الصحافة الأجنبية تنتقد «تجنّب» مبارك الرد على شائعات التوريث فى خطابه

الإثنين 02-11-2009 00:00

اهتمت الصحافة العالمية بتغطية المؤتمر السنوى للحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم، وسط تساؤلات عن مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية 2011، وإذا ما كان سيتم توريث السلطة فى مصر، وانتقدت الصحافة العالمية تجاهل الرئيس الرد على شائعات التوريث، مشيرة إلى اكتفائه بدعم القيادات الشابة فى الحزب دون التطرق للحديث عن نجله جمال، أمين عام لجنة السياسات بالحزب الوطنى.

قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن مؤتمر الحزب بدأ وسط ما وصفته بالمعارضة «غير المسبوقة» لقضية التوريث، مضيفة أنه لم يحدث من قبل أن تحدث المقربون للنظام الحاكم عن ضرورة وجود «بدلاء» لشغل منصب الرئيس، لافتة إلى أن مثل تلك الآراء تشير إلى قلق البعض، من أن يكون نجل الرئيس غير «مستعد» لرئاسة الدولة العربية الأكثر شعبية فى المنطقة، على حد وصف الوكالة.

وأضفت الوكالة فى تقريرها، أمس، أنه رغم أن الرئيس مبارك لم يتحدث عن التوريث فى خطابه الافتتاحى أمام المؤتمر، إلا أنه حرص على نفى أى «انفصال» بين الجيل القديم والأجيال الجديدة، وأثنى على أداء القيادات الشابة داخل الحزب وما وصفه بـ«برنامج الإصلاح الطموح بقيادة جمال مبارك».

قالت الوكالة إن انقسام الأجيال بدا واضحاً خلال المؤتمر، الذى كان غالبية حضوره من الحرس القديم، الذى اختلط بالجيل الجديد من مؤيدى جمال مبارك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، يتمتع غالبيتهم بأناقة ملحوظة و«مسلحون» بالهواتف الذكية.

ووصفت طرح أسماء رئاسة مثل عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، وعمر سليمان، مدير المخابرات المصرية، ومحمد البرادعى، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأنه خطوة «مهمة»، مضيفة أن جميعها أسماء غير متوقع لها الفوز فى سباق الرئاسة المقبل، مشيرة إلى تركز السلطة فى شخص الرئيس مبارك، القائد العام للقوات المسلحة، واصفة آلية اتخاذ القرار فى مصر بـ«غير المعروفة».

وألمحت «أسوشيتد برس» إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة للتوريث يشير إلى عدم خوض الرئيس مبارك الانتخابات الرئاسية المقبلة ليترك المجال مفتوحاً أمام ترشح نجله جمال، بينما يتوقع السيناريو المقابل ترشح «مبارك» لفترة ولاية سادسة يمهد فيها لنجله بشكل أكبر.

كما أشارت الوكالة إلى رؤية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل التى نقلتها «المصرى اليوم» بتشكيل مجلس للدولة يشرف على انتقال السلطة للأجيال الجديدة لتعديل الدستور، ليعمل أعضاء المجلس على إعادة بناء الدولة، لافتة إلى تصريحات الإعلامى عماد الدين أديب لإحدى الصحف اليومية التى طالب من خلالها الرئيس مبارك بعملية أكثر انفتاحاً لانتقال السلطة.

وفى سياق متصل، قالت إذاعة «بى. بى. سى» البريطانية إن خطاب الرئيس مبارك، الذى استمر حوالى ساعة كاملة، لم يقدم أى إجابة على ما وصفته بالسؤال «الأهم» الذى يسيطر على المشهد السياسى فى مصر، فى الوقت الحالى: «من سوف يخلف الرئيس مبارك؟»، كما أن الخطاب لم يرد على الشائعات التى تتردد حول توريث السلطة، بينما وعد بالمزيد من الإصلاحات الداخلية، معلناً عن خطط الحزب لتطوير نظام الرعاية الصحية، والتعليم، والنقل.

وأضافت الإذاعة البريطانية، فى تقريرها أمس، أن خطاب الرئيس مبارك لم يتطرق للانتخابات الرئاسية، واكتفى بالحديث عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، واعداً الشعب المصرى بإجراء انتخابات تتمتع بالتنافسية والحرية والنزاهة، كما لفتت إلى آراء محللين تؤكد تعرض الرئيس المصرى لضغوط أمريكية من أجل القيام بإصلاحات ديمقراطية.

وقال مراسل الـ«بى. بى. سى» فى القاهرة إن الحزب الوطنى يظهر حساسية تجاه ادعاءات البعض بأنه ينحاز للصفوة، وأن سياساته الاقتصادية الأخيرة فشلت فى مساعدة الفقراء، مضيفاً أنه رغم نفى مبارك ونجله جمال رغبتهما فى التوريث فإن التوقعات تشير إلى رغبة الرئيس فى تسليم السلطة لنجله جمال.

أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فوصفت المؤتمر السنوى للحزب الوطنى بأنه فرصة للشعب المصرى لـ«التدقيق» فى شخصية جمال مبارك، الذى تشير كل التوقعات إلى تحضيره لخلافة والده، لافتة إلى أن الرئيس مبارك لم يسبق له أن رشح أحداً لخلافته، فضلاً عن عدم تعيينه نائباً له.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن «مبارك» أحكم قبضته على البلاد طوال 28 عاماً من «الحكم العسكرى»، إلا أن ظهور «جمال» بشكل لافت دعم التخمينات بأنه سوف يتم توريث السلطة للأمين العام للجنة السياسات بالحزب الوطنى.

كما أبرزت الصحيفة الدور الذى لعبته الأمانة العامة لسياسات الحزب التى يترأسها «جمال» فى تشكيل سياسات الدولة، مشيرة إلى تصعيد الدور السياسى عض أعضاء اللجنة لشغل مناصب وزارية، وتابعت «وول ستريت جورنال» أن أجندة المؤتمر سوف تركز على الانتخابات البرلمانية المقبلة، لافتة إلى فوز جماعة الإخوان المسلمين بـ20٪ من مقاعد البرلمان فى انتخابات 2005.

وقالت الصحيفة إن الحزب أوكل مهمة تجديد صورته إلى جمال مبارك، وهو ما مكنه من وضع بصمته على الحزب، وبناء قاعدة قوية خاصة به، مضيفة أن جمال حاول تجديد الحزب من خلال لعب القيادات الشابة دوراً أكبر داخله، مشيرة إلى حضور الأمين العام للجنة السياسات للمنتديات العامة، وتواصله مع الشباب من خلال الشبكات الاجتماعية الإلكترونية مثل «فيس بوك» و«فليكر» وموقع «يوتيوب» الشهير.