حين يريد أى صحفى أوروبى الحديث عن ناد جديد بدأ البحث عن مكانة ومكان وسط كبار كرة القدم.. أو ناد كروى قرر الاعتماد أكثر على العلم والتخطيط والتحليل.. أو بدأ البحث الحقيقى والجاد عن مواهب جديدة.. أو كيف يصنع قاعدة جماهيرية حقيقية.. فلا بد لهذا الصحفى أن يتوقف أمام نادى ميتييلاند الدنماركى.. فهذا النادى تأسس عام 1999 وبعد 15 سنة أصبح بطلا للدنمارك.. وأحد أندية القمة التى تفوز بالدورى والكأس ويمثل بلاده فى دورى أبطال أوروبا.. وكان ذلك أحد نجاحات نادى ميتييلاند. وليس النجاح الأكبر أو الأجمل الذى هو تقديم نموذج سيقتدى به أى ناد كروى حقيقى فى المستقبل.. فقد أكد مسؤولو النادى أكثر من مرة أنهم لا يملكون مثل غيرهم أى تاريخ، ولهذا قرروا فى المقابل امتلاك المستقبل.
وأصبح ميتييلاند هو النادى الوحيد فى العالم حتى الآن الذى يملك سجلا يتجدد يوميا لكل لاعبى النادى من الفريق الأول إلى أصغر فرق الناشئين.. حجم الجهد المبذول فى التدريب وماذا فعل فى الجيم وماذا أكل ومتى نام وما الذى أسعده أو أزعجه طول اليوم، مع تحليل علمى ورقمى لأداء كل لاعب فى كل مباراة. ويملك النادى فريقا من خبراء يحللون يوميا تلك المعلومات ويقدمونها للمدربين لاختيار التشكيل المناسب لكل مباراة وتقديمها للإدارة لتحديد من اللاعب الذى سينجح ويتألق ومن الذى لا بد من الاستغناء عنه فى أقرب وقت. وإلى جانب ذلك أسس ميتييلاند منذ 16 عاما أكاديمية لكرة القدم.. لم تكن أكاديمية لجمع المال ممن يحلمون بأن يصبحوا نجوما أو لمجرد استمتاع الصغار باللعبة واللعب.. لكنها كانت أكاديمة علمية للبحث عن مواهب حقيقية وفق قياسات صحيحة وعادلة.
وبعد 4 سنوات فقط كانت هذه الأكاديمية تبيع أول موهوب هو سيمون كيور لنادى باليرمو مقابل 4 ملايين يورو.. وتوالى بعد ذلك إما انضمام الموهوبين للفريق الأول أو بيعهم لأندية أوروبا.. وقد تأسس ميتييلاند أصلا باندماج ناديين محليين هما إيكاست الذى تأسس عام 1935 وهيرنينج فريماد الذى تأسس عام 1918 دون تحقيق أى نجاحات كروية على الإطلاق. وحرص ميتييلاند منذ تأسيسه على تأكيد انتمائه لمنطقة جوتلاند وأهلها فكانوا قاعدته الجماهيرية الدائمة.. وميتييلاند بالمناسبة هو النادى الذى شهد بداية ونجاح وتألق النجم المصرى محمد زيدان.