حسين فهمي: 25 يناير كانت البروفة والثورة في «30 يونيو»

كتب: سعيد خالد الثلاثاء 18-06-2013 17:52

يرفض حسين فهمى الوقوف على يمين النظام فالولد الشقى يعشق الوقوف على يسار النظام دائما.. يمتلك رؤى سياسية وفنية واضحة ودخل بسببها فى معارك طويلة الأمد. حسين فهمى ابن العائلة الثرية يؤكد فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن 25 يناير كانت بروفة لثورة أكبر وأن الإخوان أثبتوا فشلهم سريعا.. وأن وزير الثقافة جاء لتنفيذ مخطط لتدمير الثقافة والفنون المصرية.. وأن الرئيس مرسى وجماعته أجهضوا أحلام المصريين وأضاعوا فرحتهم وأن التغيير قادم لا محالة.وإلى نص الحوار:

■ لماذا تأخر تعاونك مع عادل إمام 21 عاما من مشاركتكما معا فى فيلم «اللعب مع الكبار»؟

- بعد تجربتنا المميزة فى فيلم «اللعب مع الكبار» وحالة الانسجام التى قدمناها فى رواية مشوقة للكاتب وحيد حامد كان ضروريا أن نجتمع فى تجربة أخرى وأعترف أنها تأخرت طويلا حتى كتب يوسف معاطى روايته «العراف» ونقدم خلالها دورين متميزين يحركان الأحداث وأتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع.

■ وما الجديد فى تجربة «العراف»؟

- الجديد فى الشخصيات ونحن نحاول الاجتهاد فى الأداء وتقديم شىء يثير المشاهد، وهذه هى تجربتى الأولى مع المخرج رامى إمام واكتشفت فيه التميز والخبرة، وهو كمخرج لديه رؤية عبقرية وصورة مبهرة، إضافة إلى أنه مواكب للتكنولوجيا ويستخدم كاميرات عالية الجودة.

■ وماذا كانت شروطك لقبول العمل؟

- إطلاقا، لم تكن لى أى شروط.

■ وهل خلافاتك مع عادل إمام وراء تأخر هذا التعاون؟

-ما تردد حول وجود خلافات بينى وبين وعادل إمام لا أساس له من الصحة فنحن تجمعنا صداقة وعلاقة ود وزمالة أكبر من أى خلاف.

■ وماذا عن مسلسلك الآخر «الشك»؟

- رواية مختلفة نتطرق من خلالها للمرة الأولى دراميا لمناقشة قضية الحامض النووى فى إثبات النسب، فى إطار درامى اجتماعى مثير جدا ومناسب لرمضان، والعمل يضم شخصيات متميزة جدا وغنية فى مشاعرها وأعتقد أن رغدة وصابرين ومى عزالدين سيفاجئن الجميع، وأقدم فيه دور رب أسرة فقير، أحيانا يكون هادئا وآخر فى منتهى العنف، يحاول كشف العلاقات داخل عائلته ونتيجة أحداث معينة يبدأ رحلة الشك فى نسب ابنته إليه.

■ ولماذا تأجل عرض مسلسلك «حافة الغضب» للعام الثانى؟

- العمل مؤجل لأجل غير مسمى لأنه مكون من جزأين كل منهما 15 حلقة صورنا منهما جزءا واحدا فقط ويتبقى الجزء الثانى وهو من إخراج حسنى صالح وتأليف محمد الصفتى ومحمد سليمان.

■ فى رأيك متى سنتخلص من فكرة الموسم الدرامى الواحد؟

- فكرة خاطئة وطالبت بتعديلها منذ 10 سنوات، وللأسف الوكالات الإعلانية هى صاحبة هذا القرار وتحصر بيع المسلسلات على شهر رمضان فقط وهو شىء فى منتهى الخطورة لأننا نعمل على مدار 11 شهرا لنعرض فى 30 يوما فقط والأعمال لا تتم متابعتها فى ظل وجود 60 مسلسلا و40 توك شو بالإضافة إلى العبادات المرتبطة بالشهر الكريم، لذلك أنادى بضرورة خلق موسم درامى آخر فى فبراير أو منتصف العام حتى يظل المسلسل المصرى متواجدا على الشاشة طول العام.

