تحولت جنازة العميد محمد هاني، مفتش الأمن العام بشمال سيناء، الإثنين، إلى مظاهرة غضب عارم ضد نظام الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، وتعالت الصيحات المطالبة بالقصاص.
وشارك في الجنازة الآلاف من أهالي الإسكندرية، وقيادات بوزارة الداخلية، وصبوا غضبهم على النظام الحاكم، وطالبوا بإسقاطه، وهتفوا: «ارحل»، فيما خرج الجثمان وسط الحشود ملفوفًا بعلم مصر داخل سيارة، قبل أن يتم نقله إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بمنطقة المنارة.
وانفجر غضب زملاء الراحل من ضباط وقيادات الشرطة، لاغتياله على أيدي «الإرهابيين»، ورددوا عدة هتافات منها: «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«ارحل ارحل يا مرسي»، و«مرسي باطل»، و«لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و«الشعب يريد إسقاط الإخوان»، و«الشعب والشرطة إيد واحدة»، ورفعوا الكروت الحمراء لمرسي ولافتات بينها: «إنجازات الرئيس.. كل يوم شهيد»، للتعبير عن غضبهم من تكرار سقوط العشرات من رجال الشرطة شهداء دون أن يكون هناك قرار سياسي للتدخل الحاسم، للقضاء على البؤر الإرهابية.
قال اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، إن مديرية الأمن بالمحافظة أصرت على تنظيم جنازة عسكرية للشهيد قبل تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، موضحًا أن أسرة الضابط كانت ترفض تنظيم جنازة عسكرية، ولكن الواجب والقيم وإيمانا بالدور الوطني الذي كان يؤديه الشهيد، أصر اللواء أمين عز الدين، مدير الأمن، على ضرورة تنظيمها بمشاركة العديد من الضباط.
وحمّلت أسرة الشهيد الرئيس محمد مرسي المسؤولية عن مقتله، لأنه أطلق سراح الجماعات الإسلامية المتشددة من السجون، وأصدر عفوًا رئاسيًا لها، وتعمل على ترويع الأبرياء في سيناء.
وتحولت الجنازة العكسرية إلى جنازة شعبية بمشاركة عدد من القيادات السياسية، منها: أبوالعز الحريري، مؤسس التيار الشعبي بالمحافظة، الذي هتف ضد «الإخوان»، ووصفهم بالإرهابيين، ومحمد البدرشيني، القيادي الناصري، كما شارك عدد من شباب القوى والحركات السياسية وسط غضب عارم بين الضباط والجنود، الذين أقسموا بأنهم سيأتون بحق شهدائهم من الذين قتلوهم، فيما غاب عن المشهد محافظ الإسكندرية، ونائبه، وكل قيادات الأحزاب الإسلامية.
كان ملثمون أطلقوا النار على العميد محمد هاني، مفتش الأمن العام بشمال سيناء، في حي الخلفاء الراشدين بالعريش منذ يومين، ما أدّى إلى مقتله، وإصابة سائقه.