صُناع «الركين» و«نظرية الجوافة» و«كيكا عالعالي» يدافعون: تجديد الأسماء مطلوب

كتب: أميرة عاطف الثلاثاء 18-06-2013 21:08

يعرض فى شهر رمضان المقبل عدد كبير من المسلسلات التي تحمل أسماء غريبة، مثل «الركين»، «نظرية الجوافة»، «كيكا على العالي»، و«موجة حارة»، وتحاول «المصرى اليوم» الكشف عن سبب غرابة أسماء بعض مسلسلات رمضان، وهل يؤثر ذلك على نجاحها أم لا، خاصة أن الكثير من المشاهدين يؤمنون بنظرية «المسلسل بيبان من عنوانه».

قال المخرج جمال عبدالحميد، مؤلف مسلسل «الركين»: «لا أعتقد أن اسم (الركين) غريبًا لأنه يعبر عن مهنة طفيلية ظهرت في المجتمع وكان لها أكثر من اسم، فالناس العاديون يسمونه (المنادي) وأصحاب المحال والحرف يسمونه (السايس) وأصحاب مكاتب وسط البلد يسمونه (الركين)، ومن سيتابع المسلسل سيكتشف أن (الركين) كلمة تنطبق على الأحداث لأنني لا أقصد بها الاسم فقط ولكني أقصد حالة الكساد و(الركنة) التي يعاني منها الشعب المصري».

وأضاف «عبدالحميد»: «استلهمت الاسم من الشارع وأعتقد أن هذا الاسم ليس شاذاً ولكنه متداول والمقصود به من يركن السيارات، وقبل اختيار الاسم نزلت الشارع وبحثت عن هذه المهنة وتفاصيلها، وقررت إصدار سيناريو هذا المسلسل في كتاب يحمل نفس الاسم».

وقال المخرج مدحت السباعي، مؤلف مسلسل «نظرية الجوافة»: «إذا كان الاسم مرتبطاً بالعمل ويعبر عنه فإن ذلك يؤكد أن الاسم ليس غريباً، وكم من مسلسلات تكون أسماؤها غريبة وبعد ذلك تصبح من الأسماء الثرية وهذا ينطبق على الروايات أيضا فمثلاً إحسان عبدالقدوس له رواية اسمها «لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص» وله رواية أخرى اسمها «لا أنام» لكن عندما نقرأ الرواية نجد المغزى في الأحداث وإننا لا نستطيع أن نفصل الاسم عن الأحداث».

وأضاف «السباعي»: «بالنسبة لتجربتي في (نظرية الجوافة) فإن الاسم مستوحى من القصة التي يظهر فيها أن شجرة الجوافة مثل أي شجرة تطرح ثماراً طيبة وأن الناس دائماً تمطرها بالحجارة، ولو كانت هذه الشجرة لا تثمر لن ينظر لها أحد وهذا ما أريد أن أقوله، فجميع الفاشلين في المجتمع دائماً يحاربون الناجحين لكي يعيشوا على محاربتهم».

وأكد أنه «ليس من الطبيعي ألا يكون الاسم دائماً مكرراً وكون (نظرية الجوافة) عنواناً مدهشاً فإن هذا شىء جيد»، موضحاً أنه «من المنطقي أن يكون الفنان مجدداً لأن التجديد نوع من الإبداع».

وتابع: «الاسم أحيانا يأتي للمؤلف أثناء الكتابة وأحيانا يكتبه في البداية وفي بعض المرات يتم تغييره أثناء التصوير وفي كل الأحوال من الأفضل أن يكون الاسم معبراً عما يتم تقديمه في العمل الفني، وأعتقد أنه من المهم في العمل القيمة التي يقدمها والاسم سيفرض نفسه طالما العمل جيداً، والزمن نفسه يفرض علينا أسماء وكلمات كما أن اللغة نفسها تتغير».

وقال السيناريست حسام موسى، مؤلف مسلسلي «كيكا على العالى» و«العقرب»: «بالنسبة لاسم مسلسل (كيكا على العالي) فإنه مأخوذ من اسم لعبة شعبية وأنا أردت استغلالها لأنها لم تطرح من قبل، والاسم مناسب تماماً لما أريد أن أقوله فى المسلسل، وقد اخترته منذ اليوم الأول لكتابة السيناريو لأنني أبدأ أحداثه بأطفال يلعبون هذه اللعبة في الشارع».