■ ما المشاكل التى تعانيها الدراما المصرية؟

- للأسف الشديد الأسواق أصبحت رافضة للمسلسل المصرى، سعر البيع والشراء انخفض بسبب خروج التليفزيون المصرى من السوق لأن المنتجين كانوا يعتمدون عليه كمصدر رئيسى لعرض أعمالهم ولدى أمل أن الصورة سوف تتحسن فى السنوات القادمة، وبالنسبة للنصوص والإمكانيات والمعدات لا توجد لدينا مشاكل فيها، فنحن نمتلك أكبر قاعدة من الفنيين والفنانين والمخرجين ومديرى التصوير فى الشرق الأوسط، لكن السبب فى تميز العمل التركى أن فكرهم متحرر ويصورون فى أماكن طبيعية ومبهجة وسعرهم الرخيص ساعدهم فى التفوق علينا، بالإضافة إلى مساندة الدولة لهم ومنحهم تسهيلات وهو ما نفتقده.

■ وكيف ترى وضع الإنتاج الدرامى الحكومى؟

- الإنتاج الحكومى فاشل ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى العالم بداية من تولى الحكومة الإنتاج الفنى السينمائى من خلال شركات القطاع العام وفشلها فى توزيع أفلام ظلت حبيسة الأدراج ولم تر النور حتى الآن، وأتذكر بعد عودتى من دراستى فى أمريكا بدأت العمل مع القطاع العام استمعت لكلمة استفزتنى جداً وهى «فيلم ما لوش صاحب» لذلك فأنا ضد هذه الفكرة وأشجع دائما الإنتاج الخاص الذى يعرف جيدا كيف يقوم بتسويق أعماله وبيعها.

■ وفى اعتقادك ما هو سبب تقلص الإنتاج هذا الموسم؟

- السياسة الفاشلة سبب تراجع الدراما وفشل الاقتصاد والتعليم والصحة، الإنتاج شبكة متماسكة وقطعه قماش عندما تحترق تتفكك وتسقط الدولة بأكلمها..

■ ومتى يعود حسين فهمى إلى السينما؟

- لا أقرأ أى سيناريوهات سينمائية وإن كنت أرى أنها فى تطور وتطرح أفكارا شبابية بتكنولوجيا متطورة تمنح المخرجين قدرة أكبر على الخيال، لأن السينما ليست مجرد تمثيل أو نصوص فقط ولكنها صورة جميلة وإحساس عال ومزيكا تترجم حالة الفيلم مما يشعر المشاهد براحة نفسية، وأؤكد أن صناعة السينما قوية ولا يعنى عدم تحقيق الأفلام إيرادات أنها ضعيفة إطلاقا لكنها ظروف البلد الصعبة.

■ وما هو تقييمك لحال المسرح فى الفترة الأخيرة؟

- خسارة.. المسرح انتهى فى مصر بعدما احترق المسرح القومى وتوقف المسرح الخاص، وللأسف الأمل ضئيل فى عودته حتى إذا تحسنت الأمور الاقتصادية فلن يعود لأن الجمهور يبحث عن الحديث وكلما تطورت التكنولوجيا انهزم المسرح أمامها.. ومع وجود التوك شو اليومى على الفضائيات أصبح الجمهور فى غنى عن المسرح لأنه يرى وجبة قوية لايف فى جميع المجالات طبخ وترفيه ورياضة وسياسة وفن أصبح الشخص يتابع العالم وهو جالس فى منزله فلماذا إذن يذهب للمسرح؟

■ ما هو تقييمك للدعاوى القضائية التى تلاحق بعض المسلسلات عقب عرض إعلاناتها؟

- المنتمون للتيارات الدينية يحاربون الفن بجميع أشكاله منذ زمن لدرجة أنهم كفروا محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، لكن دون أى تأثير لذلك لا أخشاهم، وهو ثأر قديم لكن الموضوع تزايد هذه الأيام بعد وصولهم إلى سدة الحكم واعتقدوا أنهم سيطروا على كل شىء لكنه الوهم وسنتصدى لهم بمنتهى القوة بدليل ما يحدث الآن أمام وزارة الثقافة.

