«نواف».. الدراما الحقيقية فى حياة أحمد رمزي «جيمس دين» السينما المصرية

كتب: مصباح قطب, لبنى صلاح الدين الأحد 04-11-2012 19:46

بثبات أسطورى، أخفى أحمد رمزى أحزانه الرمادية التى أخفاها عن الجميع منذ نهاية 1973. أحزان أخذت بالصدفة عنوانها من اسم أمير عربى شهير كان صديقا لرمزى، وكانا يجلسان معا فى بيروت لحظة أن علم بميلاد ابنه فى ديسمبر من عام حرب أكتوبر ذاته .. اختار اسم الأمير لابنه تيمنا بالصداقة والبشرى، لكن المقادير كان لها قرار آخر. ولد «الأمير» نواف أحمد رمزى قبل أن يتم الـ 7 أشهر وبسبب قصور طبى فادح ظهر لاحقا أصيب الوليد بإعاقات فى حركة اليدين والقدمين ومشاكل جمة فى المخ والنطق بعد 6 أشهر فقط من الميلاد.. منذ ذلك الحين لم نر صورة الابن سوى يوم عزاء رمزى بالحامدية الشاذلية.

ونراه - مع الأخت والأم - يتحدث اليوم لأول مرة مع «المصرى اليوم». الجميع يتحدث بعد صمود طويل من الأب والابن والأسرة على الصمت والأحزان بين لندن التى يمضى فيها نواف أغلب حياته منذ أن انتقل إليها فى سن السادسة مع أمه وأخته نائلة، وبين مصر.

ظل «نواف» ينصت مترقبا ونحن فى «التراس» ويحرك رأسه حركة تبدو لا إرادية يمينا ويسارا مطوحا إياها لأعلى وفاتحا صدره - كوالده بالضبط - للحياة يتشربها فى هدوء ويشرق وجهه بملامح ابتسامة رمادية أيضا، تروح وتغدو لكن لا تغيب، تتبادل الأدوار معها أطياف حزن مبهمة سرعان ما تزول.

حين سألناه عن الدراسة قال بحسم - بالإنجليزية- وعبر ابتسامة ماكرة، إنه يكرهها. نطق الجملة بسهولة غير مألوفة ثم أكمل ببطء وعبر معافرة للتجاوب معنا أنه لم يكن يحب الذهاب إلى مدرسته فى لندن وقد غير مدرسة بعد أخرى «لكن مافيش فايدة»، وإنما كان ولا يزال يفضل الخروج والتنزه وصحبة الناس.

قال إنه يهوى سماع الموسيقى الغربى مثل والده، ويسمع من وقت لآخر الأغانى المصرية القديمة لأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم. يتفرج على التليفزيون ويشاهد بعض أفلام الأكشن.

«نواف» يقاسى فى صمت مثير، وكما قيل لنا فهو لا يشكو أبدا، وإن كان يبدو عصبيا أحيانا رغم شعوره العميق بالقيد.. هذه النقطة جعلت والده يحبه بجنون، ويدلعه باسم «نوما».

تقول شقيقته «نايلة»: نواف رمزى هو الآخر صداقة بلا حدود.. لا يمكن أن يحيا دون أن يشعر أنه يعطى.. نطلب منه رعاية الأولاد أحيانا «ويتابع معه آخر ولكن عن بعد» ليشعر بالمسؤولية، وأن له أهمية أو نكلفه بأعمال فى المنزل. «بيبقى وجيه قوى لما يرتدى البدلة والكرافتة علشان الشغل بتاعه».

تضيف الأم «نيكول»: فى مرات ذهبنا إلى المجر لعرضه على معهد مشهور هناك، وتعرفنا فيها على السفير المقتدر حسن عيسى - رحمه الله - والذى ظل لآخر يوم فى حياته من أقرب الأصدقاء لرمزى وللأسرة.

وتستكمل «نايلة»: «نواف دمه خفيف جدا مثل والدى بالظبط، وكان مع والدى بيضحكوا ويهرجوا، لكن بياخد وقت على ما يتعود على حد وبعدين يبقوا أصحاب».

وتتابع: «هو عارف وفاهم إن والدى مات بس ليس لديه الوعى الكامل بالوقت، هو قالى أنا عارف إن والدى فى الجنة، ولكن مقالشى أنا عارف إنى مش حشوفه تانى، يعنى هو عارف إنه فقد والده بطريقته الخاصة وبفهمه الخاص، وأنا مش عايزة أوضح له الأمر أكثر من ذلك، لأن والدى كان كل حياة نواف، إنما أنا عندى أولادى وزوجى إنما نواف ليس لديه أى حد غير والدى».

وتوضح أن «نواف» يعمل فى الحكومة البريطانية فى وظيفة غير منتظمة، وتستطرد: «لكن قيامه بعمل يجعله سعيدا للغاية ولذلك فإن والدى ووالدتى يتنقلان بين لندن والساحل عشان عمل نواف، فهو يقوم باستقبال الحالات ذوى الاحتياجات الخاصة لتقييم أفضل مكان يمكن توجيههم إليه، وهى وظيفة ليست دائمة وإنما مرتين فى الشهر غالبا».

وتشير إلى أنه سعيد جدا بوظيفته لأنها تعطيه كبرياء وتحقيقاً للذات و«لذلك كان وجودنا فى لندن مهماً جدا بالنسبة له، إنما هنا فى مصر نواف يستفيد بحب الناس.. المصريون لديهم حب غير عادى وطيبة مش موجودة فى الخارج».

وقالت الأسرة: نواف تأثر جدا بفوز أبطال مصر البارالمبيين بجوائز، ونعمل الآن مع مجموعة من الأصدقاء على إطلاق مبادرة باسمه لتشجيع هؤلاء الأبطال، وبالمناسبة نواف يعوم على البطن والظهر وعادة يسبح لمدة ساعة يوميا طوال التواجد فى الساحل الشمالى.