«نيويورك تايمز»: واشنطن تواجه أزمة مصر بالتردد والتحفظ

كتب: ملكة بدر السبت 06-07-2013 16:20

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه على الرغم من كون الإدارة الأمريكية «قلقة للغاية» بشأن الاشتباكات والعنف في مصر، فإنه من الواضح عدم رضاها عن الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، موضحة أن الهدوء النسبي في واشنطن الآن إنما يعكس تغييرًا على المدى البعيد في شكل العلاقات الأمريكية بالشرق الأوسط.

وأضافت أن المصلحة الأمريكية الأهم في مصر هي الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، التي يعتقد المسؤولون أن الجيش ملتزم بحمايتها.

وقالت إنه ما من سياسي أمريكي واحد أيّد بوضوح ما سمته الصحيفة استيلاء الجيش على السلطة، رغم قلة الحلفاء الذين يتمتع بهم مرسي والإخوان في واشنطن، وندرتهم أكثر في وقت الإطاحة به من السلطة الأسبوع الجاري، موضحة أن البيت الأبيض لم يكن مرتاحًا منذ البداية لصعود الإسلاميين، حتى إذا اعتبر وصولهم للحكم ديمقراطيًا، إلا أن واشنطن والكونجرس رأوا مرسي باعتباره «ديكتاتورًا غير كفء».

وأضافت «نيويورك تايمز» نقلًا عن إليوت إبرامز، نائب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، قوله «إذا سألت الناس بشأن إجراء اقتراع سري حول ما إذا كان ينبغي إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة مرسي للحكم، فلا أعتقد أن كثيرين في واشنطن سيوافقون على ذلك، هم فقط قلقون بشأن تأثير ما يحدث على المستقبل».

وأضاف أبرامز أن كثيرًا من الجمهوريين رأوا فيما حدث «شيئًا إيجابيًا رائعًا» بسبب عداء الإخوان المسلمين للولايات المتحدة، لكن بعض الجمهوريين، وهو منهم، ومعهم عدد من الديمقراطيين، يشعرون بالقلق مما يحدث.

وقال جيرالد كونولي، نائب ولاية فيرجينيا، عضو الحزب الديمقراطي في اللجنة الفرعية للشرق الأوسط، إن هناك «بعض الراحة في خروج مرسي من المشهد، لكن على الجانب الآخر، الكثيرون منا لن يرتاحوا على الإطلاق للتدخلات العسكرية التي تطيح بالحكومات المنتخبة ديمقراطيًا، حتى لو كان لدينا مشكلة مع تلك الحكومات».

ووصفت الصحيفة الأمريكية رد فعل إدارة أوباما بأنه «متردد»، ففي لحظة كان مرسي شريكًا مؤثرًا بالنسبة لأوباما عندما ساعد في نزع فتيل الأزمة في غزة، لكن بعدها بأيام في نوفمبر، أصدر مرسي إعلانًا دستوريًا منح فيه نفسه سلطات جديدة، وذهب تفاؤل البيت الأبيض سريعًا، رغم تراجعه فيما بعد عن ذلك.

وأوضح دانيال كيرتزر، السفير السابق في مصر، أن «واشنطن أعطت مرسي فرصة جيدة لإثبات أن الإخوان سيحكمون بديمقراطية ويتواصلون مع المعارضة ويقومون بإجراء انتخابات برلمانية حرة، لكن مرسي فشل على كل الأصعدة، وأثبت أنه لا يريد أن يقوم بكل تلك الأشياء».

ونقلت عن مساعدي أوباما قولهم إن الرئيس الأمريكي كان محبطًا من مرسي لعدم تواصله مع المعارضة، ورأى أنه يجب أن يكون رئيسًا شاملًا لكل الأطياف بشكل أكبر، ولكن عندما أصبح الأمر بيد الجيش القوي هذا الأسبوع، أصدر أوباما بيانًا مكتوبا عبر فيه عن قلقه الشديد وطالب الجنرالات باستعادة الحكم الديمقراطي سريعًا، لكن في الوقت نفسه لم يصدر أي تعليقات عن الأمر أكثر من ذلك.

ولفتت إلى أن أوباما التقى بمستشاري الأمن القومي، الخميس، وتحدثوا مع عدد من المسؤولين في مصر وإسرائيل ودول أخرى، وبغض النظر عن الدور الذي تلعبه الإدارة في الكواليس، فإن تكتمها العام عن إصدار تصريحات يقول إنها لا تريد الانحياز لأي جانب، وبالتالي يبدو أنها قبلت بالإطاحة بمرسي ولا تريد استعادته، ربما لأن ذلك يمكن أن يكون فيه فائدة أن يقوم الجيش سريعًا بإجراء انتخابات جديدة، وأن تصبح الأولوية الآن لتقليل العنف وقمع المعارضة.

من ناحية أخرى، اعتبر النقاد أن الإدارة الأمريكية لم تكن واضحة بما يكفي في انتقاد أخطاء مرسي على طول الخط، وقال ستيفن كوك، عضو مجلس العلاقات الخارجية، إن الإدارة «أخطأت عندما تجاهلت أساليب مرسي غير الديمقراطية، فقد جعل ذلك الولايات المتحدة تبدو وكأنها غير معنية سوى بالاستقرار».

وألقى المحللون باللوم في تغيير دور مصر بالمنطقة على واشنطن، مع ظهور لاعبين آخرين منهم قطر وإيران والسعودية وتركيا، رغم استمرار المعونة الأمريكية السنوية لمصر، ورغم ذلك مازالت مصر مهمة للولايات المتحدة بسبب السلام مع إسرائيل وحل أي صراعات مستقبلية مع الفلسطينيين، فضلًا عن إرسال الجنود الأمريكيين إلى الشرق، والذي يعتمد على قناة السويس في ذلك، ودور المخابرات المصرية الحاسم في «اصطياد الإرهابيين».