مصطفى.. أدار أول شركة مصرية لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية

كتب: محمد فتحي الثلاثاء 16-07-2013 20:16

مصطفى حمدان، طالب الفرقة الرابعة بهندسة طنطا، قرر أن يخوض تجربة لم يسمع عنها من قبل، ولم يكن يتخيل أن يصبح أحد أبطالها فى يوم من الأيام، فخاض مسابقة لأفضل أفكار المشاريع، تابعة لمؤسسة «إنجاز» غير الهادفة للربح بالتعاون مع وزارتى التعليم فى مصر، بفكرة تتعلق بكيفية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

مصطفى قال إنه لم يكن يتخيل، وهو طالب فى الفرقة الثانية فى كلية الهندسة، أن تكون فكرته مشروعًا فى المستقبل، لكن بعد أن حصل على المركز الأول حصل على دعم من المؤسسة وتدريب، لتحويل الفكرة إلى شركة رسمية تحت اسم «ريسايكل بيكيا»، لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، كحماية للبيئة من أضرارها، والاستفادة المادية مما تخرجه من مواد يمكن استخدامها مرة أخرى فى الصناعات المختلفة كأول شركة مصرية فى هذا المجال».

التعامل مع أصحاب تجارة «الروبابيكيا» هو العامل الرئيسى لدى مصطفى لتجميع «خردة» أجهزة التكنولوجيا، قبل أن ينتهى مصيرها للحرق وتحويلها إلى مواد سائلة، وما تمثله من خطورة أضرارها على البيئة، بخلاف أن التجار أنفسهم لا يعرفون طريقا بديلا للتخلص من تلك النفايات.

شركته المكوّنة من 16 شابا، وتتعامل مع أكثر من 100 عميل فى عامها الأول مهددة بالفشل، وتراجعت استثماراتها الناشئة، التى تدر عملة صعبة، بسبب الضغوط الجمركية، وما تواجهه من رسوم «باهظة جدًا» على صادراتها، التى لا تتعدى كونها نفايات، ولا ينطبق عليها قانون محدد، بحسب ما قاله مصطفى.

ويشتكى طالب هندسة طنطا الشروط الحكومية فى الدخول لمزايدات لشراء «خردة القطاع العام»، وعدم فصل النفايات الإلكترونية عن «الخردة الأخرى»، ما تنتج عنه صعوبة فى استمرار عملنا، متسائلا: أين تشجيع الشباب الذى تتحدث عنه الحكومة؟

فى الربع الأخير من عام 2012 ارتفعت نسبة البطالة إلى 13% بعد أن كانت 12.5%، وهو ما يعنى أن أكثر من 162 ألف مصرى فقدوا وظائفهم خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضى، بحسب مركز دعم واتخاذ القرار.

وشهدت سوق العمل تدهورًا حادًا منذ بدأت الثورة فى بداية عام 2011، حيث كانت البطالة عند مستوى 8.9%، لتبدأ رحلة ارتفاعها منذ بداية الثورة، وتصل حالياً إلى الذروة عند مستويات 13%، حيث يوجد فى مصر حالياً 3.5 مليون عاطل عن العمل من بين 27 مليون شخص يشكلون القوة العاملة فى البلاد، إلا أن المشكلة تتركز فى فئة الشباب حيث إن 74% من الشباب المصريين ممن هم دون الثلاثين عاماً يعانون من البطالة، ولم يتمكنوا من الحصول على وظيفة، وتشير إحصائية مؤسسة «نيلسن» للأبحاث الصادرة فى يناير 2013 إلى أن 51% من عدد سكان مصر من الشباب أقل من 30 عامًا، ما ينبئ عن وجود أزمة حقيقية تلوح فى الأفق إذا ما سارت الأوضاع لما هو عليه.

وتمثل جيوش العاطلين عن العمل المأزق الأكبر، الذى يواجه الاقتصاد المصرى، فى الوقت الذى تشهد فيه البلاد ركوداً اقتصادياً فى مختلف القطاعات، وتشهد الأوضاع المعيشية تدهوراً، بسبب تراجع سعر صرف الجنيه المصرى ما أدى إلى ارتفاع كبير فى أسعار السلع، والعديد من المواد الأساسية.

تأتى أهمية فتح باب المشروعات للشباب، وفتح باب الأمل لديهم وسط تفاقم الأزمات الاستثمارية داخليا وخارجيا، وعجز الدولة على الاستيفاء بالتزاماتها بهذا القطاع الكبير.

