عم خليفة: «أكل العيش» أصعب من الثورة

كتب: هيثم محجوب الثلاثاء 16-07-2013 20:34

شعره الأبيض يلمع تحت أشعة الشمس الحارقة فى ظهيرة يوم رمضانى طويل بدأه بالعمل منذ فجر الصباح، وجهه المحفور بالتجاعيد يحمل بين طياته حكايات وأسراراً وشقاء وسهراً وذكريات استمر يجمعها من شوارع المحروسة منذ 60 عاماً،هى عمره الذى قضاه كبائع فى ميادين القاهرة.

عم «خليفة عبداللطيف» رجل شعبى، يسكن حى «بولاق» لكنه يأتى يومياً إلى ميادين التحرير ليترجل فى محيطه حاملاً بضاعته التى بدأها بورق البردى الذى كان يبيعه للسائحين القادمين إلى وسط المدينة.

«أيام ما السياحة كانت كويسة كنت بابيع ورق البردى للسياح»، يقول عم «خليفة» الذى سرد ذكرياته مع شهر رمضان، قائلاً: «فى رمضان كنت بسهر لغاية السحور فى الميادين، كنا كلنا بنتجمع ونشترى الطعام وكثيراً ما كان السياح بيتقاسموا معانا الإفطار»، موضحاً أن لحظة الإفطار يعتبرها السائحون أحد أهم التجارب التى قد يمرون بها فى حياتهم.

وعن علاقة عم «خليفة» بميدان التحرير خاصة بعد ثورة 25 يناير واضطراره لتغيير نشاطه بسبب ركود السياحة، أضاف: «كنت باروح ميدان التحرير وأعمل مظاهرة لوحدى، مظاهرة لأكل العيش»، مؤكداً أن «أكل العيش» فى الظروف الحالية أصبح أصعب من المشاركة فى أى ثورة: «بقيت ببيع لعب أطفال بدل ورق البردى عشان السياحة وقفت خالص، أنا زى أى بائع متجول بدور على أكل عيشى، ونفسى ترجع الدولة تهتم بالسياحة ويعملوا نقابة للباعة الجائلين والأرزقية».