قال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، ومؤسس التيار الشعبي، إن «مصر تشهد الآن قلقًا حقيقيًا وحالة من التدافع بين قوى وطنية ترى أن الثورة لم تكتمل، وأن فريقًا آخر يناور وينتكس بالثورة الشعبية المجيدة منذ وصوله إلى الحكم، وهو ضد الثورة ويقاومها ولا يريد لها أن تحقق الأهداف التي تعد ضد مشروعه»، مشيرًا إلى أن السلطة الحالية «لا تليق بالثورة ولا بمصر العريقة».
وأضاف «صباحي» في الندوة التي نظمتها «المصري اليوم»، الأحد، تحت عنوان «مصر إلى أين؟»: «الانقسام واضح وعميق في المجتمع بين الكتل السياسية، الثورة بدأت بشعار عيش حرية وعدالة اجتماعية، والسلطة الحالية لم تفلح في تحقيق شيء من المطالب أو الشعارات الثورية، وانتكست بها وبالتجربة الديمقراطية»، مشيرًا إلى أن الرئيس محمد مرسى أصدر إعلانًا دستوريًا يمثل «سبة» فى جبين الثورة والدولة المصرية كلها، وسبب «عدوانًا» على السلطة القضائية و«عاد زوار الفجر وسقط شهداء جد، وفرضت حالة الطوارئ على محافظات بالكامل».
وشدد «صباحي» على أن «السلطة الحاكمة اعتدت على حرية الإعلام والرأي وسجنت الثوار، وانفردت جماعة الإخوان المسلمين بالهيمنة على مؤسسات الدولة واستأثرت باتخاذ القرار، وحصلت على المواقع التنفيذية كافة، وهمشت الشركاء من القوى الوطنية التي ناضلت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، الأمر الذي يجعلها سلطة لا يمكن أن توصف بالديمقراطية، فهي تعيد إنتاج النظام السابق، وتشرع في مشروع التمكين وتهدد مشروع العدالة الاجتماعية، ولا سبيل لتقدم أو رقي أو استعادة دور إقليمي أو دولي في هذا النظام الاستبدادي»، مؤكدًا أن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين «مدانان تاريخيًا»، بعد أن حولا طموحات المصريين بعد ثورة 25 يناير، إلى «كابوس» حقيقى، بسبب ممارستهما القمعية.
وأوضح مؤسس التيار الشعبي أن الشعب قادر على الاحتشاد السلمي مرة أخرى في موجة جديدة للثورة يوم 30 يونيو، من طبقات اجتماعية جديدة وقوى ثورية وحزبية، لإعادة ثورته التاريخية إلى مسارها الصحيح، وقال: «إذا تمكن الشعب من إنجاز ثورته في 30 يونيو، أؤكد أن الموجة الثانية للثورة ليست موجهة ضد كل مواطن بلحية وإنما ضد مشروع جماعة تقاوم الثورة ولا تريدها أبدًا».
وأشار «صباحي» إلى ضرورة ألا تقصي الموجة الثانية للثورة جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي أو تشكل عدوانًا على حقوق أعضائها، فلا بد من مصالحة وطنية شاملة، تحقق مطالب الثورة من حقوق اقتصادية وسياسية واجتماعية، وتمنع الاستقطاب الحاد والإفراط في الصراع الداخلي.
ولفت إلى أن قرار الرئيس محمد مرسي بإغلاق سفارة سوريا وقطع العلاقات «عجيب» في ظل بقاء سفارتي إسرائيل والولايات المتحدة مفتوحتين، مؤكدًا أن القرار «يهدد الأمن القومي المصري ويلحق الأضرار الفادحة به ويقسم الشعب السوري».
وتابع: «قرار الرئيس بغلق السفارة السورية يصب في صالح الرؤية الأمريكية والصهيونية، ويمثل خطأ جوهريًا في البوصلة».