حذر الدكتور حسن الشاعر، الخبير الدولي بمركز بحوث الصحراء، من مخاطر نقل تجارب الدلتا من حيث التخطيط والتنمية العشوائية إلى سيناء، موضحًا أن إدارتها بفكر وفلسفة الدلتا سينقل كوارث إدارية إلى سيناء، وسيسهم في إنتاج جيل ميت من البشر في منطقة «سهل الطينة» على مساحة 150 ألف فدان بمشروع ترعة السلام، رغم أن المنطقة تعد حائطًا لصد وحماية قناة السويس.
وقال الخبير: «لن تكون هناك تنمية طالما لم نقترب من مشاكل الناس»، موضحا أن المنطقة الواقعة في العريش وحتى الحدود مع إسرائيل تعد أكثر المناطق خطرًا في مصر، وتوجد فيها زراعة جميع الخضراوات التي ترفع معدلات العمالة وتتمتع بميزة نسبية جعلت إسرائيل تتحسر عليها.
من جانبه قال الدكتور رأفت خضر، رئيس مركز بحوث الصحراء، إن انخفاض معدلات التنمية في سيناء يعود إلى أن هناك 60 جهة تعمل في سيناء كجزر منعزلة، مما يؤثر سلبًا على تقدم معدلات التنمية البشرية، مطالبا بضرورة تنسيق الجهات وأن تكون هناك آراء سياسية واضحة في تحقيق هذه الأهداف.
وأضاف «خضر» في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر الزراعة الملحية بسيناء والذي نظمه المركز الدولي للزراعة الملحية في مدينة رأس سدر أن الدراسات التي أجراها المركز أثبتت إمكانية الزراعة في الأراضي شديدة الملوحة في شمال وجنوب سيناء، حيث نجح العلماء في زراعة أصناف من الحبوب والمحاصيل في الأراضي التابعة لمحطة بحوث رأس سدر، وثبت إمكانية التوسع فيها بمساعدة المزارعين.
وشدد «خضر» على ضرورة تدخل الدولة لدعم الزراعات في الأراضي شديدة الملوحة والتي تعاني من درجات جفاف شديدة في منطقة سيناء تحديدا، لتعميرها وتنميتها.
وطالب قائلا: «يجب أن نعمل بإيدينا وسنانا لسد الفجوة الغذائية من الحبوب والذرة اللازمة للعلف الحيواني الذي نعاني من نقص فيه يقدر بنحو 5 إلى 6 ملايين طن سنويا نستوردها من الخارج بالعملات الصعبة».