وأضاف «موسى»: «لو الاسم له تأصيل داخل الدراما حتى لو كان غريباً فإنه يكون جميلاً، وبالنسبة لاسم العمل فأنا أقصد به أن الناس الذين يصلون إلى مناصب عالية في المجتمع فإنهم يكونون بعيدين عن القانون إلى حد ما، لكن اختيار اسم غريب لمجرد غرابته وإثارة تساؤل فإن ذلك يكون بمثابة خدعة وهو أمر غير مستحب».

وأشار إلى أن مسلسل «العقرب» في البداية كان اسمه «العراب»، وهو المقصود به الشخص الكبير أو «البيج بوس» لكن عندما أعلن الفنان عادل إمام أنه سيقدم مسلسل «العراف» تم تغيير الاسم حتى لا يكون هناك تشابه بينهما، موضحًا أنه استقر على اسم «العقرب» لأن له مغزى وهو أن «قرصة العقرب والقبر».

وتابع: «أعتقد أن تغيير الأسماء في مسلسلات رمضان المقبل يرجع إلى أن الدراما نفسها تغير دمها من حين لآخر، وهذا نتيجة ظهور جيل جديد من المؤلفين يحاولون التغيير في تناول الموضوعات وتغيير الأسماء بما يواكب الواقع الذى نعيشه لأن الدراما القديمة كان فيها أسماء صعبة لا نستطيع أن نستخدمها حالياً مثل (هارب من الأيام) و(الضحية) وجاء بعد ذلك جيل أسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء، وابتكر أسماء جديدة مثل (ليالى الحلمية) و(لما التعلب فات) و(الشهد والدموع) و(الضوء الشارد) وهذه الأسماء كان وقعها أخف من أسماء المسلسلات القديمة، وفي النهاية أهم شىء أن يكون الاسم يعبر عن قصة العمل».

وقال الناقد طارق الشناوي: «أعتقد أن أي اسم يحتاج إلى التشكيل يعد ضعفاً وعيباً فيه، ونحن طوال تاريخنا الدرامي سواء السينمائي أو التليفزيوني كانت لدينا أسماء غريبة مثل (أبي فوق الشجرة) فالمفترض أن الذي فوق الشجرة هو القرد، وفي الثمانينيات كان لدينا مسلسل (أنا وأنت وبابا في المشمش) ووقتها كان العنوان صادماً ومختلفاً عن كل الأسماء التقليدية».

وأضاف «الشناوي»: «ليس هناك عنوان ينقذ عملاً أو يدمره، فمثلاً يسرا في مسلسلها (نكدب لو قلنا ما بنحبش) الذي كان اسمه في البداية «إنهم لا يأكلون الخرشوف» كانت تحاول تغيير الاسم لأنها تعتقد أن الاسم سيلعب دوراً إيجابياً أو سلبياً في المسلسل وهذا ليس حقيقياً، لأن علمياً الاسم لابد أن يكون فيه غموض محبب، لكن هذا ليس معناه أن يكون فيه خدعة، بل المطلوب أن يكون به سراً معيناً يجعل المشاهد في حالة تفكير، وبعد ذلك من الممكن أن يتسبب اسم العمل فى كسب ضربة البداية لكن هذا لا يضمن استمرار نجاحه وجذب الجمهور».

وأكد أنه من الممكن أن يحدث العكس وأن يتصور المشاهد أن وراء اسم المسلسل مغزى ضعيفاً ولكن بعد مشاهدته يجده عملاً متميزاً، موضحاً أن مسلسل «ويأتي النهار» مثلاً تم تغييره إلى «ربيع الغضب» ولكن كلا الاسمين لم يغير أحدهما في التفاصيل أو الأحداث ومن سيشاهد المسلسل سيجده ينتهي بقيام الثورة لكن الجمهور لا يريد ذلك بل يريد أن يعرف الجديد الذى سيحدث بعد ذلك.