أعلن الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، مساء الإثنين، حصول الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والقمص رافائيل أفامينا، الراهب بدير مارمينا، والأنبا تواضروس، أسقف عام البحيرة، على المراكز الثلاثة الأولى، من بين المرشحين الخمسة، لتُجرى بينهم القرعة الهيكلية يوم الأحد 4 نوفمبر المقبل.
وكان أول اختيار وفقًا للقرعة الهيكلية من نصيب البابا كيرلس السادس، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وهو البطريرك الـ116، والذي أتى في المركز الأخير من بين المرشحين الثلاثة المنتخبين، فيما كان البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 ، ثاني من يتم اختياره بالقرعة، وكان حاصل على المركز الثاني من ضمن ثلاثة، وأُختير كبابا وفقًا للقرعة الهيكلية، في 31 أكتوبر عام 1971.
وكانت دائما ما تثير القرعة أزمة بين الأقباط، وأشار البعض إلى قصة رواها الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل، فى كتابه «خريف الغضب»، تُلفت بشكل أو بآخر إلى أن هناك شبه تدخل للدولة في اختيار البابا، وقص «هيكل» أن الرئيس محمد أنور السادات ووزير الداخلية حينها، كانا يميلان لاختيار البابا شنودة وجاءت القرعة به.
والقرعة تتم بعد التصفية قبل النهائية لخمسة من المرشحين، حيث يتم اختيار ثلاثة مرشحين فقط، وهم الأعلى أصواتًا، وتبدأ إجراءات القرعة بقداس للقائم مقام البطريرك، وهو الآن الأنبا باخوميوس، وتُكتب أسماء المرشحين الثلاثة في ثلاث أوراق بيضاء كبيرة متساوية وتوضع أمام الجميع قبل أن يتم لفها، ووضع كل منها في حلقة معدنية منفصلة، وستختم بالشمع الأحمر، ثم ستوضع في إناء زجاجي كبير على منصة مرتفعة.
ويُصطحب طفل صغير يتم اختياره من بين عدد من الأطفال المتقدمين لسحب ورقة واحدة من الإناء الزجاجي، ويكون مدون عليها اسم البابا الجديد.
«أيمن منير»، كان الطفل الذي اختار ورقة البابا شنودة عام 1971، يتذكر أبرز الاختلافات بين الاختيار كطفل، والاختيار كمنتخب، فقال: «الفرق كبير بين الاختيار كطفل لديه 6 سنوات وبين الاختيار كناخب عمره 47 عامًا، واكبر الاختلافات، شعوري بالإشفاق على البابا الجديد والمقارنة التي ستظل لفترة طويلة بينه وبين البابا شنودة، خاصة وأن البابا شنودة خدم لأكثر من 50 سنة 40 عامًا كبطريك و10 كراهب».
وأضاف: «اختياري لأكون الطفل الذي يختار ورقة القرعة الهيكلية، كان بالصدفة حيث لم تستطع عائلتي الدخول للكنيسة، والقائم مقام وقتها الأنبا أنطونيوس، وجدني أصغر الأطفال وجميع من في الكنيسة كبير، ففتحت لي الأبواب»، ويرى «منير» أن القرعة الهيكلية اختيار إلهي.
وقال «منير»: «تذكرت البابا شنودة وأنا أدلي بصوتي وأتمنى من الله التوفيق للبابا الجديد، وأن تسير الكنيسة على النهج الصحيح في الفترة القادمة»، متابعًا: «أتمنى من البابا الجديد ان يتسع أفقه للجميع، وأن يعمل على تصعيد الشباب ليكونوا أساقفة ورهبان، وأن يمنع الاستمرار في المناصب لفترات طويلة، ويسعى لربط الأقباط في المهجر بالأقباط في الداخل، وأن يعمل على التعامل بكياسة حيادية مع الدولة، ويعمل على إدارة أموال الكنيسة والشؤون الخاصة بها بنفسه أو أن يكون مراجع مستمر لها».
وتمنى من البابا الجديد ألا يلتفت لمحاولات المتطرفين من الأقباط والمسلمين، لمحاولة جر الكنيسة لأزمات وصدام، حسب قوله.