اعتبرت صحيفة «لا تربيون» الفرنسية أن رئيس الحكومة الانتقالية الجديد فى مصر الدكتور حازم الببلاوي يواجه 3 تحديات رئيسية، تتمثل في استعادة الهدوء بالشارع المصري، التوفيق بين الميول السياسية المتضاربة، وتلبية «الطوارئ المالية».
وذكرت الصحيفة، السبت، أن فصل الصيف سيكون «ساخنا» بالنسبة لرئيس الحكومة «الاقتصادي» الجديد، وأن الدكتور الببلاوي يتعين عليه أن ينجح فيما فشلت فيه الحكومة الانتقالية السابقة وحكومة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وفندت الصحيفة الفرنسية تلك التحديات والتي تأتي على رأسها استعادة الهدوء في حين أن جماعة الإخوان المسلمين تدعو إلى انتفاضة، ويتبادلون اللوم على الاشتباكات التي وقعت أمام دار الحرس الجمهوري قبل أيام، ما أدى إلى مقتل 51 شخصا، وأشارت إلى ضرورة تفادي تصعيد العنف في مصر، فعلى الرغم من حلول شهر رمضان، إلا أن المظاهرات لم تضعف حيث إن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، دعوا قبل أيام وبعد أحداث الحرس الجمهوري إلى الانتفاضة ضد ما أطلقوا عليه «أولئك الذين يحاولون سرقة الثورة بالدبابات»، فيما أمرت النيابة بالقبض على محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على العنف.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية عما إذا كان يجب التخوف من نشوب حرب أهلية في مصر، كما هو الحال بسوريا، إلا أنها نقلت الإجابة على لسان جويل بينين، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة ستانفورد والمشارك في تأليف كتاب (الحركات الاجتماعية، والاحتجاج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، الذى قال: «هناك انقسامات طائفية أقل بكثير في مصر عنها في سوريا»، مضيفا أنه لا يوجد انقسام في مصر «ولكن هذا لا يعني عدم تكرار أحداث عنف رهيبة».
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن التحدي الثاني الذي يواجه رئيس الوزراء الجديد فى مصر هو تشكيل حكومة ائتلافية، معتبرة أنه في هذه النقطة قد يواجه طريقا مسدودا؛ لأنه إذا رفض الإخوان المسلمين وأنصار محمد مرسي واستمروا في انتفاضتهم على نطاق واسع فقد ينطوي التوفيق بين الرؤى على طرفي نقيض.
وأشارت إلى أن خلافات عميقة ظهرت قبل تسمية رئيس الحكومة، حيث رشحت المعارضة الليبرالية الدكتور محمد البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام لتولي المنصب، إلا أن حزب النور السلفي اعترض على ذلك، وذكرت أن الخلافات طالت أيضا مبادئ التحول (الإعلان الدستوري) الذي أعلنه الرئيس المؤقت المستشارعدلي منصور، بعد اعتراض «جبهة الإنقاذ» في البداية على المرسوم الدستوري وإعلانها التحفظ على عدة نقاط فيه، أما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فهي تعارض بوضوح النظام الانتقالي، واعتبرت الصحيفة أنه من الصعب في هذه الظروف تشكيل حكومة مؤقتة تمثل فيها جميع القوى.
وأضافت أن التحدي الأخير يتمثل في الاقتصاد، حيث تواجه القاهرة أزمة اقتصادية كبرى، كما أن الوضع السياسي يؤثر بشكل كبير على قطاع السياحة الذي اهتز بالفعل بعد ثورة 2011، فضلا عن اتساع العجز التجاري في الدولة التي تعد أكبر مستورد للقمح، مع تراجع الاحتياطي النقدي الذي لا يتجاوز 14 مليار دولار في يونيو الماضي، وفقا للبنك المركزي المصري.
واعتبرت «لاتريبون» أن تكليف حازم الببلاوي (76 عاما) لم يكن من فراغ، فوزير المالية الأسبق في مصر، الذى استكمل دراسته بجامعة السوربون بفرنسا، والذي عمل سابقا بالأمم المتحدة، يمتلك الخبرة للتعامل مع مثل هذه القضايا.