نشرة أخبار ساعة.. كارثة!!

عباس الطرابيلي الجمعة 01-01-2021 01:18

لا أصدق أننا فى عصر وسائل الإعلام الحديثة نسمح بنشرة أخبار تليفزيونية تستمر لمدة ساعة.. إذ مَن يملك أو يمكنه أن يجلس أمام جهاز التليفزيون لهذه المدة لكى يتابع نشرة تستمر كل هذه المدة.. إلا إذا كانت المحطة تريد أن نجلس ونترك العمل، إذا أردنا متابعة هذه النشرة.. أم أننا مازلنا لا نعرف قيمة الوقت؟!!.. نقول ذلك لأن أى نشرة يجب ألا تزيد مدتها على 15 دقيقة، ويجب أن نتذكر أن الجملة الخبرية هى فعل وفاعل ومفعول، أو مبتدأ وخبر.. أما أن يتحول الخبر إلى حدوتة وحكاية طويلة عريضة، فهذا لم يعد مسموحًا به.. اللهم إلا إذا كان مُعِد النشرة الخبرية يتجه فقط إلى العواجيز والمحالين إلى المعاش.. يعنى فاضيين ولا يقومون بأى عمل.

ومن المؤكد أن ما حدث للصحافة الورقية سوف ينال أيضًا نشرة أخبار التليفزيون.. ونحن الآن نعرف أن الأخبار لم تعد فقط هى مهمة هذه الصحف، وأن القراء الآن يبتعدون عن شراء هذه الصحف الخبرية.

وهنا علينا أن نشاهد نشرة أخبار الإذاعات الكبرى، سواء من الإذاعة البريطانية، أو خبرة أخبار الـ«سى. إن. إن».. فالنشرة، كل النشرة، لا يزيد وقتها على خمس دقائق، أى مجرد «فلاشات» سريعة، فالخبر نفسه لا يستغرق إلا نصف دقيقة.. مجرد عنوان وليس فرصة للسيطرة على وقت المشاهد.

وإذا فكرنا فى تطوير نشرة أخبار التليفزيون، فعلينا أن نساير العصر وألا تزيد مدة كل النشرة على خمس دقائق.. يعنى مجرد عناوين، وهذا هو الإعلام الحديث.. الذى تسبب فى لجوء الناس إلى المحطات الحديثة، وأبرزها محطة الـ«سى. إن. إن».. فهل نحلم أن نصل إلى ما وصلت إليه هذه المحطات الإخبارية؟.. ولكن هذا لا يمنع أن نعد برامج تشرح الخبر، أى تحوّل الخبر إلى قصة خبرية لمَن يريد مزيدًا من التفاصيل حتى لا يهرب المشاهد من المحطة كلها.

وهل تلك ضرورة تواكب العصر؟.. إذ حرام أن يجلس المشاهد أمام شاشة التليفزيون لمدة ساعة لكى يتابع نشرة الأخبار!. لماذا لا نعترف بأن المشاهد لم يعد يملك الوقت الذى تستهلكه نشرة الأخبار الحالية.. أو أن نجلس أمام الشاشة ونسلم أنفسنا إلى هذا المذيع أو ذاك ليستمر يتحدث ويتحدث ويعيد الحديث فى موضوع واحد يستمر لمدة ساعة؟.. وأين؟.. فى قناة التليفزيون الرسمية حتى ولو كانت موجهة لخدمة هدف ما؟!.

■ ■ حرام أن نضيّع ساعة فى نشرة أخبار، كل ما فيها مُعاد أو لا يهم المشاهدين.

هل نتعلم أم أمامنا أن نهدر الوقت فيما لا يفيد؟.. والنبى كفاية خمس دقائق للنشرة!!.