«ابتسامته لا تفارق وجهه مثلما لا تفارق القبعة رأسه والسبحة يديه».. بهذه الكلمات وصف الكاتب يوسف القعيد الأديب الجزائرى الكبير الطاهر وطار الذى توفى، أمس الأول، بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز ٧٤ عاماً.
وقال القعيد إن وطار كان يعتبر العروبة «ملاذاً» للجزائريين يقاوم به «الفرنسة» التى حاولت فصل هذا الشعب عن تراثه، ولذا كان أول من كتب باللغة العربية مباشرةً، وأسس جمعية «الجاحظية» للمحافظة على الثقافة العربية عام ١٩٨٩، مشيراً إلى أنه بدأ حياته شيوعياً ثم غرق فى روحانية الدين، وأضاف أنه راسل مدارس فى مصر فتعلم الصحافة والسينما فى مطلع الخمسينيات، وعاد إليها ناشراً فى بداية الثمانينيات، وذاعت شهرته فى العالم العربى بعدما نشر كتبه فى مصر.
ولد الفقيد عام ١٩٣٦ بمدينة سدراته بولاية سوق أهراس الواقعة على بعد ٧٠٠ كيلو متر شرق العاصمة الجزائرية، وتتلمذ بالزيتونة بتونس ثم التحق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين التى كان من أنجب تلاميذها، وبدأ مشواره فى الأدب سنة ١٩٥٥ من خلال نشره قصصا فى الصحافة التونسية.
ونشر وطار أول رواية له سنة ١٩٧١ تحت عنوان «اللاز» والتى عرفت نجاحا كبيرا، كما ألف العديد من الروايات والقصص التى ترجمت من العربية إلى عدة لغات منها على وجه الخصوص «عرس بغل» و «الزلزال» و«الشهداء يعودون هذا الأسبوع»، وتم تحويل عدد من مؤلفاته الروائية والأدبية إلى سيناريوهات لأفلام ومسلسلات تليفزيونية ومسرحيات.
وكان وطار من أبرز المدافعين عن الثقافة العربية رافضاً التيار الفرانكفونى الذى اعتبره مؤشراً على استمرار احتلال الجزائر ووقوعها تحت الاستعمار من جديد، رغم رحيل قوات الاحتلال الفرنسى عن أراضيها، كما رفض وصف ممارسات التيار الدينى بـ«الإرهاب»، مفضلاً استخدام مصطلح «العنف» و«العنف المضاد» بما يحمله من إدانة لعنف الدولة والتيارات الدينية على حد سواء.