قال الكاتب الصحفي محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب، إن الديمقراطية «أكبر من عملية انتخابية فاز بها جماعة الإخوان المسلمين»، مبدياً شكوكه في أن يكون لدى الإخوان الخطة الواضحة لتحقيق هذه الديمقراطية، بحسب قوله.
وأشار، في مشاركته في برنامج «الحوارات العربية الجديدة»، مساء الأربعاء، والتي أدارها الإعلامي البريطاني تيم سباستيان، إلى أن «الديمقراطية شهدت بداية مخيبة للآمال. ورغم أنها كانت الشعار الأبرز الذي رفعته الثورة، إلا أننا لا نرى بعد تولي الإخوان السلطة أي تغييرات تبدو في الأفق».
ودلل على ذلك بقوله «لقد قرر الرئيس تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية على نفس نمط مبارك، ورغم أنه وعد في برنامجه الانتخابي أن يتولى المحافظون منصبهم بالانتخاب إلا أنه تم تعيينهم».
ورداً على كون الانتخابات الرئاسية «علامة على وجود الديمقراطية» قال: «لقد بدأنا الديمقراطية حينها، والأمر يتعلق بالمتابعة لما بعد الانتخابات وليس التوقف عند هذه النقطة. والبعض يتشكك الآن في أن أغلب القرارات التي اتخذت ليست على طريق الديمقراطية»، منوهاً إلى أن «الديمقراطية ليست مجرد الانتخابات التي حاز فيها الإسلاميون أغلبية، بدليل أن كثيرًا من النظم الديكتاتورية حول العالم جاءت بانتخابات ديمقراطية».
وشدد «سلماوي» على أن «الديمقراطية ستأتي عن طريق الشعب، إذا ما أراد وضغط من أجلها»، لافتًا إلى أن «هتافهم في الميدان كان (مدنية، مدنية) مما يعني أنهم لا يريدون دولة إسلامية ولم يطالبوا بها».
ورغم وصفه لخروج القوات المسلحة من الساحة السياسية بـ«البداية الجيدة» إلا أنه أكد على أن «معركة تحقيق الديمقراطية كبيرة»، مشيراً إلى أنها «لا تعني احترام رأي الأغلبية قدر ما تعني حرية معارضته».
من جانبه، رفض الدكتور خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية، وصف بداية التحول الديمقراطي في مصر بـ«المحبط»، مؤكداً احترامه للرئيس مرسي «لأنه الرئيس الشرعي»، معتبراً الانتخابات «بداية جيدة للديمقراطية في مصر، التي تتسع ساحتها السياسية للجميع».
وأضاف، خلال مشاركته في المناظرة، أن «التحول الديمقراطي، حقق، خلال العشرين شهراً الماضية تغييراً ملموسأ. فقد تخلصنا من حكم مبارك سلمياً وأنهينا التوريث، وكذا مشاركة القوات العسكريين في الحياة السياسية، كما أن مؤسسات الدولة كالقوات المسلحة والقضاء والشرطة مازالت قائمة ولم تنهر».
وأرجع «فهمي» استمرار قضايا كالتعذيب في أقسام الشرطة والاحتقان الطائفي إلى «تراكم سنوات» قائلاً: «ثقافة التعذيب تأصلت على مدار عقود لدى جهاز الشرطة، وهي مشكلة مزمنة كانت أحد الأسباب الرئيسية للثورة، لكن هناك محاولات للتغيير»، مشيراً فيما يختص بالمشاحنات بين المسلمين والأقباط إلى أنها «نتاج طائفية تضرب بجذورها لسنوات مضت، وكذا عزلة فرضها الأقباط على أنفسهم».
واختتم الإعلامي تيم سباستيان المناظرة بين الطرفين بتصويت الجمهور على الموضوع المطروح للنقاش خلالها والذي دار حول «الديمقراطية شهدت بداية مخيبة للآمال في مصر» وهو ما اتفق معه نسبة 56.4% من الحضور، بينما رفضه 43.6% منهم، وذلك في زيادة بنسبة 13% لمعارضي موضوع المناظرة من الجمهور عما كان في نسبة التصويت قبلها، والذي وافق فيه 70% على أنها محبطة، بينما كان من يرفض ذلك 30% فقط.
وكان حزب الحرية والعدالة، قد تراجع، مساء الثلاثاء، عن قبوله حضور الدكتور حلمي الجزار، القيادي بالحزب، أحد ضيوف البرنامج، النسخة العربية للمناظرة ذاتها، وذلك قبل انعقادها، الخميس، بيوم واحد.
يذكر أن «الحوارات العربية الجديدة» سجّلت عشر حلقات في مصر وتونس عقب الإطاحة بنظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك مطلع العام الماضي، ويشمل هذا المشروع الذي تموله حكومتا بريطانيا والسويد إطلاق حملات مكثّفة في المدارس والجامعات، بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في إدارة شؤون بلادهم وتطوير الحياة السياسية فيها من خلال المناظرات العامة.