منذ 40 سنة، كان الأباء والأجداد ينظرون للشمس انتظاراً لإشارة البدء فى حرب تحرير سيناء، وإزالة عار هزيمة 1967، سقط منهم من سقط فى طريق الحرية والعزة والكرامة، الآن عاد أبناؤهم فى الجيش المصرى، ليعيدوا للمصريين إحساس أن قواتهم المسلحة جزء من القوة المصرية القاهرة التى تحمى الوطن المقدس والحرية.. 40 سنة مرت وجاء الجيش مرة أخرى ملبياً نداء الشعب.. الذى وضع حداً لسنة من حكم جماعة الإخوان المسلمين فى حكم مصر، وهو بلد لو يعلمون عظيم وكبير جداً.. لم يعلم قدر هذا الوطن سوى شبابه الذين انتفضوا فى 25 يناير 2011 من أجل «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».. ثم دعوا الشعب المصرى كله إلى ثورة الكرامة الوطنية، وهتفوا فى أمر واضح لقواتهم المسلحة «إنزل».. «المصرى اليوم» تنشر فى هذه الذكرى حوارات مع 3 من ضباط الجيش المصرى، الذين كانوا شباباً مقاتلاً فى هذه الحرب، ليجيبوا عن السؤال الصعب ما هى العلاقة السرية بين الجيش والشعب والشباب. قالوا إن القوات المسلحة، «رمانة الميزان» فى الدولة التى عاشت 7 آلاف سنة ولن تموت.
قالوا إن الجيش منذ تأسيسه دوره حماية إرادة الشعب، وسيظل سنداً للفلاحين فى الحقول والعمال فى المصانع، والطلبة فى دور العلم.
قالوا إن الجيش ليس كغيره من لابسى الأفرولات وحاملى السلاح فى العالم، لأنه لا يقبل أن يدبر انقلاباً على نظام حكم أو وطن، قالوا لذلك يحارب الآن خفافيش الإرهاب فى سيناء، والتى تريد إدارة عجلة الزمن إلى الوراء، ولكن هذا لن يحدث.
اللواء عبدالمنعم سعيد: 30 يونيو ثورة شعبية ساندتها القوات المسلحة
أكد اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير العسكرى، أن ثورة 30 يونيو هى ثورة شعبية وليست انقلاباً عسكرياً، وأوضح أن مفهوم الانقلاب العسكرى هو الاستيلاء على الحكم وهذا لم يحدث، لكن القوات المسلحة ساندت الإرادة الشعبية وصححت مسار ثورة 25 يناير.
وأضاف: بمناسبة الاحتفال بذكرى العاشر من رمضان، إن الجيش يتخذ قراراته بأسلوب ديمقراطى، وهو أكثر ديمقراطية خلال الفترة الراهنة، عندما يتم اتخاذ القرار يجرى بمعرفة القائد بعد مشاورة مرؤوسيه، ليصبح عاما على الجميع.
وقال إن غياب التنمية فى سيناء جعلها ملجأً للقادمين من غزة وأفغانستان، حتى وصلت أعدادهم لأكثر من 5 آلاف عنصر، بدلاً من 1200، لكن القوات المسلحة اتخذت قرارا بتطهير سيناء من هذا الوباء وبدأت العمليات.
وإلى نص الحوار:
■ تتواكب ذكرى العاشر من رمضان هذا العام مع دخول مصر موجة ثورية جديدة بعد 30 يونيو، لذلك نود أن نتعرف على كيفية مشاركتك أولاً فى الحرب؟
- كنت ضابط تخطيط فى هيئة عمليات القوات المسلحة بالمركز الرئيسى للقيادة العامة أثناء حرب 73، والغرفة الرئيسية بها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة ورئيس هيئة العمليات، وكانت مهام الضباط تلقى البيانات من الجيوش والأفرع الرئيسية للجيش ونعرضها على رئيس هيئة العمليات الذى يعرضها بدوره على القائد الأعلى ووزير الحربية.
