تولى بولنت أجاويد رئاسة الوزراء في تركيا مرات عدة، الأولى من 26 يناير 1974 إلى 17 نوفمبر 1974،والثانية من 21 يونيو 1977 إلى 21 يوليو 1977، والثالثة من 5 يناير 1978، إلى 12 نوفمبر 1979، والرابعة من 11 يناير 1999 إلى 19 نوفمبر 2002.
كما شغل منصب زعيم حزب الشعب الجمهوري، في الفترة من 14 مايو 1972، إلى 29 أكتوبر 1980، وتولى منصب زعيم حزب اليسار الديمقراطي في الفترة من 13 سبتمبر 1987 إلى 1988، وفي الفترة من 1989 إلى 25 يوليو 2004.
وقد تدخلت تركيا في قبرص لمنع اليونان من ضمها خلال توليه الرئاسة، ورغم أنه كان من أشد المدافعين عن العلمانية إلا أنه تحالف مع الإسلاميين لتشكيل حكومته الأولى.
وُلد «أجاويد»في 28 مايو 1925 في اسطنبول، وتخرج في كلية روبرت الأمريكية في اسطنبول عام 1944، وعمل بعد تخرجه مترجما، وفي منصف الخمسينات سافر للولايات المتحدة حيث عمل صحفيا في نورث كارولاينا ودخل معترك السياسة من خلال عضويته في حزب الشعب الجمهوري، حيث انتخب نائبا عام 1957، وما لبث أن أصبح وزيرا للعمل في الفترة من 1961 إلى 1965، حيث بنى سمعته كمدافع عن حقوق العمال.
وفي عام 1966، أصبح الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري، لكن صعود حزب العدالة بقيادة سليمان ديميريل في منتصف الستينات نحى جانبا حزب الشعب الجمهوري، وبدأ الصراع على تجديد الحزب، وكان «أجاويد» رأس الحربة في مواجهة اينونو، وتمكن بالفعل من الإطاحة بزعامة اينونو عام 1972، ومع توليه الزعامة كان أمل جديد ينفتح أمام حزب الشعب الجمهوري وقد خاض أجاويد في نهاية 1973 معركة العمر إلى زعامة تركيا والفوز بانتخابات تلك السنة التي حملته إلى رئاسة الحكومة في مطلع 1974 بالائتلاف مع زعيم حزب السلامة الوطني الإسلامي نجم الدين أربكان.
وأمر «أجاويد» في 20 يوليو 1974، بإرسال قوات تركية إلى قبرص ردا على انقلاب بتدبير من أثينا بهدف ضم الجزيرة إلى اليونان، ودخل السجن بعد الانقلاب العسكري الذي قام به كنعان إيفرين في سبتمبر 1980، وقضى عدة أشهر قبل إطلاق سراحه عام 1987، حيث عاد لممارسة نشاطه السياسي وأسس حزب اليسار الديمقراطي وترأسه.
لكن حزبه فشل في الحصول على أي مقعد نيابي في انتخابات 1987، وفي 1991 تمكن حزبه من الحصول على 7 مقاعد في البرلمان، وتمكن من تحقيق تقدما في صفوف البرلمان في انتخابات 1995 حيث حصل على 75 مقعدا من أصل 550، ثم أصبح في العام 1997 نائبا لرئيس الوزراء، وبعد الانتخابات التي جرت عام 1999 أصبح «أجاويد» رئيسا للوزراء مرة أخرى، وتتابعت الوزارات التي ترأسها إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 2006.