وبقيت أسماء الأسرة الملكية

عباس الطرابيلي الخميس 31-12-2020 02:58

لا أحد ينكر عنف المعركة الشرسة بين ثوار يوليو ١٩٥٢ والأسرة العلوية التى كانت تحكم مصر منذ عام ١٨٠٥، ولذلك عمد ثوار يوليو إلى تشويه تاريخ هذه الأسرة. وتحميلها- هى- وباشوات مصر كل الأخطاء والخطايا، لذلك نجد- وقبل مرور شهر واحد على قيام هذه الثورة- تركيز الضربات حول هذين الهدفين، الأسرة الحاكمة.. وباشوات مصر.

لذلك نجد سلسلة طويلة من الكتب صدرت لتدعم ما يقوله الثوار عن هذه الأسرة، وفى مقدمتها كتاب أحمد بهاء الدين تحت عنوان «فاروق ملكًا»، وغيره من كتاب مشترك شارك فى تحريره محمد عودة. وفى الخط الثانى نجد كتاب على أمين عن كيف كانت تحكم مصر.. ولكن العمل الأشد قسوة كان محاولة طمس أسماء الأسرة المالكة، وبدأت بتغيير أسماء كل جامعات مصر فأصبحت جامعة فؤاد الأول هى جامعة القاهرة، وجامعة عين شمس بدلًا من جامعة إبراهيم، وجامعة فاروق الأول هى جامعة الإسكندرية، وجامعة محمد على هى جامعة أسيوط.. وهكذا.

وكانت الخطوة الأخرى هى تغيير أسماء شوارع مصر وكان الهدف هو محمو أسماء: فؤاد، وفاروق، وإسماعيل وتوفيق وسعيد والملكة وولى العهد، ومحمد على، وطالت عملية هذا التغيير كل ما يحمل اسما لأى فرد من أعضاء هذه الأسرة.. ولكن يلاحظ أن عملية تغيير هذه الأسماء لم تنجح فى تغيير أسماء مثل: شارع وميدان العباسية، واسم الحلمية والحلمية الجديدة وكان اثنان من هذه الأسرة يحملان اسم عباس (عباس الأول وعباس حلمى)، وهما أيضًا من أنشآ حى الحلمية.. والحلمية الجديدة. ولكن ثوار يوليو لم يقتربوا من مناطق ومدن تحمل أسماء هذه الأسرة وفى مقدمتها: مدن بورسعيد والإسماعيلية وبورفؤاد وبورتوفيق. وبقيت هذه الأسماء صامدة.. هى وقرى تحمل اسم توفيق فى بحرى والصعيد.. رغم أننا وجدنا اسم عرابى يتم إطلاقه على شوارع كانت تحمل اسم: توفيق والتوفيقية.

وإذا كان التغيير قد طال شارع توفيق ليتحول إلى شارع عرابى فى القاهرة.. فإنهم عجزوا عن تغيير اسم: سوق التوفيقية!!، أو تغيير اسم ترعة الإبراهيمية التى شقها الخديو إسماعيل وأطلق عليها اسم والده: بطل مصر إبراهيم باشا.. ولو ملكوا كل شىء لكنا وجدنا من يغير اسم قناطر محمد على!!، حتى وإن حاولوا تغيير اسم كوبرى الخديو إسماعيل «قصر النيل» وأطلقوا اسم الجيزة على كوبرى عباس.. وكادوا يغيرون اسم كوبرى الملك الصالح لاعتقادهم أنه يعود إلى الملك فاروق، بينما هو منسوب إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب!!، وإن حولوا اسم مدرسة العباسية الثانوية إلى مدرسة إسماعيل القبانى!!.

■ ■ واللافت للنظر أن الشعب لم يتقبل هذه التغييرات كثيرًا فمازال الناس يرددون اسم التوفيقية والعباسية وغيرهما، ويرددون اسم فؤاد بدلًا من اسم ٢٦ يوليو وهكذا!!.