■ باعتبار أن مصر شهدت ثورة 30 يونيو فما هو دور هيئة عمليات القوات المسلحة فى حماية هذه الثورة؟
- توجد خطط لدى القوات المسلحة متنوعة عندما يحتاج الأمر استخدامها يتم استخدامها، مثلاً فى حالة دعم رجال الشرطة، تم تخصيص وحدات من القوات المسلحة لتنفيذ المهام فى خطط متعددة فى سبيل تحقيق أمن الوطن ولا تخرج عن مهامها الأساسية وهى الدفاع عن الوطن.
■ ما تقييمك لثورة 30 يونيو؟
- هى ثورة شعبية حقيقية قام بها الشباب الذين وصل عددهم إلى ما يقرب من 30 مليونا فى أنحاء مصر، وشاهدها العالم كله بالأقمار الصناعية وعلى شاشات التليفزيون، والهدف منها هو تصحيح مسار ثورة 25 يناير، وبناء عليها تم إقصاء رئيس الدولة من الحكم وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة الدولة مؤقتا حتى يمكن السيطرة على البلاد واتخاذ الإجراءات اللازمة للموافقة على تعديل دستورى وانتخابات مجلسى الشعب والشورى ثم انتخابات رئيس الجمهورية وتقتضى هذه الفترة 7 أو 8 شهور تقريباً.
■ كيف ترى مصر بعد 30 يونيو؟
- أرى مصر بعين شبابها وبعين جديدة لأننا لم نعط الشباب فرصة فى الماضى لحمل الرسالة الوطنية، حتى تمكن الشباب فى 25 يناير من الخروج بثورة جديدة ضد نظام الحكم، وتمت الإطاحة بالرئيس الأسبق وانتخاب رئيس جديد، لكن نتيجة لعدم تحقيق الأهداف التى كانت تطمح إليها ثورة 25 يناير تجمع الشباب مرة ثانية فيما أطلق عليها حملة تمرد، وكان يوم 30 يونيو هذا العام وهو يوم الفصل فى مستقبل مصر الحديث وتمت الإطاحة بالرئيس.
■ ما هو تقييمك لدور المؤسسة العسكرية خلال العامين الماضيين؟
- القوات المسلحة جزء من الوطن مسؤوليتها الدفاع عنه وحمايته فى جميع الاتجاهات ضد العدائيات الخارجية فى المقام الأول ومعاونة الشرطة فى العدائيات الداخلية للبلاد، بما تملكه من إمكانيات بشرية ومعدات.
■ هل كانت القوات المسلحة تقوم بدور المراقب للأوضاع الداخلية؟
- بعد نجاح ثورة 25 يناير كانت القوات المسلحة تراقب نتاج التطورات داخل البلاد لتطمئن على أمن المواطن، وعيونها تتجه للخارج لتكون يقظة ضد أى اعتداء خارجى يحاول أن تستغل الظروف، إلى أن حدثت ثورة 30 يونيو، رغم أن القوات المسلحة نبهت الرئاسة إلى خطورة عدم الاستجابة للمطالب الشعبية، خاصة التى يطرحها الشباب، لعدم تنفيذ مطالب وأهداف ثورة 25 يناير، وحذر الجيش أكثر من مرة رئاسة الدولة إلا أنها لم تستجب.
■ ما طبيعة الاختلاف لدور القوات المسلحة فى ثورة 25 يناير عن ثورة 30 يونيو؟
- فى ثورة 25 يناير تولى المجلس العسكرى المسؤولية بدلاً من رئيس الجمهورية وأمنت القوات الأهداف والمنشآت الحيوية، أما فى ثورة 30 يونيو اختلف الوضع، حيث وقفت القوات المسلحة تدعم المتظاهرين الذين أطاحوا برئيس الدولة وتمسكوا بتنفيذ المخطط الذى وضعه الشباب وساندت الإرادة الشعبية.
■ البعض يحاول أن يفسر مساندة القوات المسلحة للإرادة الشعبية فى 30 يونيو بأنه انقلاب عسكرى؟
- الانقلاب العسكرى تتم فيه الإطاحة بالحكومة ويتولى الجيش إدارة البلاد وهذا لم يحدث.
