باستثناء عموم الناس فى باراجواى.. لا أظن أن أحدًا سيُطيل التوقف فى بداية سنة جديدة أمام خبر أو قرار خوسيه لويس تشيلافيرت بترشيح نفسه رئيسًا لبوليفيا.. لكننى أتوقف الآن أمام تعليقات الصحف الأوروبية على هذا الخبر وتأكيد الجميع فى الشمال والغرب أن «تشيلافيرت»، حارس مرمى باراجواى الكبير والشهير، لو فاز فى تلك الانتخابات بعد عامين فسيكون لاعب كرة القدم الثانى فى التاريخ الذى يصبح رئيسًا لبلاده بعد جورج ويا، رئيس ليبيريا حاليًا.. وهو أمر بات يحتاج التصحيح ليعود الحق إلى صاحبه الحقيقى.. فقد نجح الإعلام الغربى منذ شهر ديسمبر عام 2017 فى إقناع العالم كله وإقناعنا نحن هنا أيضًا فى مصر بأن جورج ويا هو أول لاعب كرة يصبح رئيسًا لبلاده.
وصدقنا كلنا ذلك ورددناه وقلناه وكتبناه، وتحولت الكذبة إلى حقيقة من كثرة ترديدها وتكرارها.. وأسهمت فى ذلك شهرة اللاعب جورج ويا، الذى لعب لبعض أعرق وأشهر أندية أوروبا، وكان أول إفريقى يفوز بالكرة الذهبية.. وكان جميلًا أن تدور الأيام بهذا النجم ليصبح رئيسًا لبلاده.. لكن الحقيقة تبقى أن جورج ويا.. مع كل التقدير والاحترام له لاعبًا ورئيسًا.. لم يكن هو أول لاعب يصبح رئيسًا.. إنما كان الجزائرى أحمد بن بيلا، الذى أصبح أول رئيس للجزائر عام 1963 بعد استقلالها عن فرنسا.. فقد كان «بن بيلا» عاشقًا لكرة القدم منذ طفولته وصباه.. وحين تم تجنيده إجباريًا فى الجيش الفرنسى قبل الحرب العالمية الثانية.. ظل يلعب الكرة، وتم ضمه إلى نادى مارسيليا كلاعب كرة محترف.. وبالفعل لعب «بن بيلا» فى الفريق الأول للنادى الفرنسى الشهير.. وفى بطولة كأس فرنسا.. لعب «بن بيلا» مع مارسيليا وسجل هدفًا فى مرمى نادى أنتيب جوان لى بان فى المباراة التى أُقيمت فى مدينة كان فى شهر إبريل عام 1940.
وانتهى مشوار «بن بيلا» مع مارسيليا بعد خسارة مباراة نهائى الكأس أمام ريسينج باريس.. ورغم ضغوط وإغراءات مارسيليا.. لم يستكمل «بن بيلا» مشواره الكروى وعاد إلى الجزائر ثائرًا يشارك أهلها فى حربهم النبيلة ضد فرنسا من أجل استقلال بلادهم، الذى كان ثمنه مليون شهيد جزائرى.. وبعد الاستقلال أصبح «بن بيلا» أول رئيس للجزائر.. وأيضًا أول لاعب كرة قدم يصبح رئيسًا لبلاده.