بعد أن قررت حكومة الدكتور هشام قنديل تحديد موعد لإغلاق المحال التجارية في العاشرة مساء وأصرت عليه، أعاد هذا القرار الوعي المصري لرسائل الإمام حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، التي عُرفت بـ«المطالب الخمسين للإمام حسن البنا»، والتي أرسلها لحكام الدول الإسلامية تحت اسم «رسالة نحو النور»، لإصلاح نظم الحكم من منظور إسلامي.
وتتضمن الرسائل فقرة تتحدث عن إصلاحات الناحية الاجتماعية والعلمية ونصت على الآتي: «ثانيا: في الناحية الاجتماعية والعلمية: 1- تعويد الشعب احترام الآداب العامة، ووضع إرشادات معززة بحماية القانون في ذلك الشأن، وتشديد العقوبات على الجرائم الأدبية. 2- علاج قضية المرأة علاجا يجمع بين الرقي بها والمحافظة عليها وفق تعاليم الإسلام، حتى لا تترك هذه القضية التي هي أهم قضايا الاجتماع تحت رحمة الأقلام والآراء الشاذة من المفرّطين والمفرطين. 3- القضاء على البغاء، بنوعيه السري والعلني، واعتبار الزنا مهما كانت ظروفه جريمة منكرة يجلد فاعلها».
كما ذكر الإمام البنا في رسائله نصائح اجتماعية أخرى منها: «مقاومة التبرج والخلاعة وإرشاد السيدات إلى ما يجب أن يكون، والتشديد في ذلك بخاصة على المدرسات والتلميذات والطبيبات والطالبات ومن في حكمهن، وإعادة النظر في مناهج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثير من مراحل التعليم، ومنع الاختلاط بين الطلبة والطالبات، واعتبار خلوة أي رجل بامرأة لا تحل له جريمة يؤاخذان بها».
وشجعت رسائل النور للإمام البنا على «تشجيع الزواج والنسل بكل الوسائل المؤدية إلى ذلك، ووضع تشريع يحمي الأسرة ويحض عليها ويحل مشكلة الزواج، وإغلاق الصالات والمراقص الخليعة وتحريم الرقص وما إلى ذلك، ومراقبة دور التمثيل وأفلام السينما والتشديد في اختيار الروايات والأشرطة، وتهذيب الأغاني واختيارها ومراقبتها والتشديد في ذلك، ومصادرة الروايات المثيرة والكتب المشككة المفسدة والصحف التي تعمل على إشاعة الفجور وتستغل الشهوات استغلالا فاحشا، وتنظيم المصايف تنظيما يقضي على الفوضى والإباحية التي تذهب بالغرض الأساسي من الاصطياف».
أما النقطة رقم 16 في «رسالة نحو النور» فهي التي تتعلق بالقرار الحكومي بغلق المقاهي فتنص على: «تحديد مواعيد افتتاح وإغلاق المقاهي العامة ومراقبة ما يشتغل به رواده وإرشادهم إلى ما ينفعهم وعدم السماح لها بهذا الوقت الطويل كله»، ثم النقطة رقم 17: «استخدام هذه المقاهي في تعليم الأميين القراءة والكتابة ويساعد على ذلك هذا الشباب المتوثب من رجال التعليم الإلزامي والطلبة».
وقد أثار قرار غلق المحال استياء النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي واعتبروه تنفيذا لسياسة «أخونة الدولة»، وقال الدكتور تقادم الخطيب، عضو لجنة تقصي حقائق أحداث الثورة المشكلة بقرار من رئيس الجمهورية، في حسابه الشخصي على «تويتر»: «اللي أخذ قرار غلق المحال الساعة ١٠ فعلا رجل مسكين متواضع الإمكانيات ولا يصلح لحكم عزبة مش دولة».
وأضاف: «المواجهات ستكون دامية وستظهر الحكومة عاجزة مرة أخرى كعادتها وسيترتب على ذلك أمور أخرى».
وقال معتز مغازي، في حسابه الشخصي على «تويتر»: « اقرأوا مطالب الإمام حسن البنا الخمسين، وانتوا تعرفوا قرار إغلاق المحال جاي منين؟»، مضيفا: «اللي بيحصل دلوقتي محاولة تطبيق البنود مطالب البنا واحدة واحدة، واللي هيحاولوا تطبيقه هي البنود الخاصة بتمكينهم من السيطرة على الحكم».
ورفضت «هاميس» قرار إغلاق المحال ووصفته بأنه «يؤدي لزيادة السرقة»، وقالت: «إغلاق المحال التجارية والمقاهي الساعة 10 تم تطبيقه فعلا في عهد السادات، ولم يستمر لأكثر من شهر، لأن نسبه السرقة زادت إلى 25%».
وقالت الإعلامية جميلة إسماعيل: «قبل أن تتحول شوارع القاهره ليلا إلى مدينة الأشباح والجريمة، قبل قطع أرزاق الملايين، قبل صناعة مجرمين من عاطلين محتملين، شاركونا التصدي للقرار».
ووصف جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، في «تويتر» القرار بـ«ظلم اقتصادي للقاهرة، قبل أن يسبق الظلام الديني»، وأضاف: «قبل أن تغلق مبكرا أعطني إعانة بطالة كعامل بمقهى أو محل، أعطني مالا لأسهر بمكان سياحي لأرفه عن نفسي كفقير، أعطني وعدا أنها لن تكون مدينة أشباح».
كما وصف الناشط كمال خليل، عبر «فيس بوك»، قرار الحكومة بإغلاق المحال التجارية بـ«القرار الأحمق»، مؤكدا أنه «سيتسبب في رحيل الحكومة لأنها حكومة لا تلمس حالة المواطنين بشكل جيد».
وأبدى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تأييدهم للقرار، فقال مصطفى محمد مصطفى: «الذين يعارضون غلق المحال التجارية زي كل بلاد العالم، عشان نصحى بدري نشتغل، والمعارضين دول عاملين زي اللي بيشجعوا السير عكس الاتجاه للقضاء على التكدس المروري».
واعتبر عمرو سالم أن قرار إغلاق المحال التجارية يعني «شعب يصلي الفجر ويبدأ يومه زي أجدادنا».
المطالب الخمسون للإمام حسن البنا تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، يتناول الجزء الأول منها «السياسة والقضاء» وتضم 10 مطالب أبرزها القضاء على فكرة تكوين وتأسيس الأحزاب، وأن تكون الأمة صفا واحدًا، واستخدام الأزهريين في الوظائف العسكرية والإدارية وتدريبهم.
الجزء الثاني من وصايا الإمام البنا في «الناحية الاجتماعية والعلمية» وتضم 30 مطلبا أبرزها توحيد الأزياء في الأمة، وتوجيه الصحافة توجيها صالحا وتشجيع المؤلفين والكاتبين على طرق الموضوعات الإسلامية الشرقية.
الجزء الثالث من المطالب في الناحية «الاقتصادية» ويضم 10 مطالب أبرزها تحريم الربا، وإلغاء الفوائد في البنوك، وتحسين حال الموظفين الصغار برفع رواتبهم واستبقاء علاواتهم ومكافآتهم وتقليل رواتب الموظفين الكبار.