«الحياة»: «مؤامرة» تضيّع أعمار المصريين في طوابير الازدحام المروري

كتب: بوابة الاخبار الأربعاء 31-10-2012 09:51

مر 122 يوماً من برنامج الـ«100 يوم» للرئيس الدكتور محمد مرسي، وهو البرنامج الذي حوى وعدًا بعلاج المرور الذي تحوّل من أزمة إلى معضلة، وارتقى من مشكلة إلى مأساة، وتحوّر من مخالفات وخروقات إلى فظائع وبشائع أدت إلى شكوك لدى المصريين بأن هناك مؤامرة تحاك لافتعال الأزمة المرورية لإفشال خطة الـ«100 يوم» للرئيس الدكتور محمد مرسي حسب «الحياة» اللندنية.

ورغم توقف «مرسي ميتر» - المبادرة الإلكترونية لقياس أداء الرئيس في وعود الـ 100 يوم - ورصده لإنجازين مروريين تحققا من بين 21 وعداً مرورياً، إلا أن أحد الوعدين ارتد عائداً إلى سابق عهده.

واتضح أن إنجاز «إزالة إشغالات الطرق» ذا طبيعة مطاطية تنكمش بالحملات الأمنية وتتمدد وتتوغل وتتوحش بغيابها و«كأنك يا أبو زيد ما غزيت».

وذكرت «الحياة» أن «أبو زيد» عاد من عطلة العيد محاولاً إصلاح الوضع المروري المشين الذي تحوّل في شوارع القاهرة الكبرى إلى مشهد تراجيدي يجد فيه المصريون أنفسهم محبوسين بالساعات في داخل العلب الحديد المختلفة، وهو ما أدى في ظل خلل أمني وفراغ رقابي إلى لجوء البعض إلى تفريغ شحنات الضغط وموجات الغضب بالعراك بالأيدي والأرجل وتتطور أحيانا إلى استخدام الأسلحة البيضاء وغير البيضاء بسبب الخلاف على أولوية المرور.

«أبو زيد» أو رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل استهل عودته من إجازة العيد باجتماع مغلق مع وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين.

وبحسب «الحياة» جاء ملف المرور على رأس الاجتماع، لا سيما معضلة الـ«توك توك» والذي غزا شوارع القاهرة من دون ضابط أو رابط، ويقوده أطفال برعونة في كل الاتجاهات بغض النظر عن الاتجاه المحدد، إضافة إلى الدراجات النارية غير المرخصة والتي باتت سمة العاصمة، ومعهما ظاهرة الباعة الجائلين الذين يحتلون عرض الشوارع الرئيسية ولا يتوانون عن الاعتداء على رجال الشرطة في حال سوّلت لهم أنفسهم إزاحتهم عن الطريق.

مصطفى حمدي (42 سنة) يعرّف نفسه بأنه واحد ممن يمضون ربع ساعات العمل معلّقين على «كوبري 6 أكتوبر» ويقول إنه من واقع خبرته المزمنة رأى بعينه كيف تعود إشغالات الطريق إلى مكانها قبل أن يدير الضباط وجنود المرور ظهورهم، وهو ما لا يراه الرئيس مرسي في رحلة الذهاب والعودة من «قصر الاتحادية» إلى بيته في التجمع الخامس المتاخم لحي مصر الجديدة.

وأضاف بأسى: «لكن أخشى أن أبلغ سن التقاعد أو توافيني المنية قبل أن يرى الرئيس الشوارع الأخرى الواقعة خارج الـ60 % التي يمر فيها».

ويبدو أن الغالبية المطلقة، كما قالت «الحياة»، من المصريين ترتاد نسبة الـ40% المتبقية حيث تتصل العقد المرورية مع بعضها بعضا في تشكيل واحد تقف فيه مصر على «قلب رجل واحد»، وكل في «محبسه» الذي يسير على أربع.

واعتبروا عمرهم الذي يضيع هدرا جلوسا في السيارة أو وقوفا في الباص أو محشورا في الميكروباص مدعاة لانتقاد الحكومة وبرنامج الـ«100 يوم».

أحدهم يحذر من أن «استمرار العمل في محور المرور بهذا الشكل سيؤدي بنا إلى الجلوس في البيت في حال نجح الرئيس فيه بنسبة 100%».

وطالبت أخرى بمن يسعفها بخريطة توضح شوارع وميادين الـ60% المحققة لأن عمرها يهدر في الـ40 % المصابة بالشلل.