بشرتها السمراء وملامحها المصرية وخفة ظلها كانوا «جواز السفر» الذي دخلت بها قلوب الجمهور، وعبر سنوات طويلة من الإبداع قدمت الفنانة معالي زايد عشرات الأعمال المهمة في السينما والمسرح والتليفزيون، لكنها غابت طوال السنوات الأربعة الماضية عن الشاشة الصغيرة بسبب عدم وجود مسلسل تتحمس لتقديمه.
وفي حوارها مع «المصري اليوم» تكشف معالي زايد عن أسباب حماسها لمسلسل «موجة حارة»، الذي سيعرض في شهر رمضان، ويعيدها للدراما التليفزيونية بعد غياب، وكذلك رؤيتها للواقع السياسي حاليًا.
■ ما سبب غيابك عن الشاشة الصغيرة 4 سنوات منذ مسلسل «ابن الأرندلي»؟
- لم أتعمد الغياب هذه الفترة الطويلة، وخلالها قرأت عدة سيناريوهات لم أجد فيها عملًا مميزًا، لأني أفكر كثيرًا قبل الموافقة على أي مسلسل، لأن خبرتي لا تسمح لي بتقديم أعمال ضعيفة، ورغم اختيارى لمسلسل «بين شوطين» للمؤلف عبدالرحيم كمال، وبطولة نور الشريف، إلا أنه تم تأجيله لأجل غير مسمى بعد التصوير لمدة أسبوع.
■ هل للثورة علاقة بهذا الغياب؟
- من الطبيعي أن ينتج عن تراجع الاقتصاد انكماش في جميع الصناعات، وهو ما حدث مع الفن، ولأني لا أمتلك وظيفة سوى التمثيل فمن المنطقي أن أجلس في منزلي حتى تتحسن الأمور وتعود الحياة إلى طبيعتها، وأنا على يقين بأن مصر ستخرج من أزمتها.
■ وما الذي شجعك على المشاركة في مسلسل «موجة حارة»؟
-أعشق كتابات الراحل أسامة أنور عكاشة، وأعتز بأنني قدمت معه فيلم «كتيبة الإعدام»، ولا أستطيع أن أرفض عملًا يحمل اسمه، وكذلك اسم المخرج محمد ياسين، وأعتبر نفسي محظوظة بالعمل معه، فهو يعتبر الابن الروحى للمخرج الراحل عاطف الطيب، ودائمًا أقول له «اللي خلف مامتش»، وهو يفاجئنى كل يوم ويقدمني بشكل مختلف، وبصراحة الموضوع «تحفة» ويتناول موجة التغيير التي تعرض لها المصريون وغيرت من طبيعتهم، والجمهور«هيلاقي كل اللي نفسه فيه» داخل الأحداث من تشويق ودراما ومتعة.
■ هل كانت لك أي ملاحظات على السيناريو الذي كتبته مريم ناعوم؟
- لم يكن لى أي شروط، وللأمانة هذا السيناريو الوحيد الذي لم يكن لي عليه ولو ملحوظة واحدة على غير العادة.
■ ماذا عن شخصية «دولت» التي تقدمينها فى المسلسل؟
-هى أم حنون وطيبة وبداخلها كل صفات الأم المصرية، ولكنها تبدو في بعض الأحيان قوية وشرسة، كما أن لديها ابنًا ضابط شرطة وآخر له ميول سياسية، بينما زوج أختها «وهابي»، و«دولت» تمثل العقل والفطرة في مجتمعها، والشخصية ممتعة ووقعت في غرامها وأقدمها بمزاج عال، وكل المشاهد صعبة لأنها دائما ما تتحدث بالحكمة وتعبر عن الدين الإسلامي الوسطي الذي عرفناه في مصر بعيدًا عن التطرف والوهابية.