■ لكن البعض يحاول أن يروج لهذا المفهوم؟
- شىء طبيعى أن يلجأ البعض لأى مكان للإساءة إلى سمعة مصر والقوات المسلحة، لكن وسائل الاتصال الحديثة تمكن العالم كله من معرفة الحقيقة وأصبح لتكنولوجيا الاتصال وتبادل المعلومات دور كبير فى إظهار الحقيقة واضحة أمام العالم كله.
■ كيف ترى دور المؤسسة العسكرية فى الفترة الراهنة؟
- دور الجيش حالياً هو تأمين الأهداف والمنشآت الحيوية والعسكرية وحماية المظاهرات السلمية والقضاء على البؤر الإجرامية الموجودة فى سيناء.
■ ما تفسيرك لمحاولات من قبل العناصر الجهادية والإرهابية لزعزعة الاستقرار الأمنى فى سيناء؟
- نتيجة لترك سيناء لسنوات طويلة دون تنمية، رغم أنه سبق وضع خطة لتنمية سيناء فى 1997 بتكلفة 110 مليارات جنيه، إلا أنه لم يتم تنفيذ سوى 5% منها، ونتيجة لذلك بعض الأفراد الخارجين عن القانون، سواء فى سيناء أو القادمين من غزة أو أفغانستان، بدأوا يتنقلون فيها، وبعد أن كانوا عدة مئات أصبحوا عدة آلاف، فقد كانوا قبل ذلك 1200 تقريباً والآن أصبحوا أكثر من 5 آلاف، لكن القوات المسلحة أخذت قرارا بتطهير سيناء من هذا الوباء وبدأت العملية كما نراها حاليا وقد تحتاج لمزيد من الوقت.
■ أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى يحاولون إشاعة الفوضى فى البلاد، كيف ترى موقف القوات المسلحة منهم؟
- بطبيعة الحال بعد فترة سيقل عددهم نتيجة لفقدان الأمل بعودة رئيسهم، خاصة أن البعض منهم عليه اتهامات جنائية، وبالتالى محاولاتهم تعد محاولات بائسة لن تؤدى لنتيجة، وأناشد الجميع بأن مصر هى الأبقى.
■ تعهدت القوات المسلحة بعدم ملاحقة أنصار المعزول المتظاهرين، أمنيا، إلا أنهم يصرون على إشاعة الفوضى؟
- الجماعات التى تجتمع ليست إخوانا مسلمين فقط، وإنما بعضهم عاطلون يجلسون نتيجة حصولهم على مبالغ مالية وطالما يأخذون أموالا فلن ينصرفوا، والبعض يخشى الخروج لملاحقته أمنيا، رغم أن القوات المسلحة تعهدت بعدم ملاحقتهم.
■ فكرة بناء الأحزاب على أساس دينى هل أثبتت فشلها وأنها قد تخلق نوعا من الحرب الأهلية؟
- طبعا باءت بالفشل فالدين لله والسياسة للمجتمع.
■ ما الدروس التى استفادت منها القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 1973 للإعداد لحماية المتظاهرين فى 30 يونيو؟
- القوات المسلحة لها أسلوب فى التعامل فى وضع قراراتها تجرى الدراسات قبل اتخاذ أى قرار بأسلوب ديمقراطى، بعكس ما يتخيل البعض فى اتخاذ القرار، حيث يستمع القائد لمرؤوسيه فى عرض أى موضوع ويدلى كل منهم برأيه وفكره ويلخص المزايا والعيوب الخاصة بكلامه، وتتم دراسة المفاهيم كلها للخروج بحل يختاره القائد أحسنهم، وهذه المرحلة التى نمر بها مرحلة ديمقراطية القرار، وعندما يتم اتخاذ القرار بمعرفة القائد يصبح عاماً على الجميع ويتم تنفيذه.
اللواء صادق عبدالواحد: عزل مرسى أفشل مخططات الجماعة
وصف اللواء صادق عبدالواحد، الخبير العسكرى، الجيش بأنه «رمانة الميزان» عبر الثورات المختلفة التى شهدتها مصر، والذى أثبت قوة الدولة فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وقال إن القوات المسلحة تصدت فى ثورة 30 يونيو لمخططات جماعة الإخوان المسلمين والتنظيم الدولى للجماعة فى محاولاتهما للسيطرة على مؤسسات الدولة.
