حذر مدير وكالة «أسوشيتيد برس» من أن فاضحي الأسرار الأمنية مثل إدوارد سنودن وغيره سيستمرون في تسريب أسرار الدولة علنًا لمصلحة العامة، رغم أن أي مجهودات «عنيفة» تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنع حدوث ذلك.
وقال جاري برويت إن واشنطن لا يمكنها التحكم في «مسار المعلومات الحتمي للإعلام»، في ظل كشف «سنودن» عن برامج المراقبة السرية في الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضاف أن «إدارة أوباما أوضحت أنها ستتبع بعنف مسربي المعلومات وفاضحي المستندات السرية، ولكنني أرى أنه من المحتم وجود مثل هؤلاء، لوجود كثيرين ممن لهم حق الدخول على المعلومات السرية».
وأوضح أن إدارة أوباما «لاحقت مسربي المعلومات كما لم يحدث من قبل، وأظن أن الأمر أصبح أكبر مما كان متوقعًا».
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن تصريحات مدير وكالة «أسوشيتيد برس» جاءت بعد الانتقادات الشديدة التي وجهت إلى الإدارة الأمريكية، بسبب امتلاكها سجلات هواتف مراسلين وملاحقة محررين تابعين لـ«فوكس نيوز» جنائيًا لنفس السبب.
كانت وزارة العدل الأمريكية قد استهدفت سجلات حوالي 20 خط تليفون لمراسلي «أسوشيتيد برس» ومحرريها بشكل سري في أبريل ومايو، في محاولة لاكتشاف مصدر المعلومات المسربة بشأن اعتداء بالقنابل في اليمن.
وقال «برويت» إن ما يحدث يهدد سجل أمريكا بشأن كونها «منارة حرية الصحافة في العالم»، موضحًا أنه «لحسن الحظ قال الرئيس الأمريكي والنائب العام إنهما لا يخططان لمحاكمة الصحفيين، لأنهم قاموا بعملهم، ونحن نعتقد أن هذا ما يجب أن يكون القانون، والنظام، وليس فقط تصريحات يعربون عنها».
ورأى مدير «أسوشيتيد برس» أن «هناك مشكلة في حرية الصحافة في الولايات المتحدة، التي ترى أن لديها حرية تعبير وصحافة قوية، لكن في هذه الحالة يصعب تصديق ذلك، ونعتقد أنه من المهم ألا تصبح الولايات المتحدة مثالا للدولة التي تتحرش بالصحفيين وتلاحقهم».
وقال إن «الأمر أصبح أكبر من القصص المحرضة، مثل ما حدث مع سنودن، إلى المصادر المحتملة للكشف عن القصص الروتينية التي يمكن أن تصبح حديث الصحافة، فلا أحد يريد أن تصبح سجلات هاتفه مرتبطة بالأمن، ولا معنى للاحتفاظ وامتلاك مثل هذه المعلومات لدى الحكومة».
من ناحية أخرى، قالت «جارديان» إن الولايات المتحدة «تتعثر» لإيجاد إدوارد سنودن، فيما انتقدت الصين للسماح له بالمغادرة، خاصة أن مكانه الآن أصبح غير معلوم. وقالت إن البيت الأبيض أعلن عن توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين على خلفية هروب سنودن.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الولايات المتحدة بالكاد تنجح في إخفاء غضبها من طريقة تهريب سنودن من هونج كونج، رغم وقف جواز السفر الخاص به والإبلاغ عن كونه مطلوب أمنيًا، بعد توجيه تهمة «الخيانة» له.