يوميات أسبوع

أيمن الجندي الجمعة 01-01-2021 01:17

الجمعة: استمعت إلى حديث قديم للشيخ أحمد الطيب، يتحدث فيه عن حساب المولى عز وجل للغربيين وأصحاب الديانات الأخرى عموما! قبل أن أبدى رأيى فيما قاله أود التأكيد على أننى أحمل ودا كبيرا تجاه الإمام «أحمد الطيب»، وأحب نفسه الهادئ وتعاليه على غوايات السياسة، كما يجدر بالصوفى الذى يرجو لقاء ربه فلم تعد الدنيا تغويه! فصار مثله كمثل إمام الهدى «عليّ بن أبى طالب» حين يخلو بنفسه قابضا على لحيته ذارفا دمعه، مناجيا (يا دنيا غُرّى غيرى، قد طلقتك ثلاثًا لا رجعة فيها، فعمرك قصير وخطرك كبير. آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق).

■ ■ ■

نعود إلى حديث الشيخ! كالعادة يفيض حديثه بالتسامح والرفق، فيرى أن الحجة تُقام على من وصله الإسلام بصورة صحيحة غير مشوهة، ويكون أهلا للنظر فيها، ويملك من الوقت والعقل والاهتمام ما يدفعه أن يتحقق! فإذا عاند الحق بعد ما تبين له - وهو يعلم - استحق العقاب من الله عز وجل. وأكد أن الشارع الأوروبي- وقد عاش هناك- مُضلل عن حقيقة الإسلام، فكل المنتجات الفنية والثقافية (كالأفلام) تقدم له صورة ظالمة غير حقيقية عن الإسلام والمرأة المسلمة. كما أن الدين هناك هو مسألة غير مهمة عندهم ولا تحكم حياتهم! واستشهد بالشيخ شلتوت الذى يرى أن هؤلاء يُعاملون معاملة أهل الفترة!.. انتهى كلام الشيخ الطيب.

■ ■ ■

الشىء الوحيد الذى تمنيت أن يذكره شيخنا الطيب هو أن يضع هذا الكلام فى خلال إطار أهم، وهو: (إحنا مالنا بما يفعله الخالق جل فى علاه بالأوروبيين أو حتى بجيران بيتنا؟ لماذا نشغل أنفسنا بمصير غيرنا من الأصل فنتساءل عنه، بينما نحن لا ندرى مصيرنا الشخصى؟! ما الذى سأستفيده لو نجا أهل الأرض جميعا وهلكت وحدى؟ وما الذى سأخسره لو هلك الجميع وعفا عنى خالقى؟).

كنت أحب أن يقول رأيه من خلال هذا الإطار. بصراحة لقد زاد الأمر على الحد! وأصبحنا نتدخل فى أخص خصائص الألوهية وهى الحكم على البشر! فنوزع الجنة على من نحبهم! ولا نتردد فى الحكم بالنار على من نكرههم! مع أنه لا أحد يملك أن يقول له جل جلاله (لماذا غفرت لهذا وأهلكت ذاك؟). لقد أخبرنا القرآن أننا - يوم القيامة - لكل امرئ منا شأن يغنيه! ولا أحد يتساءل عن مصير أحد! حتى الملائكة المقربون لا يجرؤون على الكلام!.

فلنضع ثقتنا بأن الله عادل، وفوق عدله كريم! هذا هو لُب المسألة. ولننتبه لمصيرنا الشخصى ونَكُف عن التدخل فيما لا يعنينا! يفعل الله بعبيده ما يشاء.

■ ■ ■

السبت: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

هذه الآية بالغة العذوبة، التى تضىء فى ذاتها، تؤكد لنا أن الغاية النهائية للكون هى التسبيح.