في الوقت الذي ارتفعت فيه درجة استعدادات المنتخبين المصري والجزائري للقمة الساخنة بينهما غداً الخميس في بنجيلا في الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم وتزايد المخاوف من أحداث شغب جديدة بين مشجعيهما، بدت نية المسؤولين عن ممثلي شمال أفريقيا ووسائل إعلامهما واضحة في تلطيف الأجواء والاقتصار على ما هو رياضي من أجل الخروج بالمواجهة إلى بر الـمان.
وكان أول المطالبين بالابتعاد عن "الشحن العدائي" بين المنتخبين مدرب الجزائر «رابح سعدان» الذي أعلنها صراحة في المؤتمر الصحفي ردا على سؤال بهذا الصدد عقب فوز فريقه على ساحل العاج 3-2 بعد التمديد في الدور ربع النهائي، حيث قال "يجب التوقف عن الحديث عن العداء بين البلدين، إنها مجرد مباريات في كرة القدم وليست حربا".
وأضاف "واجهنا المنتخب المصري 3 مرات العام الماضي ولم يحصل أي شىء على أرضية الملعب. إن الحديث بصفة دائمة عن أحداث القاهرة وأم درمان كفيل بتأجيج الوضعية وتجديد الاعتداءات ليس هنا في أنجولا فقط ولكن في الجزائر ومصر".
وتابع "ما حصل في السابق كان ردة فعل لما ورد في وسائل الإعلام من شائعات ومغالطات ذهب ضحيتها إناس ليس لهم أي علاقة بتلك المهاترات التي تناولتها وسائل الإعلام"، مشيراً إلى "غياب الاحترافية والمصداقية في تناول الأخبار لدى فئة معينة من الصحف التي تهدف إلى الربح المادي فقط دون التفكير في مدى خطورة ما تنشره".
وأردف قائلا "أمامنا مباراة صعبة أمام المنتخب المصري سنستعد لها جيدا، مثلما كنا سنستعد إلى أي منتخب قد يقف في طريقنا في البطولة. إرادة اللاعبين كبيرة لتحقيق نتيجة إيجابية، لكني متأكد بأن الجمهور الجزائري لن يلومنا في حالة الاخفاق لأننا حققنا شيئين لم يكونا في الحسبان وهما التأهل إلى المونديال والدور نصف النهائي للكأس القارية".
من جهته، أكد رئيس الاتحاد الجزائري «محمد روراوة» إن منتخب بلاده سيدخل المباراة "ليثبت للجميع بأنه رياضي، كما أن جمهورنا سيبرهن على أنه حضاري. الأهم في مواجهة الغد بين مصر والجزائر ليس فرض السيطرة أو اندلاع أعمال شغب، انها مباراة في كرة القدم بين منتخبين عربيين سيدافعان عن حظوظهما بروح رياضية عالية وسنصفق بحرارة للفائز".
وأضاف "يجب أن نفتخر بوصول منتخبين عربيين إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2004 (تونس والمغرب)، وبأن التواجد العربي سيكون حاضرا في المباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي ولم لا اللقب".
ولم تخرج تصريحات المدير الفني للمنتخب المصري «حسن شحاتة» عن الإطار الرياضي، وقال "صفحة الفشل في التأهل إلى المونديال طويت، والأن أمامنا مباراة مصيرية أمام الجزائر سيمكننا الفوز فيها من بلوغ المباراة النهائية وضمان فرصة الاحتفاظ باللقب".
وأضاف "ما حدث في التصفيات كان في عام 2009، نحن الأن في عام جديد وبطموحات وأهداف جديدة. مشوارنا الأن ناجح مئة بالمئة وسنبذل كل ما في وسعنا لبلوغ هدفنا الأسمى الذي جئنا من أجله وهو التتويج".
وفضل شحاتة إبعاد لاعبيه عن وسائل الاعلام لتفادي إطلاق أي تصريحات من شأنها أن تؤجج نار العداء بين أنصار المنتخبين، وقال "من الأفضل في الوقت الحالي إبعاد اللاعبين عن وسائل الإعلام تفادي لاطلاق اي تصريحات من شأنها أن تشعل فتيل العداء، وحتى نرى ما ستكتبه وسائل الاعلام الهادفة إلى زرع العنف والشغب والحقد والضغينة في النفوس".
أما رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر فقال "مباراة الجزائر فرصة لتحقيق إنجاز غير مسبوق وانتصار تاريخي وليست مجالا للثأر".
وتابع "نتمنى الفوز للمنتخب الأفضل، إنه عرس عربي سيخطو من خلاله الفائز خطوة كبيرة نحو اللقب، وأتمنى ان تستمر نتائجنا الرائعة في البطولة ونصل النهائي بهدف احراز اللقب الثالث على التوالي والسابع في التاريخ".
واتفق وزيرا خارجية مصر أحمد أبو الغيط والجزائر مراد مدلسي خلال اتصال هاتفي الثلاثاء على "ضرورة التعامل الحكيم" مع المباراة.
ودعت الجامعة العربية الثلاثاء أيضا إلى تجاوز أي خلافات بين مصر والجزائر.
وقال «هشام يوسف» مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية «عمرو موسى» في بيان إنه ينبغي "استغلال المباراة المقبلة بين منتخبي مصر والجزائر لتجاوز أي خلافات وإثبات أن أواصر الود والعلاقات التاريخية بين مصر والجزائر أقوى من أن تنال منها أزمة عابرة".
ورحب يوسف "بالتوجهات الإعلامية الهادئة على الجانبين" معرباً عن "أمله في أن يمارس الإعلام دوراً إيجابيا في الأيام المقبلة".