لطيفة: الثورات العربية لم تحقق إلا 10% من أهدافها (حوار)

كتب: محسن محمود الإثنين 29-10-2012 20:35

كشفت المطربة التونسية لطيفة عن أنها تحضر لإصدار ألبومها الجديد فى أعياد رأس السنة فى حالة استقرار الأوضاع السياسية بالمنطقة العربية، موضحة أن الأحداث التى مر بها العالم العربى تزيد من قدرتها على التحدى. وقالت لطيفة لـ«المصرى اليوم» إن الثورات العربية بلا استثناء تمت سرقتها، وإن من قاموا بها يجلسون فى بيوتهم، مؤكدة أنها غيرت 6 أغنيات فى ألبومها الجديد لأن الأذواق تغيرت بعد هذه الثورات.

لماذا أهديت تكريمك فى مهرجان الإسكندرية للأغنية إلى أرواح الشهداء؟

- شعرت بالسعادة لتنظيم مهرجان غنائى رغم الظروف الصعبة التى نعيشها حالياً، وهذا جعلنى فخورة بالمهرجان وبالتكريم، وهذا ليس غريبا على مصر، لأنها طوال تاريخها منبرا للحضارة والفنون والأدب والفكر، أما إهداء التكريم لروح الشهداء فسببه أننا أصبحنا نسرق الفرحة بسبب ظروفنا الصعبة، وتذكرت أثناء تكريمى مشهد استشهاد فتاة وهى تذاكر فى منزلها إثر إصابتها بطلق نارى، فالثوار للآسف تعرضوا للظلم حتى بعد موتهم، لأن الثورة لم تحقق أهدافها سواء فى مصر أو تونس أو سوريا أو اليمن، لذلك أشعر بظلم الشهداء، وأعتبر ما حدث انتكاسة لهذه الثورات.

وما سبب الانتكاسة من وجهة نظرك؟

- الثورات العربية تمت سرقتها، ومن قاموا بها يجلسون فى بيوتهم بلا عمل، حيث يوجد المئات فى سيدى بوزيد فى تونس يهددون بالانتحار الجماعى، لأنهم حتى الآن لم يحصلوا على حقوقهم، والليبين مازال عدد كبير منهم جرحى ولا يجدون من يقدم لهم العلاج، والآلاف فى سوريا مشردين على الحدود والوضع بها مأساوى، لذلك الثورات لم تحقق سوى 10% من أهدافها، كل هذا فضلا عما يحدث فى حفلات تونس وتعرض فيها شاعر للضرب فى أمسية شعرية، وكذلك تعرض الممثل لطفى العبد للموقف نفسه، والمطرب لطفى بوشناق تم منع فرقته من الصعود إلى المسرح، إلى جانب ما حدث فى مصر مع إلهام شاهين وعادل إمام.

هل تقصدين أن الإسلاميين هم السبب؟

- الإسلاميون منتشرون فى كل مكان، وهم فى النهاية مواطنون ويوجد نماذج كثيرة منهم جيدة، لكنى أعتبر ما حدث مجرد ظواهر فردية من متطرفين موجودين فى كل الشعوب العربية.

وهل الوضع فى مصر يشبه ما يحدث فى تونس؟

- الوضع فى مصر أقل وطأة بكثير، لأنها طوال تاريخها بها أحزاب معارضة، لكن فى تونس الوضع مختلف، وأنا حزينة على ما يحدث فى بلدى، خاصة لو انتزع من الدستور الجديد عدد من البنود لصالح المرأة، رغم أن تونس أول بلد عربى يخصص وزارة للمرأة، ويتم تحديد يوم لعيد المرأة، لكن تعرض إمرأة للاغتصاب فى هذا اليوم من أعوان شرطة شىء مخزٍ لنا جميعاً.

وما دور الفنان الحقيقى فى هذه الحالة؟

- يجب ألا يخاف أى فنان، ولا بد أن نمثل ونغنى ونلقى الشعر، خاصة أنه يفترض أننا نعيش عصر الديمقراطية وحرية الرأى وليس حرية الاغتصاب والقمع، وأعتبر ما يحدث سحابة وستمر، وكما قال أبو القاسم الشابى «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر«.