وأضاف أن الجيش والشرطة يتصديان للعناصر الإرهابية فى سيناء بحسم لإجهاض مخططات الجماعة والتنظيم الدولى.
■ رغم مرور 40 عاماً على حرب العاشر من رمضان إلا أننا نود أن نبرز دور الجيش فى مساندة الإرادة الشعبية عبر العصور المختلفة وموقفه من الثورات؟
- القوات المسلحة على مر التاريخ كانت رمانة الميزان لقوة الدولة وسيطرتها، والشعب قام بثورات عظيمة، منها ثورة عرابى، وثورة 52 التى حققت أهداف مصر فى الداخل عن طريق التنمية والتقدم، وتحقيق مكاسب خارجية عن طريق وضع المكانة الدولية لمصر وهيبتها حتى عندما تم التآمر على مصر فى حرب 1967 لم يمر سوى 6 سنوات وحققت انتصار أكتوبر 1973 الذى أعاد المعادلة لطبيعتها، فالجيش هو روح مصر، وبانتهاء حرب العاشر من رمضان، بنت مصر المجتمع المصرى فى مجالات التنمية المتعددة، سواء فى المجال السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى.
■ وماذا عن دور الجيش المصرى فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟
- بقيام ثورة 25 يناير 2011 تولت القوات المسلحة إدارة شؤون البلاد فى هذه المرحلة للخروج من عنق الزجاجة والنفق المظلم الذى دخلت فيه البلاد، والتف حولها المنتفعون، أهمهم جماعة الإخوان المسلمين التى استطاعت بشكل أو بآخر نتيجة لظروف محلية وخارجية أن يكون لهم تأثير على صناعة القرار فى مصر، فسيّروا المرحلة الانتقالية بشكل يحقق طموحاتهم كتنظيم بغض النظر عن مصالح مصر القومية، وأساءوا فى هذه الفترة للقوات المسلحة، وبفوز الجماعة مضوا فى تحقيق أهدافهم، وعند بناء مؤسسات الدولة سلمت القوات المسلحة السلطة لرئيس مدنى منتخب، ثم كانت التجربة المُرّة مع «الإخوان» فى الحكم، تجربة مريرة استشعر فيها الشعب الحرمان وعدم الأمان والمهانة، وأن مقدرات الدولة تذهب لغير مصيرها الطبيعى، فانتفض الشعب وأعلن فى 30 يونيو رفضه هذا النظام الجائر الفاشل وساندت القوات المسلحة الإرادة الشعبية.
■ ماذا عن تفسير البعض تدخل الجيش ومساندته للإرادة الشعبية بأنه «انقلاب عسكرى»؟
- ليس انقلاباً، لأن الجيش تبنى مطالب الشعب وحققها وسلم السلطة مباشرة لسلطة شرعية، فهو رد الجميل للشعب ورد الحق لأصحابه.
■ تواجه القوات المسلحة فى تلك المرحلة الراهنة تحديات ليست خارجية فقط ولكن تحديات من عدو داخلى، فما تحليلك للمشهد السياسى الحالى؟
- الإرهاب ظاهرة عالمية، وهو يستشرى ويضعف الدولة وعندما تضعف الدولة تتآكل، لأن هناك مناطق فى الشمال أو فى الغرب تسعى لتحقيق مطالب غير مشروعة.
■ هل جماعة الإخوان المسلمين تستغل تلك الأوضاع فى سيناء لخدمة مصالحها؟
- الجماعة سمحت بوجود عناصر متشددة فى سيناء، ووقفت ضد محاولة تصفيتها، وكان هدف العناصر إضعاف القوات المسلحة والشرطة، لكن المنظومة والأهداف تغيرا بعد عزل الرئيس محمد مرسى، ليصبح شعار المرحلة لديهم هو عودة النظام برئاسة مرسى، لأن عزله أفشل مخططات محلية وإسلامية تديرها الجماعة فى الداخل والتنظيم الدولى فى الخارج، وكان هناك مخطط لجعل مصر بداية تحول لنظام أممى لصالح الجماعة والتنظيم، والأخير يقاتل حتى آخر نفس.