من جهته قال وزير الاستثمار، خلال مشاركته فى المنتدى الاستثمارى لشراكة «دوفيل» الأسبوع الماضى، إن حجم الاستثمارات الأجنبية بلغ نحو 301 مليون دولار خلال العام المالى الجارى، وهو رقم متواضع جدًا، مضيفا: «نستهدف توفير ما يتراوح بين مليون و1.3 مليون فرصة عمل خلال 7 سنوات مقبلة من خلال مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية».

وقال: «نسعى لحل مشاكل المستثمرين بشكل جذرى من خلال تعديل قوانين حوافز الاستثمار، لإنهاء تعثر رجال الأعمال، بالإضافة لقانون المناقصات والمزايدات بما يسمح للمحافظين بطرح مزيد من الاستثمارات فى محافظاتهم».

وقال الوزير إن قيمة الاستثمارات المنفذة خلال النصف الأول من العام المالى الحالى 2012 /2013 بلغت نحو 114 مليار جنيه، ساهم القطاع الخاص بها بنسبة 71%، فى حين بلغت نسبة القطاع الحكومى 28%.

وعن أهمية الشباب وأفكارهم قالت دينا المفتى، المديرة التنفيذية لمنظمة «إنجاز مصر»، إن دول الربيع العربى تمر بعملية تحول عميقة وشاملة، ومن المهم الآن تزويد الجيل الشاب بآفاق للعمل، ونظراً لأن 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة هى التى تحدد شكل الاقتصاد المصرى وتمثل 60% من نمو إجمالى الناتج المحلى ليس فقط فى مصر، ولكن فى أنحاء المنطقة، فإننا نعتقد أن الشباب العربى يجب أن يلعب دور الباحث عن العمل من خلال السعى لشق طريقه المهنى فى ريادة الأعمال، وبدء مشاريعه الخاصة.

وقال الدكتور طارق خليل، رئيس جامعة النيل: «نشعر بسعادة غامرة كوننا شركاء مع إنتل لتنظيم مسابقة تحديات الأعمال، فالشراكات من هذا النوع تساعدنا فى تعزيز أثر الأنشطة الإبداعية، وتوفير مزيد من الفرص لبناء القدرات، وخلق فرص العمل».

وأضاف خليل: «جامعة النيل جامعة بحثية هدفها المساهمة فى تطوير الاقتصادات القائمة على التكنولوجيا فى مصر والمنطقة، والابتكار والإبداع وريادة الأعمال أركان رئيسية فى مهمتنا، وفى هذا السياق تم إطلاق مسابقة NU 100 لريادة الأعمال لتعزيز العقلية الإبداعية، وتطوير قدرات الشباب والشابات من أنحاء مصر مع تركيز خاص على المحافظات خارج القاهرة والإسكندرية».

وقالت غادة حافظ، مديرة برنامج ريادة الأعمال والابتكار فى الجامعة الأمريكية: «تتطلب ريادة الأعمال كل الدعم من جميع قطاعات الدولة فى مصر، مثل قطاعي التعليم والأعمال، نحن نعمل بكل جهد للحصول على دعم لتمكين أصحاب المشاريع، ولتزويدهم بالموارد اللازمة لانطلاق مشاريعهم. نجاح تلك المشاريع هو جزء لا يتجزأ من الانتعاش والنمو الاقتصادى فى مصر».

وقال المهندس طه خليفة، مدير عام شركة «إنتل» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «تحويل الأفكار الجديدة إلى حقائق على أرض الواقع يقتضى تقديم مبتكرات تذهب أبعد من مجرد التقنية بحد ذاتها، لتصل إلى كيفية توظيفها بالشكل الأمثل، من أجل رفع مستويات التعلم والاستكشاف العلمى».

وقال وائل الفخرانى، المدير الإقليمى لشركة «جوجل» فى مصر وشمال أفريقيا، «دعم رائدى الأعمال، وتحفيزهم على الابتكار يمثل الدعامة الأساسية للاقتصاد السليم، ولذلك تسعى جوجل إلى دعم ريادة الأعمال، لتوفير منتدى يمكن لأصحاب المشروعات الناشئة من خلاله الالتقاء والتفاعل والتعاون مع بعضهم».

وأضاف «الفخرانى»: «الشركة ملتزمة بالمساعدة فى بناء منظومة متكاملة وحيوية للشركات الناشئة، وتمكين الجيل الجديد من رائدى الأعمال من تحقيق النجاح».