هل كل هذه الأحداث أثرت عليك كفنانة؟

- بالتأكيد أثرت، لكنها تزيدنى تحدياً ولن أنكر أننا نحبط أحياناً، لكن فى النهاية الشعوب العربية هى نبع الحضارة والفكر، ولا أحد يستطيع فرض سطوته علينا، لكنى أعيش فى حالة ضغط عصبى مستمرة، والمفترض ألا نستسلم.

ما حقيقة تغيير معظم أغنيات ألبومك الجديد بسبب الأوضاع السياسية؟

- بالفعل استبعدت 6 أغنيات من ألبومى الجديد، وسجلت أغنيات أخرى باللهجة التونسية، وتعاونت مع شعراء وملحنين مثل نصر الدين ناجى وأحمد فرحات، فبعد الثورات العربية الأذواق تغيرت، ولا بد أن نعبر عن ذلك من خلال الغناء بأفكار جديدة.

تعاونت فى ألبومك الجديد لأول مرة مع ملاك عادل ومحمد عبدالمنعم فهل ستقدمين أغنيات تشبه أسلوبهم؟

- سأتعاون معهم بأسلوبى الخاص، وسبق أن تعاونت مع زياد الرحبانى بأسلوبى، وكذلك مع نادر عبد الله ومحمد يحيى، وسيفاجأ الجمهور بأفكار مختلفة فى ألبومى الجديد.

هل الجرعة الوطنية فى الألبوم ستطغى على الألوان الموسيقية الأخرى؟

- الألبوم متوازن بين الأغنيات الرومانسية والوطنية، كما أننى شعرت بأهمية أن يضم الألبوم أغنيات تونسية تعاونت فيها مع الملحن التونسى محمد الجبالى، وكان من المفترض أن نتعاون منذ فترة طويلة.

بعد التغيير الذى حدث فى شكل سوق الغناء، هل تعاقدت مع شركة لتوزيع ألبومك؟

- تلقيت خلال الأيام الماضية 5 عروض من شركات إنتاج مصرية وعربية، لكنى لم أستقر على أحدها، وشكل السوق تغير بالفعل، لكن الشركات التى تمتلك قنوات قوية أصبحت لها الأولية فى التوزيع، رغم أن الإنترنت دخل بقوة خلال الفترة الماضية، لكن للأسف لابد أن يتم تطبيق حقوق الملكية الفكرية، خاصة أننى أنتج جميع أعمالى بنفسى ولا يوجد مردود مادى حالياً يعوض تكاليف الألبوم.

ولماذا لا تعتمدين على الأغنيات السنجل لتقليل التكاليف؟

- لا أحب هذه الطريقة، وأعوض ما أنفقه على الألبوم من خلال الحفلات اللايف التى أشارك فيها، وسبب استمرارى هو إيمانى برسالتى الفنية، ولا يوجد لدى أغلى من فنى، لذلك أى مليم أكسبه أنفقه على فنى.

تقدمين ألبومات بانتظام رغم اختفاء عدد كبير من مطربى جيلك، فهل تعملين وفق خطة مدروسة؟

- نعم، لكنها تتغير دائما وفقا للظروف السياسية والاقتصادية التى نعيشها، وأحاول أن أحسب خطواتى بدقة حتى فى اختياراتى الفنية.

هل حددت موعداً لطرح ألبومك الجديد؟

- انتظرت خلال العامين السابقين حتى تستقر الأوضاع لكن جمهورى على الإنترنت يطالبنى بالإسراع فى طرح ألبومى الجديد، لذلك قررت خوض المنافسة فى أعياد رأس السنة فى حال استقرار الأوضاع نسبياً فى المنطقة العربية.

ما حقيقة استعدادك لخوض تجربة التمثيل مرة أخرى؟

- بالفعل تلقيت مؤخرا أكثر من عرض، لكنى مازلت فى مرحلة القراءة، أنها عرض من المنتج أمير شوقى لنص الدكتور محمد رفعت، والثانى أتكتم تفاصيله حالياً، لكن لا صحة لاشتراكى فى مسلسل مع المخرج خالد يوسف، فلم أتلق أى عروض منه خلال الفترة الماضية.

وما شروطك فى أول عمل ستقدمينه فى الدراما التليفزيونية؟

- الجودة هى شرطى الأول، سواء فى الإنتاج والتصوير والإخراج وجميع عناصر العمل حتى يخرج المسلسل بشكل متكامل.