خطف السباق الرئاسى بين الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، والمرشح الجمهورى ميت رومنى، الأضواء من انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، التى جرت أمس، حيث انتخب الأمريكيون أعضاء مجلس النواب (435 عضواً) بالكامل، بجانب التصويت على 33 عضواً من 100 عضو بمجلس الشيوخ.
ويتوقع المحللون استمرار سيطرة الحزب الجمهورى على مقاعد الأغلبية فى مجلس النواب، مع حفاظ الديمقراطيين على أغلبية بسيطة فى مجلس الشيوخ. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة «هفنجتون بوست» الأمريكية أنه بغض النظر عمن سيكون الرئيس المقبل، سيظل الكونجرس الجديد «صداعاً» مثلما كان بالنسبة لـ«أوباما». ورأت الصحيفة أنه لن يطرأ تغيير كبير على شكل الكونجرس، مشيرة إلى أنه بعد عدد من الخطب والدعاية الانتخابية والنفقات التى تجاوزت 2 مليار دولار فإن الكونجرس سيحافظ على شكله الحالى، بأغلبية للجمهوريين فى «النواب»، وأغلبية بسيطة للديمقراطيين فى «الشيوخ». وقالت الصحيفة إن الجمهوريين حاولوا هذا العام انتزاع سيطرة الديمقراطيين على «النواب»، إلا أن الأمر يبدو صعباً خاصة بفضل بيانات الاغتصاب المثيرة للجدل من قبل مرشحى الحزب الجمهورى فى ولايتى ميسورى وإنديانا، وتنافس قوى من جانب الحزب الديمقراطى فى ولايتى فلوريدا وميشيجان.
وأكد باحثون أمريكيون أن الانتخابات التشريعية الأمريكية تشهد هذا العام أكبر مشاركة ومنافسة نسائية من المرشحات من الحزبين الديمقراطى والجمهورى لدخول الكونجرس. وقالت مديرة المركز الأمريكى للمرأة فى مجال السياسة بجامعة روتجرز، ديبى والش: «لم تشهد الانتخابات التشريعية للكونجرس الأمريكى مشاركة أكبر من جانب المرشحات من النساء منذ عام 1992، الذى يطلق عليه عام المرأة، أكثر من العام الحالى الذى يشهد طفرة فى عدد النساء اللاتى يتنافسن على مقاعد الكونجرس».
ويقول المركز إن «184 امرأة من الحزبين الرئيسيين رشحن أنفسهم لشغل مقاعد فى الكونجرس هذا العام مقارنة بـ152 امرأة فى عام 2010، حيث تقدمت للترشح 18 امرأة، 12 منهن ديمقراطيات و6 جمهوريات، لمقاعد مجلس الشيوخ، بينما تقدمت 166 امرأة، 118 منهن ديمقراطيات و48 جمهوريات، للمنافسة على مقاعد مجلس النواب».
كما أن النساء ينافسن أنفسهن للفوز بـ 14 مقعدا من مقاعد الكونجرس من إجمالى 468 مقعدا، ومن بين هذه الحالات منافسة الجمهورية فيث لودون التى تنافس عضوة الكونجرس دونا إدواردز على مقعد الدائرة الرابعة فى ولاية ميريلاند.
من جانبها، قالت مدير معهد المرأة والسياسة فى الجامعة الأمريكية، جنيفر لوليس، إن المشكلة كانت تكمن من قبل فى مشاركة المرأة وإقدامها على الدخول إلى ميدان المنافسة، مشيرة إلى أن أبحاثها تبين 3 عوامل رئيسية تحول دون مشاركة المرأة وإقدامها على المشاركة فى الترشح، مشيرة إلى أن أول هذه العوامل هو أنه رغم أن المرأة فى المجتمع الأمريكى قد حققت مكاسب فى مجال القوى العاملة فإنها مازالت تتحمل معظم عبء المسؤوليات المنزلية ورعاية الأطفال.
وتتم تقليدياً هذه الانتخابات فى نفس يوم انتخابات الرئاسة، حيث يحصل الناخبون على بطاقات اقتراع طويلة قد تتألف من صفحات عدة أحيانا وتتضمن المرشحين الرئاسيين ومرشحى مجلسى النواب والشيوخ والبلديات.
ويتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب، البالغ عددهم 435، مرة كل سنتين، وهو يتمتع بأغلبية جمهورية. كما يتم تجديد 33 مقعدا (21 منها حاليا للديمقراطيين واثنان لمستقلين يصوتان لصالح الديمقراطيين و10 للجمهوريين) من أصل 100، كل 6 سنوات، ويملك الديمقراطيون الغالبية حاليا بـ53 مقعدا.