ألغى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية مساء الأربعاء، بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها مصر، وطالب البابا الأقباط بأن يخصص وقت المحاضرة للصلاة من أجل مصر وسلامها.
من جانبه، قال الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي، إن «العنف هو سلوك بشري رفضته جميع الأديان التي دعت إلى المحبة والتسامح والإخاء، قد يرى البعض أن نتائج الطرق السلمية غير مرضية، ولكن بكل تأكيد العنف لن يؤدي إلى أي نتائج مقبولة، وحينما يتسلل العنف إلى مشروع التغيير، سواء بفعل قوى التغيير أو قوى خارجها، فيمكن التطوير من خلال ورش عمل».
وأضاف أن «مجتمعاً يعتمد التظاهرات كوسيلة أساسية للضغط السياسي يمكن أن تتطور فيه تلك الوسيلة، حتى تصبح وسيلة احترافية لا وسيلة هواة، والحاجة إلى التجديد يدق ناقوسه العنف المنظم، بغض النظر عمن وراءه، فالخصوم السياسيون لن ينتهوا، وتسلل العنف إلى مشهد التغيير يدق أجراس وجوب الانتقال إلى العمل المدروس المتطور».
وتابع: «الرسالة الهامة التي ينبغي الانتباه إليها عندما يتسلل العنف إلى الوطن، أن المجتمع كله مسؤول عن تطوير استراتيجيات وآليات لحماية المسار السلمي، وهو ليس مساراً مرتبطاً بحدث ثوري بقدر ما هو مرتبط بتأسيس ثقافة جديدة في المجتمع، هي التي ستحدد كيفية الحوار السياسي فيما بين مكونات هذا المجتمع».
وأشار الأنبا أرميا إلى أن «اندلاع العنف يمكن رؤيته كفرصة لوضع لبنة جديدة في المجتمع القوي، فهو لا يعكس تحدي اليوم، بل تحدي المستقبل، كيف سيتمكن المجتمع من بناء قدراته على إدارة المرحلة الانتقالية دون الدخول في أي صراعات بشكل حضاري مقدماً النموذج للعالم، ولأن الحاجة أم الاختراع فإن أحداث اندلاع العنف تبشر باختراع قادم، حين تتخصص مجموعات أكاديمياً وميدانياً في «مجال أمن المجتمع القوي»، حيث تطور الاستراتيجيات، ويكون لها دور بارز في كل الأنشطة في المجتمع التي يُتوقع فيها احتكاكات بين الشعب، تجنبًا في دخول حرب أهلية بين الشعب المصري».
واختتم قائلا: «نحن ننعي جميع الذين قٌتلوا، طالبين من الله العزاء والصبر لأسرهم، كما ندعو بالشفاء لجميع المصابين، ونصلي أن يوحد الله قلوب المصريين وأن يحفظ بلادنا وشعبها من كل شر».