توقع تقرير دولي أن يستفيد مجرمو الإنترنت من التطورات التقنية المتلاحقة والإقبال الهائل على استخدام شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، وتنامي استخدام مواقع الشبكات الإجتماعية، في التخطيط لموجة مقبلة من الهجمات الاختراقية والتخريبية والفيروسية خلال العام المقبل 2010 .
وأوضح التقرير الصادر عن شركة Trend Micro «تريند مايكرو» المتخصصة في إنتاج البرمجيات والخدمات المتعلقة بأمن محتويات الانترنت، أن مجرمي الانترنت سيواصلون أساليبهم التحايلية وهجماتهم الشرسة المختلفة بهدف تحقيق مكاسب مالية مجزية، مشيراً إلى أن الشبكات الاجتماعية ستظل عرضة لعمليات الإختراق الهادفة إلى الاستيلاء على البيانات والمعلومات الحساسة.
وأكد التقرير الذي تناول التهديدات المستقبلية للانترنت، أن مجرمي الإنترنت لا يألو جهداً في متابعة أخبار وأسرار التقنية الفائقة، ومواكبة التطورات التقنية المتلاحقة، فمن المعروف عنهم مرونتهم ومبادرتهم لاقتناص الفرص التي تتيحها مثل هذه التقنيات والتطورات لتحقيق مكاسب مالية مجزية. وأضاف أن أسماء نطاقات الانترنت باتت دولية بعد إدخال نطاقات إقليمية بلغات وأحرف مختلفة (مثل العربية والروسية والصينية)، وهذا سيتيح لمجرمي الانترنت فرصة ذهبية لشن الهجمات التقليدية عبر نطاقات مشابهة بهدف تصيد المعلومات الحساسة للمستخدمين لاستغلالها في أغراض إجرامية، مثل استعمال الأبجدية السريالية بدلا من الحروف اللاتينية المشابهة لها. وتتوقع «تريند مايكرو» أن يقود ذلك إلى اهتزاز سمعة وموثوقية مواقع الويب، بسبب إمكانية استغلال الأسماء المتشابهة، فيما ستجد الشركات المطورة للحلول الأمنية نفسها أمام تحديات جمة في هذا المضمار.
ووفقا لشركة «تريند مايكرو»،فان مجرمي الانترنت يستغلون الوسائط والشبكات الاجتماعية للتسلل إلى "دائرة ثقة" المستخدمين، ويعتقد الخبراء أن الهندسة الاجتماعية ستظل مصدراً رئيسياً لانتشار التهديدات. ففي ظل تشبع الوسائط الاجتماعية، على نحو مطرد، بالمواد المراد مشاركتها مع الآخرين من خلال التفاعلات الاجتماعية عبر الانترنت، سيحاول مجرمو الانترنت خلال عام 2010، وأكثر من أي وقت مضى، اختراق المنصات الاجتماعية المعروفة والإستيلاء على معلومات وبيانات المستخدمين لاستغلالها في أعمال إجرامية.
وتمثل الشبكات الاجتماعية مثل Facebook، و Twitter و MySpace وغيرها، مكاناً مثالياً لسرقة المعلومات التعريفية الشخصية.. ولاشك أن كمية ونوعية البيانات التي ينشرها المستخدمون، عن حسن النية، على صفحاتهم الخاصة، مقرونة بطريقة تفاعلهم مع الآخرين، كافية تماماً ليتمكن مجرمو الانترنت من استغلالها فيما يعرف باسم "سرقة الهوية"، وكذلك في شن هجمات تستهدف الشبكات الاجتماعية. ومن المتوقع أن تزداد الأمور سوءا خلال عام 2010، وأن تقع شخصيات معروفة ضحية عمليات "سرقة هوية" وأن تتزايد عمليات سرقة المعلومات المصرفية السرية.
كما تتوقع الشركة أن يكون لانتشار نظام التشغيل «ويندوز 7» أثر لافت في زيادة جرائم الإنترنت، إذ أنه أقل أمناً من سلفه نظام التشغيل «فيستا» عندما يكون في وضعية التهيئة الافتراضية.. ولم يعد مفهوم الحد من المخاطر خياراً عملياً، حتى لو لجأ المستخدمون إلى متصفحات بديلة أو نظم تشغيل مختلفة، وذلك لأن البرمجيات الخبيثة تتحول هي الأخرى بسرعة خاطفة مما يجعل الجميع عرضه للفيروسات ما لم يتوخوا الحذر في إستخدام الإنترنت..