■ كيف ترى الوضع الحالى أمام وزارة الثقافة وتعامل النظام مع المبدعين؟

- أزمة كبيرة وما نتعرض له أكبر دليل على أن هذه الجماعة تريد تغييب العقول وعودتنا إلى الخيام والكهوف بعد النهضة التى وصلنا اليها على جميع المستويات الثقافية العربية والدولية، سياستهم تكفر وتسىء للفنون ولم أتصور أن يأتى اليوم الذى يردد فيه البعض أن فن البالية يثير الغرائز ما هذا الجهل؟ فهو دليل على جهل ومرض تعانيه هذه العقول وعندما يأتى علاء عبدالعزيز ويتحدث عن الفساد هل معنى ذلك أنه المسيح المنتظر القادم لتصليح الكون؟ فلينظر إذن لفساد أعضاء مجلس الشعب المنحل من الإخوان الذين يتقاضون رواتبهم حتى الآن، والشعب هو الذى يدفع ثمنها من الضرائب، لذلك عندما نجد البعض يرفضون دفع الضرائب أقول «عندهم حق» لأن النظام غير عادل وتسبب فى نشر الفساد، هل تتخيل أن ميزانيه رئاسة الجمهورية زادت 100 مليون جنيه بسبب الرواتب والسفريات فهذه فلوسك وفلوسى وليست فلوسهم وطبيعى أن يثور الشعب ونحتل وزارة الثقافة ونعتصم داخلها لأنها وزارتى أنا وليست وزارة الإخوان.

■ فى رأيك ما الهدف من تعيين وزير الثقافة؟

- تدمير الثقافة، والأوبرا، هل يتخيل أحد أن يقام فى مثل هذا المناخ مهرجان القاهرة السينمائى الدولى «للكفار» على حد قولهم، أو مهرجان لسينما الطفل، إذا كان أول قرار له كان تغيير اسم مكتبة الأسرة وكان مسمى الأسرة قبيحا، فالإخوان جاءوا لينتقموا ويقولوا للجميع: نحن نأمر ولا يحق لأحد أن يعترض علينا، ما هذا الانحطاط الذى أصبحنا عليه، ألفاظ فى منتهى البذاءة على محطات المفترض انها دينية تصدر من اشخاص فى منتهى الانحطاط الاخلاقى وطبعا يصاحبه انحطاط ثقافى وتعليمى وصحى انهيار كامل، وهذه ليست مصر التى نحلم بها ولا لهذه الأسباب خرجنا بثورة، لا عدالة ولا حرية ولا عيش ولا بوتاجاز ولا بنزين ولا كهرباء وفى النهاية تطالبنى بدفع الضرائب وأنا لا أحصل على خدمة، لماذا أدفع أموالا لشخص يستغل البلد لمصالحه وأهوائه، أنا فى حاله ثورة عنيفة.

■ بصراحة هل يمكن أن تقبل منصب وزير الثقافة فى حكومة الإخوان؟

- لا طبعا، لن أتعامل مع الإخوان، وطلب منى مؤخرا الظهور بأحد برامج التليفزيون المصرى وقلت لهم آسف هذا تليفزيون الإخوان وأنا مواطن حر، إعلام مرتعش يقطعون الإرسال عن الضيف ويحذفون من التسجيلات ما يريدون وهذا نتيجة ضعفهم، وامتنعت أيضا عن شراء الصحف القومية لأنها أصبحت جرائد إخوانية.

■ وماهى رؤيتك لوضع مصر الخارجى فى عهد الإسلاميين؟

- وضع سيئ جدا خارجيا، زياراته لم تأت بنتائج إيجابية و«محدش» فاهم حاجة وما يحزننى أن كل ذلك باسم الدين، أصدقائى فى الدول العربية يقولون لى «إيه المصيبة اللى انتوا فيها» هذه مصر أم الدنيا التى تحترمها كل الدول، العالم الآن يرى مصر دولة ترعى الإرهاب بسبب د. مرسى الذى خرج على الهواء ليطلب من خاطفى جندونا أن يحافظوا عليهم.

■ وكيف قرأت أزمتنا مع إثيوبيا بسبب سد النهضة؟

- سد النهضة سيقام وكل شعب من حقه رعاية صالحة، وطبعا شىء متوقع من وزير رى مغيب أن يخرج فى الإعلام ويقول إنه عرف من وسائل الإعلام أن هناك سدا رغم أن الموضوع مثار منذ سنوات.

■ وهل تتوقع أن تدخل مصر فى أزمة مياه؟

- طبعا لأن إسرائيل تحاول العبث فى الأمن القومى لمصر ودخول النيل إليها من خلال إثيوبيا بعد رفضنا لذلك منذ سنين، وإسرائيل تتحدث الآن عن إنشاء نهر تحت البحر الأحمر يعبر إثيوبيا ويدخل من إيلات محملا بمياه النيل من تحت البحر،، نحن لا نصدق ذلك لكننا سنفاجأ بمياه النيل داخل إسرائيل لأنهم نجحوا فى الحوار مع الآخر ونحن لا نمتلك هذه الثقافة.