■ وماذا عن محاولات تشويه صورة القوات المسلحة واختلاق فكرة وجود انقسامات داخلية؟
- القوات المسلحة بتاريخها وبتكوينها عبارة عن تكوين صلب يجمع كل أطياف المجتمع المصرى وتوجهاته، ولا مجال لممارسة العمل السياسى فى القوات المسلحة، وغير مسموح به وغير متداولة الانتماءات الحزبية، وعند ظهور بادرة بعدم ولاء أى عضو بالجيش للوطن يتم بتره مباشرة، بغض النظر إن كان تنظيما إسلاميا أو غيره.
■ هناك مخاوف من ممارسة السياسة داخل صفوف القوات المسلحة، أو التجنيد على خلفيات دينية أو سياسية؟
- على فرض دخول أفراد لهم خلفية دينية خلال عقود طويلة، يتم فرز الأفراد خلال خدمتهم فى القوات المسلحة ومواقفهم المختلفة، وفكرة نظام الخلايا الكامنة التى تعمل به الجماعة فإنه مع الدقة والتدقيق ينكشف حالهم بسرعة، بالإضافة إلى وجود برامج توعية دينية وسياسية وقومية لخدمة أهداف ومصالح القوات المسلحة التى تعمل لصالح مصر والدول العربية بالكامل، ومستعدة للدفاع عن أى دولة عربية، لذلك من الصعب اختراقها من عدد محدود جداً.
اللواء حامد منير: الحديث عن وجود انقسامات داخل الجيش افتراء
«الجيش هو معقل الوطنية».. هكذا شدد اللواء حامد منير، الخبير العسكرى، وعضو المجلس المصرى بالشؤون الخارجية، على أن الترويج لوجود إنقسامات داخل القوات المسلحة، هو محض خيال وافتراء، مؤكداً أن الجيش يقوم ببناء هذه الروح داخل نفوس أبنائه، وأن هناك إجراءات أمنية مشددة حيال من يمارس السياسة أو الإسلام السياسى، سواء بين طلبة الكليات أو نظام التجنيد داخل هذه المؤسسة وقال: «القوات المسلحة مؤسسة وطنية لها قواعدها ومبادئها الراسخة المبنية على أسس وطنية، وبالتالى لم ولن تحدث انقسامات، وأشار إلى دور القوات المسلحة خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو ومساندتها الإرادة الشعبية.
وفيما يلى نص الحوار..
■ نحتفل هذا العام بذكرى العاشر من رمضان، التى تتواكب مع ما تشهده مصر من ثورة 30 يونيو، فما هى ذكرياتك فى تلك المناسبة؟
- ذكرى العاشر من رمضان لا يمكن نسيانها، كنت وقتئذ صغير السن، لكن تعلمت فى القوات المسلحة تحمل المسؤولية فى العشرينيات من عمرى، حيث كنت فى الجيش الثالث، أقود وحدة مسؤولة عن تنفيذ مهام قتالية فى حرب أكتوبر 73، ضمن قوات اللواء السابع مشاة، وكانت لدى قدرة على التحمل والثقة فى النفس، وفى الجيل الذى شارك فى هذه المعركة، أتذكر الدقائق التى سبقت العبور وأنا على الضفة الغربية لقناة السويس، أشاهد العلم الإسرائيلى على الضفة الشرقية والعدو يتحرك بحرية عليها، إلى أن هاجمته نيران المدفعية المصرية، التى لم تترك مكاناً فى المواجهة إلا وأصابته بالخسائر، وفى مرحلة العبور والاقتحام كانت روحنا المعنوية عالية جداً، رغم ما تعرضنا له من مخاطر وفى لحظة العبور انكسرت بداخلى مقولة «الجيش الإسرائيلى جيش لا يقهر» وأيقنت آنذاك أننا إن شاء الله سننتصر.
■ ما تقييمك للموجة الثورية التى شهدتها مصر فى 30 يونيو؟
- انحياز القوات المسلحة لجانب الشعب المصرى، وتحقيق مطالبه فى القضاء على النظام الذى أثبت فشله، وتحقق مطالب القومية الوطنية، تدل على أن القوات المسلحة هى الدرع الواقية للشعب المصرى، وهى المنوط بها حمايته من الداخل والخارج.