■ وهل يحمل المسلسل أي إسقاطات سياسية؟
- «موجة حارة» يحتوى على رسائل مثل طلقات الرصاص، وملىء بالإسقاطات المهمة والقوية، وما تردد عن وجود شخصية الشهيد محمد الجندي في الأحداث غير صحيح، وكل ما في الأمر أن الأحداث بها ابن ثوري يتم القبض عليه من جانب مباحث أمن الدولة، لكنه لا يتعرض للقتل، وفي مشهد القبض عليه استحضرت شخصية والدة محمد الجندي لأنني شعرت بمدى القهر الذي تعرضت له.
■ كيف ترين العمل مع النجوم الشباب في المسلسل؟
- العمل معهم له طعم خاص، فهم يوظفون قدراتهم بشكل جيد، ويدركون أهمية تواصل الأجيال بهدف استمرارية الفن، وسأحرص على قراءة كل كلمة نقد يتم كتابتها عن المسلسل حتى أقيم التجربة وأعرف مدى نجاحها.
■ ما تقييمك لانحصار موسم عرض المسلسلات على شهر رمضان فقط؟
-رمضان أصبح بمثابة مهرجان للدراما، ويستحوذ على أعلى نسبة مشاهدة، وأعتبره فرصة حتى «يرحمونا» من الأعمال التركية التي غزت الشاشة، وأتوقع أن تكون المنافسة قوية هذا العام لأن هناك أفكارًا عبقرية وجديدة، والكل يسعى للتميز رغم قلة الأعمال التي سيتم عرضها، وفي النهاية العمل الجيد سيفرض نفسه، ويكفي وجود نجوم مثل ليلى علوي وإلهام شاهين وعادل إمام وحسين فهمى ونور الشريف وصلاح السعدني في زمن ضاعت فيه السينما.
■ ما سبب تراجع السينما من وجهة نظرك؟
-صناعة الدراما كلها في أزمة، سواء السينمائية أو التليفزيونية، ومنذ فترة طويلة وأنا لا أتابع السينما وحزينة على عدم تقديمنا أفلامًا تصلح للمشاركة في المهرجانات، والمشكلة الحقيقية أن السوق تعاني من عدم الاستقرار في ظل حكم لا يرغب في وجود الفن، وأقول للموجودين في الحكم إن الفن لن ينقرض، وأنه رغم كل الظروف الصعبة ستعود صناعة السينما إلى سابق عهدها.
■ هل تنوين بالفعل الاتجاه لتقديم البرامج؟
- إطلاقًا، وكل ما تردد عن ذلك غير صحيح، لأن مهنتي هى التمثيل وليس لدى القدرة على أن أكون مذيعة.
■ كيف ترين الأمور بعد عزل مرسي؟
- متفائلة و«حمدالله على سلامة مصر» الغالية وأتمنى أن تكون الخطوات القادمة محسوبة جيدًا، وألا يكون هناك مجال للأخطاء حتى نتجاوز المرحلة وتتعافى مصر بعد ثورة شعب هى الأعظم في العالم أكدنا خلالها رفضنا للديكتاتورية والعنف، لأننا شعب أصحاب حضارة 7000 سنة.
■ ورأيك في موقف الجيش ومساندته لإرادة شعبه؟
- الجيش المصري وقف معنا من أجل نهضة مصر، ويكفينا إهانة القضاء والمخابرات والفنانين والمثقفين، تربطنا به علاقة أبدية منذ أيام مينا ورمسيس الثانى، وبوقفته أعطى درسًا قويًا لجميع شعوب العالم في الوطنية وضرورة تلاحم الشعب بالجيش.
■ وما هى رسالتك للجميع في المرحلة القادمة؟
- يجب على الجميع العمل وتحمل الأزمات والصعوبات التي ستواجهنا حتى نعبر بمصر ونسير بالاتجاه الصحيح، وأطالب السياسيين بالتوحد والاتفاق على هدف واحد وعدم التصارع لأن الشعب يدرك الأمور جيدًا ولا ينسى أي تصرفات.