■ بعد عام من حكم مرسى هل شعرت بالتغيير؟

- طبعاً،، الإخوان تسببوا فى انهيار بنية مصر، والحمد لله الأيام كشفتهم بسرعة لأنهم يكذبون باسم الدين، ضيعوا أحلام المصريين، وكسروا فرحتنا، وأقول لهم إن الشعب المصرى قوى ومفاجآته لا تتوقف، وفكرة تمرد عبقرية و30 يونيو سيكون يوما عظيما فى تاريخ مصر وسنعتصم حتى نقضى على هذا الحكم لأننا لن نقبل أن نصل إلى هذا المستوى الفكرى أيا كان الثمن الذى ندفعه لأننا نتعامل مع فئة لا تعرف إلا لغه العنف، «حسنى مبارك كان فاكهة جنبهم».. وأتوقع أننا سننجح فى تغير هذا النظام أو على الاقل نكسب أن يكون هناك توافق فى الحكم لإان الإخوان رافضين كل الناس.

■ وما هو تعليقك على الحوار الوطنى الأخير؟

- شىء وضيع، لأن الحضور لم تكن لديهم معرفة بأن الحوار مذاع على الهواء مباشرة والشىء المفزع أن مرسى التقى عددا من الإسلاميين ومنهم حازم صلاح أبوإسماعيل فى جلسة قبلها مباشرة ولم يتم تسجيلها أو إذاعتها.

■ وهل تتوقع أن الجيش سيكون له دور بعد 30 يونيو؟

- أكيد سيكون له دور قوى لأنه جزء من معادلة ثلاثية تضم مجتمعا مدنيا وتأثير الدين والقوة العسكرية، والثلاثى يجتمعون لحكم أى بلد فى العالم وهذا ما يحدث فى أمريكا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا، الجيش يتدخل فى السياسة وله كيان مهم، وكلما كان الجيش قويا كانت الدولة قوية، وإن كانت القوة الاقتصادية هى الأساس لكن القوة العسكرية أيضا لها دور مهم وتأتى فى المرتبة التالية.

■ هل تؤيد الحكم العسكرى؟

- لست مع الحكم العسكرى لكنى أؤيد مشاركتهم فى الحكم والحل فى اختيار مجلس رئاسى مدنى وبعدها انتخابات رئاسية مبكرة، لكن مرسى خايف لأنه شعر أن احتمال خسارته هو الأقرب والدليل أنهم قرروا تأجيل انتخابات مجلس الشعب عاما كاملا.

■ ما هو الشىء الذى يميز الرئيس مرسى؟

- التقيته عندما دعا الفنانين، ذهبت لأننى كنت أريد الاستماع إلى كلامه ووجدت حديثه جيدا لكنه ليس له أدنى علاقة بالواقع يقول كلاماغ ويفعل عكسه تماما، يقول إنه مع الفن وإن مصر دولة مدنية حديثة دستورية ولا نرى شيئا على أرض الواقع.

■ وكيف ترى قرض صندوق النقد؟

- أرفضه لأنه هيغرق البلد، فمصر دخلت العناية المركزة وتعيش تحت أجهزة التنفس الصناعى، وأتساءل فين البلد «هنعيش حياتنا شحاتين ومصر بعظمتها بتشحت من ليبيا وقطر»، نرفض أن تتحكم قطر فى البلد فكل ما تفعله معهم هو عناد فى حسنى مبارك.. دخلوا بمصر فى خلافات مع كل الدول العربية، وتصالحوا مع إسرائيل بمنتهى السهولة رغم الهتافات السابقة بتحرير القدس، للأسف أنا حزين جدا على رؤية مصر فى هذه الحالة وللأسف الإخوان «خدوا البلد لورا».

■ هل تعتقد أن لحركة «حماس» دورا فيما نعانيه الآن؟

- حماس هى الإخوان المسلمون، والفكر المدبر لها وهنية ترتيبه الدولى بحماس أعلى من محمد مرسى، وستثبت الأيام أنهم سبب ما تعيشه مصر حاليا وسيخرج حسنى مبارك من السجن بفضلهم، هنية يدخل القاهرة الآن لملاقاة المرشد وليس رئيس الجمهورية.

■ وكيف ترى الدور الذى تلعبه جبهة الإنقاذ؟

- ضعيف جداً، لانهم بدون شباب والجميع يتحدثون بلغه قديمة لذلك أتصور أن الثورة لم تبدأ بعد وما حدث فى 25 يناير مجرد بروفة مصغرة والثورة الحقيقية ستبدأ 30 يونيو وأقول لقنديل وحكومتة لسنا فى حاجة لكوبرى أكتوبر أو قصر النيل وسنعبر بالمراكب وقررنا وقف الحياة فى مصر تقفل أو تفتح الكوبرى «هى واقفة واقفة».