■ البعض يفسر مساندة القوات المسلحة للإرادة الشعبية فى 30 يونيو بأنها انقلاب عسكرى؟
- انحياز القوات المسلحة للمطالب الشعبية لا يعتبر انقلابا عسكريا لعدة أسباب: إن ما قامت به إنما جاء لتلبية الإرادة الشعبية والقوات المسلحة لم تستول على الحكم، بل سلمته للسلطة المدنية طبقا لدستور 71 بدلا من دستور 2012 الموقوف، فضلاً عن أنها لم تتول القيادة الفعلية للبلاد ولكن تقوم عليها قوى مدنية ممثلة فى رئيس الجمهورية المؤقت ومؤسسة الرئاسة وحكومة مكلفة لإدارة البلاد مدنية وليست عسكرية.
■ هل ترى أن هناك اختلافا لدور القوات المسلحة فى ثورة 25 يناير عن دورها فى ثورة 30 يونيو؟
- دورها واحد خلال الثورتين، لكن خلال ثورة 25 يناير تم تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد من الرئيس السابق لعدم وجود جهة قادرة على إدارة هذه الفترة المؤقتة، وكانت القوات المسلحة مهمتها الدعم والحماية والتأمين، بينما فى ثورة 30 يونيو فإن المجلس لم يتدخل قط واستمر دوره فى إدارة شؤون القوات المسلحة فقط.
■ يتم الترويج فى الفترة الأخيرة عن وجود انقسامات داخل المؤسسة العسكرية فما تفسيركم لها؟
- المخاوف من وجود انقسامات داخل المؤسسة العسكرية ليس لها أساس من الصحة، فالقوات المسلحة مؤسسة وطنية لها قواعدها ومبادئها الراسخة المبنية على أسس وطنية.
■ هناك مخاوف من أن وجود طلبة ومجندين داخل القوات المسلحة ينتمون لخلفية دينية قد يؤدى إلى حدوث انقسامات فى صفوف الجيش؟
- يجب أن نثق فى أن القوات المسلحة هى معقل الوطنية وتقوم ببناء هذه الروح داخل نفوس أبنائها، ولها إجراءات أمنية مشددة حيال من يمارس السياسة أو الإسلام السياسى داخل هذه المؤسسة، وقد صرح القائد العام للقوات المسلحة قبل ذلك بأن كل فرد يحاسب على مسؤوليته فقط وليس على خلفيات أهله وذويه.
■ كيف ترى الوضع الأمنى فى سيناء فى ظل محاولات العناصر الجهادية استغلال ذلك الوضع وتطويعه لخدمة أهدافهم السياسية؟
- البعض يرجع تدهور الوضع الأمنى فى سيناء نتيجة لغياب وجود القوات المسلحة فى بعض المناطق فى سيناء بنص اتفاقية السلام، لكن هذه المقولة ليست صحيحة، حيث إن وجود اتفاقية السلام لا يمنع التنسيق المباشر بين مكتبى الاتصال المصرى والإسرائيلى، اللذين يتم التنسيق بينهما بصفة دائمة وفقا للمتغيرات الأمنية، ويدل على ذلك دخول القوات المصرية المنطقة «ج» المحظور التواجد فيها وفقا لنص الاتفاقية دون اعتراض من إسرائيل، ويأتى تواجد القوات المسلحة فى المنطقة «ج» للقضاء على العناصر الإرهابية المتواجدة فى مناطق العريش ورفح والمناطق الجبلية فى جبل الحلال وليبيا، بالإضافة إلى تدمير جسور التواصل المتمثلة فى الأنفاق من العناصر الإرهابية داخل الحدود المصرية وقوات حماس بقطاع غزة، وتقوم القوات المسلحة بجهود كبيرة فى تدمير الأنفاق للتأثير على البنية التحتية لقوات حماس، بالإضافة إلى محاصرة البؤر الإرهابية المرصودة، التى يتم القضاء عليها تبعا.