قضية «كارين» وانتصار الأخلاق

ياسر أيوب الإثنين 04-01-2021 02:30

رغم خسارته، أمس الأول، أمام توتنهام فى الأسبوع السابع عشر من الدورى الإنجليزى.. لا يزال ليدز يونايتد حتى الآن ناديًا داخل دائرة الجدل الإعلامى والاجتماعى.. ففى يوم الثلاثاء الماضى فاز ليدز يونايتد على وست بروميتش.. وكانت كارين كارنى تقوم بتحليل المباراة عبر شبكة أمازون، وقالت إنه لولا التوقف الطويل الموسم الماضى ما استطاع ليدز يونايتد التأهل للدورى الممتاز هذا الموسم.. ولم تقبل إدارة ليدز يونايتد هذا الانتقاد أو التقليل من شأن إنجاز الفريق، فقامت بالرد على «كارين» عبر الموقع الرسمى للنادى بالتأكيد على أن الفريق تصدَّر دورى الدرجة الأولى بفارق عشر نقاط كاملة، وكان الأجدر والأحق بالتأهل.

وحتى هذه النقطة لم تكن هناك أى أزمة أو مشكلة.. لكن بدأت بعض جماهير ليدز يونايتد تهاجم «كارين» عبر حسابها الشخصى على «تويتر»، وسرعان ما تحول هذا الهجوم إلى حرب شخصية تم استغلالها لاستباحة شرف «كارين» ومحاصرتها بالسخرية الفجّة والإهانات والتلميحات الجنسية.. واضطرت «كارين» بعد يومين إلى إغلاق حسابها على «تويتر».. وأمام هذا القبح كانت ردود الأفعال الجميلة من الجميع، بمَن فيهم إدارة ليدز يونايتد نفسها.. فلم يقبل أى أحد مثل هذا الهجوم.. وتحول الجميع خلال الأيام القليلة الماضية إلى الدفاع عن «كارين» وتذكير الذين أعلنوا الحرب بأن «كارين» حرة فى إبداء رأيها.

واعتذر كل هؤلاء لـ«كارين»، معترفين باحترامهم الشخصى لها وأيضًا احترامهم لتاريخها الكروى والمهنى.. فقد كانت «كارين» إحدى نجمات كرة القدم الإنجليزية وفازت بجائزة «فيفا» كأحسن ناشئة فى العالم 2005.. سبق لها اللعب لأرسنال وتشيلسى.. وعقب اعتزال اللعب نالت «كارين» درجة الماجستير فى علم النفس الرياضى.. وأصبحت صحفية تهتم وتتابع وتحلل كرة القدم.. تاريخ طويل لم يقبل أحد بإهانته لمجرد خلاف فى الرأى.. وبسرعة أصبح الذين سخروا من «كارين» وأهانوها هم الذين يحاولون نسيان ما جرى وليس «كارين» نفسها.