رفيق «تشي جيفارا» يتبرأ من خيانته بعد صمت طويل

كتب: بوابة الاخبار الأحد 07-07-2013 06:00

بعد صمت دام أربعة عقود ونصف، يكتب «سيرو بوستوس» رفيق «تشي جيفارا» الأرجنتيني روايته عن قصة مقتل المناضل الثوري في أدغال بوليفيا، نافيا المزاعم التي تحدثت عن خيانته لصديقه خلال التحقيقات التي تعرض لها أثناء اعتقاله من قبل الجيش البوليفي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وترى صحيفة «إندبندنت»، في تقرير نشرته أخيرًا، أن الرواية التي كتبها «بوستوس» في كتاب تحت عنوان «تشي يريد أن يراك» تكشف عن استمرار مشاعر الإحباط التي ما زالت تراوده من نظريات المؤامرة لدوره في الأيام الأخيرة لـ«جيفارا».

و«سيرو بوستوس» الذي كان يحاكم على نشاطاته في حرب العصابات في بوليفيا، يقول إنه عندما سمع بمقتل «تشي جيفارا» شعر كما لو أن طلقة قد أصابته.

وكان من المفترض أن يقود «بوستوس» المرحلة الثانية من خطة «جيفارا» الرئيسية الداعية إلى نشر الثورة الاشتراكية على امتداد أمريكا اللاتينية، لكن الأمور لم تجر كما كان مخططا لها.

في 19 أبريل 1967، قال «بوستوس» مودعا «جيفارًا»: «بإمكاني رؤية أنه إذا لم نغادر في تلك اللحظة فسوف نشنق في الأدغال، فالجيش البوليفي يحول كل المنطقة إلى منطقة عسكرية».

وكان برفقة «بوستوس» المثقف الفرنسي «ريجيس دوبريه»، وقبل مغادرتهما، قدم «جيفارا» لـ«بوستوس» سترته من جلد الغنم المقلد، وقال له: «إذا جرى اعتقالك، فإن أهم شيء تقوم به هو إخفاء وجود الكوبيين هنا، ووجودي أيضًا في الوقت الحالي، لكن إذا رأيت أنهم على علم بكل ما يجري، فامض قدما، وتحدث عما تنوي القيام به لكن دون تفاصيل».

ولقد صدقت تحذيرات «جيفارا» فقد اعتقل كل من «بوستوس» و«دوبريه» بالقرب من «مويوبامبا» من قبل الجيش البوليفي، وعندما استجوبهما الضباط البوليفيون أطاع بوستوس الجزء الأول من تعليمات «جيفارا»، حيث تظاهر بأنه صحفي يغطي حقوق السجناء السياسيين.

لكن بعد 20 يومًا، انكشفت هوية «بوستوس» الحقيقية من بصمات أصابعه، ووافق على رسم بعض الرسومات التقريبية عن رجال العصابات في الأدغال، وخريطة عن مكان وجود المخيم، ويقول إنه في تلك الأثناء كان بإمكانه رؤية أن المحققين لديهم المعلومات التي كانوا يفتشون عنها أصلا.

وعلى أساس تلك الرسومات، اتُهم «بوستوس» من قبل البعض، لاسيما كاتب السيرة الذاتية لـ«تشي جيفارا» الفرنسي «بيير كالفون»، بأنه من خان «جيفارا» لكن بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يضعوا اللوم على الأدلة المكتشفة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فإن السؤال كان: «أي من السجينين (دوبريه) أم (بوستوس) انهار أولا؟»، والرجلان كانا في وضعين مستحيلين، لكن «دوبريه» خرج كبطل، و«بوستوس» بعد إدانته على نشاطاته في حرب العصابات في عام 1967 اكتنفه الغموض.