البيان الختامي لـ«دول حوض النيل» يطلب من مصر الاقتداء بالسودان في أزمة السد

كتب: متولي سالم, مصطفى عاشور الجمعة 21-06-2013 15:04

طالب البيان الختامى لوزراء مياه حوض النيل الصادر، مساء الخميس، مصر بالعودة مرة أخرى إلى مبادرة «حوض النيل» وممارسة نشاطها أسوة بـ«الخرطوم» لحل النزاعات والخلافات القائمة بين دول المنبع والمصب، بعد أن أوقفت مصر والسودان المشاركة في تمويل ميزانية المبادرة، لحين الوصول إلى آلية قانونية جديدة للتعامل في ظل التوقيع المنفرد على اتفاقية عنتيبي.

وشهدت الجلسة الختامية لاجتماعات مجلس وزراء مياه النيل، تسلم «جوبا» رئاسة الدورة الجديدة للمجلس الوزاري، طبقًا للحروف الأبجدية، كما شهدت الاتفاق على خطة عمل مبادرة حوض النيل للتعاون بين دول الحوض خلال العام المالي الجديد 2013-2014.

وتجاهل البيان الختامي لاجتماع دول حوض النيل أزمة «سد النهضة» الإثيوبى، كما رحب بعودة السودان إلى مبادرة حوض النيل مرة أخرى بعد فك تجميد أنشطتها بمبادرة الحوض والمتوقفة منذ يونيو 2010، عقب توقيع دول منابع النيل على اتفاقية «عنتيبي».

من جانبها، أكدت مصادر سودانية أن تأجيل توقيع «جوبا» على الاتفاقية الإطارية المعروفة باتفاقية «عنتيبى» إلى موعد لم يتم تحديده بعد، يرجع لوجود مشاكل قانونية لديهم.

وأشارت المصادر إلى أن وزارة العدل في جنوب السودان ستدرس هذه المشكلة، ومن ثم عرضها على مجلس الشعب لديهم قبل أن يتم التوقيع عليها، وذلك لقناعتهم بأنها السبيل الوحيد والأفضل للتعاون بين دول حوض النيل.

فيما حثّت إثيوبيا، الجمعة، دول حوض النيل بالتصديق على الاتفاقية الإطارية المعروفة باتفاقية «عنتيبي»، والتي تم توقيعها في عام 2010، ورفضتها القاهرة والخرطوم والكونغو لتهديدها الحصص المائية لهم.

واعتبر خبراء تأجيل توقيع حكومة جنوب السودان على اتفاقية «عنتيبي» تنم عن نضج سياسي ورغبة لحكومة جوبا بلعب دور محوري في المنطقة، بالإضافة لكونه خيارًا يُبقي على مصالح الجنوب مع كل الأطراف.

وقال الدكتور هاني رسلان، الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام لـ«المصري اليوم»، إن ما فعلته حكومة جنوب السودان هو تصرف عقلاني ويدل على نضج سياسي.

وأضاف «رسلان» أن «جوبا» لن تكسب شيئًا من التوقيع وستخسرعلاقتها مع مصر، التي تمثل دعمًا لها، موضحًا أن هذا تصرف رشيد ويفتح الباب لأن تلعب دولة الجنوب دورًا كبيرًا في الفترة المقبلة.

ومن جانبه، أكد الدكتور نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، أن دول المنبع تمثل أغلبية وأن توقيع دولة جنوب السودان لن يغير شيئًا سياسيًا، لكن توقيعها يعطيها مصداقية ودورًا أكبر للعب الوسيط بين مصر وإثيوبيا والسودان الشمالي.

وكانت «جوبا» أجلت توقيعها على اتفاقية «عنتيبي»، فيما قال أيمن الجمال، سفير مصر لدى «جوبا»، في تصريحات صحفية، إن دولة جنوب السودان، التي تسلمت رئاسة مبادرة حوض النيل، لم تعلن توقيعها على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، كما أنه لم تتم مناقشة موضوع «سد النهضة» الإثيوبي خلال الاجتماع الوزاري.

وأضاف أن الجانبين المصري والإثيوبي لم يناقشا على هامش الاجتماع أزمة «سد النهضة»، مشيراً إلى أن هناك إجماعاً على أن المشاورات التي عقدت مؤخراً بين «القاهرة» و«أديس أبابا» كانت خطوة إيجابية وتعد بداية لعقد مشاورات في وقت لاحق تعمل على إنهاء الأزمة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.