قال الكاتب يسري الجندي إنه «سعيد لأن الله أمد في عمره حتى يرى نهاية الإخوان التي جاءت أسرع مما توقع»، مشيرًا إلى أن «الجميع أخطأ في تقدير الوقت، وكنا نعتقد أن هذا الكابوس لن ينكشف أبدًا، لكن عناية الله والتدخل الإلهي والعوامل التي سبق وذكرتها كانت أكبر من أي توقع»، معتبرًا أن ما يحدث في الشارع ما هو إلا «النفس الأخير (للإخوان) التي قضت عمرها السياسي كله تحاول الوصول إلى الحكم، لكنها أثبتت فشلها وغباءها بمجرد الوصول إليه».
وأضاف «الجندي»: «أهم إنجازات ثورة (30 يونيو) تتمثل في ثلاثة محاور مهمة، الأول أن الشعب المصري نضج سياسيًا على نار هادئة وعرف من الذي كان السبب في الأحداث التي مرت بها مصر، والثاني إزاحة الستار عن وجه جماعة (الإخوان) القبيح، والثالث تأكيد مبدأ أن الجيش المصري هو جيش الشعب»، مشددًا على أن «إسرائيل حزينة على ما حدث أكثر من الإخوان أنفسهم، لأنها كانت تضع عليهم آمالًا كبيرة».
وتابع: «مصر الآن تتعرض إلى خطر داخلي وخارجي، والأهم والأشرس هو الخارجي الذي لا يريد لمصر الاستقرار والوقوف على طريق الحداثة والتقدم، لأن أمريكا وإسرائيل يدركان تمامًا أن ما حدث في مصر سيؤثر على المنطقة العربية كلها من الخطر الذي كان يهدف إلى تقسيمها إلى دويلات صغيرة».
وأشار إلى «أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية بعد أن أثبتوا للعالم كله أنهم تغلبوا على كل رجال السياسة والمعارضة في التفاف الشعب المصري حولهم، وأنه لا يجب إقصاؤهم بحجة عدم خبرتهم، فقد ثبت أنهم قرأوا التاريخ جيدًا واستفادوا من ثورة 1919، عندما جمع سعد زغلول توكيلات من الشعب المصري كله».
وأوضح: «نحن في مرحلة شديدة الأهمية يجب فيها توخي الحذر وتفادي كل الأخطاء السابقة والالتزام بخارطة الطريق التي وضعها الجيش مع باقي القوى السياسية، ويجب أن تشتمل مواد الدستور المقبل على عدم قيام أي حزب على أساس ديني، لأن الدين لله والوطن للجميع».
واستكمل: «ليس معنى ذلك إقصاء أحد من الحياة السياسية، لكن يجب أن يكون هناك وضوح منذ اللحظة الأولى ولا يجب التعامل من المنظور أو الأساس الديني، لأن (كل واحد حر في علاقته بالله) مثلما قال الإمام محمد عبده (لا أحد يجرؤ على أن يناقشني في علاقتي بالله)، لذلك فكرة الدين لله والوطن للجميع شعار مهم لحماية أي وطن».
ووجه «الجندي» سؤالًا للمجتمع الدولي قائلًا: «لماذا تركوا (الإخوان) يروجون لفكرة أن ما يجري في مصر انقلابًا عسكريًا ولم يوجه لهم أحدًا اتهام بأن ما يفعلونه في مصر الآن من تفجيرات وقتل يعتبر إرهابًا وترويعًا للشعب المصري؟»، مطالبًا المجتمع الدولي «بضرورة تصنيف جماعة (الإخوان) بأنها منظمة إرهابية».
وشدد على أنه «متفائل بأن المقبل سيكون أفضل دون وجود (الإخوان) الذي كان وجودهم بمثابة (مصيبة سودا) تردنا إلى عصور سحيقة من الجهل والتخلف»، كما أكد أنه «متفائل أكثر، لأن الشعب المصري استرد وعيه الذي كان في طريقه أن يطمس، وأننا لم نسترد مصر فقط، بل استرددنا الشخصية المصرية الأصيلة».