المحيطة بمطار القاهرة في المشروعات الاستثمارية بنظام B.O.T، كما سنعمل على إحلال وتجديد أسطول «مصر للطيران» ومضاعفة عدد طائراته بتزويده بعدد 45 طائرة حديثة حتى عام 2020، وبعدد مماثل حتى عام 2025.

■ كيف ترى تخوفات البعض من دخول القطاع الخاص في مشروعات الطيران المملوكة للدولة، ولعل مشكلة شركة «ماليكورب العالمية» ليست ببعيدة؟

- قضية شركة «ماليكورب» حالة استثنائية، والظروف الاقتصادية الحالية للبلد لن تساعدنا على تحقيق طموحاتنا، وأي مستثمر سيقيم استثماراً لمدة محددة وفقا للعقود، ولن يضر مصر، بل سيحقق لها عوائد سواء كانت في صورة ضرائب أو رسوم، وسيفتح فرص عمل ضخمة للشباب، لذلك دعنا لا ننظر إلى تجربة «ماليكورب» ونتخذها نموذجاً، بل ننظر إلى تجربة مطار مرسى علم التي خلقت منطقة سياحية واعدة ومجتمعا مصريا جديدا.

■ هل نجحت تجربة الـb.o.t في دول أخرى؟

- الدول التي لا تعاني من أي مشاكل اقتصادية ولديها فوائض ضخمة تسير في هذا الاتجاه، فالسعودية مثلاً اتجهت إلى هذا النوع من الاستثمار وهي الآن تنشئ مطاراً جديداً في المدينة المنورة، لاستيعاب الحركة المتزايدة على مطار الأمير محمد، وتركيا أيضا والمغرب وكذلك روسيا.

■ اشتكت شركات الطيران الخاص المصري من أن وزارة الطيران المدني والسلطة تعملان على تحقيق احتكار الأجواء لصالح شركة «مصر للطيران»، ما تسبب في خسائر لعدد من الشركات وخروجها من العمل؟

- عدم استيعاب الطيران الخاص المصري في منظومة الطيران أضر بمصر واقتصادها، وفتح المجال أمام هذه الشركات سيحقق الكثير لمصر سواء من خلال جلب أفواج سياحية أو توفير فرص عمل للشباب، ومصر للطيران خلال المرحلة المقبلة ستعتمد، في منافستها، على اعتبار أنها الأفضل وليس لأن المسافر لا يوجد أمامه بديل غيرها، خاصة أن هذه السياسات لن تجدي في المستقبل القريب في ظل تطبيق فكر السماوات المفتوحة، وسأعقد اجتماعاً مع الشركات المصرية لكي تعمل جنباً إلى جنب مع «مصر للطيران» وفقا لقدراتها وحجم أسطولها، وأرحب بأي شركة خاصة غير مصرية ترغب في العمل بمصر.

■ كيف ترى شكاوى المواطنين بسبب ارتفاع أسعار «مصر للطيران»؟

- نعم أتفق معك أن أسعار التذاكر خاصة الداخلية مرتفعة جدا، لكن هناك أكثر من جهة تحصل على حصص من قيمة التذكرة، في مقدمتها وزارة المالية التي تستحوذ على نصيب الأسد من قيمة التذكرة كضرائب، لكن خلال الفترة الحالية يشعر المواطن بأن هناك تغييرا في الأسعار والخدمة خاصة بعد دخول شركة «سمارت» للعمل على الخطوط الداخلية وتقديمها تذكرة اقتصادية.

■ ماذا يأتي في قائمة أولويات الوزارة للمرحلة المقبلة؟

- سوف أعطي الأولوية في الفترة القادمة للمشروعات التي بدأ العمل فيها بالفعل، فسيتم الاستمرار في خطة تطوير وتوسيع المطارات، واستكمال المشروعات التي بدأت لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية، فمن المشروعات الجاري تنفيذها مبنى الركاب رقم «2» ومطار شرم الشيخ ومطار الغردقة ومطار النزهة وفندق مطار القاهرة الدولي، وهذا الفندق الذي قارب على الافتتاح سيخدم شريحة كبيرة من السياح والركاب وأطقم الطائرات، وبالنسبة لـ«مصر للطيران» سيتم تشغيل الخطوط التي تم تعليقها بسبب الظروف التي مرت بها مصر، وسيتم في الفترة القادمة التوسع في الخطوط الأفريقية، فنحن مازلنا بعيدين عن أفريقيا ولم نغطها بخطوط كما يجب، ولذلك لا بد من تعزيز تواجدنا هناك.

■ ماذا عن نشاط الإسعاف الطائر؟

- الإسعاف الطائر لا بد أن يعاد النظر فيه إذا لم تكن هناك اتفاقيات لتشغيله تضمن دخلاً، الأمر الذي تتحتم معه إعادة طرح الفكرة القديمة التي تتمثل في عمل وثيقة تأمين ضد الحوادث للسياح من خلال فرض قيمة عن كل ليلة سياحية يضمن بموجبها السائح أن يتم نقله إلى بلده بالإسعاف بناء على رغبته، ومن ثم يصبح هناك تمويل لهذه الطائرات، وبالتالي تصبح متاحة للمواطن المصري بالمجان عند الحاجة للتدخل السريع لنقل المصابين في حوادث الحرائق أو الطرق، سواء من الصعيد أو البحر الأحمر إلى أي مستشفى بالقاهرة ذي إمكانات أعلى، وهذا الموضوع سيتم طرحه وعرضه ومناقشته مع هشام زعزوع، وزير السياحة، في القريب العاجل.