«BBC»: كثير من المصريين لن يحزنوا على مرسي.. لكنهم لم يرتاحوا لطريقة رحيله

كتب: معتز نادي الأحد 07-07-2013 23:19

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية، «BBC»، على موقعها الإلكتروني، الأحد، تقريرًا بعنوان: «ديمقراطية رئاسية بلا رئيس»، اعتبرت خلاله أن الرئيس المعزول، الدكتور محمد مرسي، لم يكن يتمتع بشعبية أو قبول بين المصريين، كما لم تكن لديه القدرة للسيطرة على المشكلات الصعبة، التي تواجهها البلاد من فقر وبطالة.

وأضافت «BBC»: «على الرغم من أن الكثير من المصريين لن يحزنوا على رحيله، إلا أنهم لم يرتاحوا للطريقة التي رحل بها»، لافتة إلى أن «مؤيدي جنرالات الجيش ينظرون إليهم على أنهم حراس للإرادة الشعبية، ويتمتعون بحق فوق دستوري للتدخل في أوقات الأزمات، وينفذون الإرادة الشعبية»، كما عبرت عنها في الأيام الأخيرة المسيرات، التي خرجت فيها جماهير الشعب مناوئة لمرسي.

ووصفت «BBC» مصر بأنها وجدت نفسها في حالة أقرب إلى التناقض، حيث إن البلاد تشهد الآن حالة من الديمقراطية الرئاسية التي تفتقد الرئيس، وقالت: «الشرطة فرحة بما حدث، حيث إن الرئيس المعزول، مرسي، جاء من صفوف جماعة الإخوان المسلمين، تلك الحركة الإسلامية التي يبلغ عمرها 85 عاما، والتي كان أفراد قوات الأمن دائما يلقنون أثناء تدريباتهم أنها منظمة تخريبية».

ورأت «BBC» أن «مؤيدي جنرالات الجيش» توصلوا لوحدهم إلى القناعة، التي يرون فيها أن تلك الاحتجاجات تفوق إرادة الشعب، الذي خرج العام الماضي ليعبر عن رأيه من خلال صناديق الاقتراع.

وتساءلت «BBC»: «ماذا إذا أثمرت الانتخابات المبكرة عن فوز مرشح لجماعة الإخوان المسلمين؟»، مضيفة: «ليس ذلك بعيد المنال، فعلى الرغم من تضرر جماعة الإخوان من فترة تولي مرسي مقاليد السلطة، إلا أنها مازالت القوة الأفضل تنظيما في البلاد، فالطريقة التي عوملوا بها ستعزز مشاعر الغضب إلى جانب الرغبة الجامحة للفوز في إدارة حملاتهم الانتخابية».

وتابعت: «هل يمكن لرئيس إسلامي ثان أن يخطو خطوات الرئيس الأول على الرغم من إصرار الجنرالات على عدم صلاحيته لحكم البلاد؟»، معتبرة أن الرسالة التي يبعثها أنصار مرسي بسيطة ومفادها أن الانقلاب العسكري شىء بغيض حتى إن كان موجها لشخص لا تكن له حبا على نحو خاص.

واعتبرت أن الكثيرين حاليا سيعتمدون على سرعة تحرك مصر تجاه انتخابات جديدة بقدر ما ستتمتع به من حرية ونزاهة، فضلا عن قدر احترام الجيش لنتائج تلك الانتخابات، لافتة إلى أن الجيش لديه مصالح اقتصادية كبيرة تكفل له حمايتها، بل تجعله يمارس السلطة بما يضمن عدم المساس بها.

وقالت: «لا أحد ينكر أن حشودا كبيرة هنا احتفلت بقرار عزل الجيش لمرسي من السلطة، على الرغم من أن المرة الاخيرة التي خرجت فيها الحشود أمام جنرالات الجيش في القاهرة كانت تطالبهم بتسليم السلطة لإدارة مدنية».

وأضافت «BBC»: «لا أحد يعتقد على الإطلاق أنه بإمكان بلد كبير كهذا البلد أن ينتقل من الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطية بدون مشاكل، غير أن هذا الانتقال المضطرب هو أسوأ مشهد يبرز على الساحة. وفي جميع الأحيان تتفاقم مشكلات الفقر»، خاتمة بأن الأمر «يصبح بالغ الاضطراب عندما يجري تناول السياسات في جزء منها في اجتماعات خاصة بين الجنرالات وتناول جزء الآخر في اجتماعات عامة».