آخر حكايات السنة

ياسر أيوب الخميس 31-12-2020 02:55

لم تشأ كرة القدم أن تنتهى سنة 2020 دون حكاية جميلة، بعيدًا عن أى توتر وحساسية وصدام، وبعيدًا عن كورونا أيضًا.. حكاية برازيلية أصبحت منذ أيام قليلة حديث العالم الكروى حولنا.. ففى استاد فرانسيسكو نوفوليتو فى مدينة بورتو أليجرى.. وفى نهائى كأس منطقة جاوشا.. التقى نادى سانتا كروز مع نادى ساو جوزيه.. وبضربات الجزاء فاز سانتا كروز بالكأس.. ولم تكن هذه البطولة المحلية أو النادى الفائز بها هما الحكاية التى التفت إليها العالم.. إنما هو رئيس نادى سانتا كروز.. تياجو أندرية هتشى.. فقد بدأت الحكاية بالتحديد فى 11 فبراير 2012 حين ذهب «تياجو» إلى الاستاد لتشجيع سانتا كروز فى مباراته أمام نادى جريميو.. كان «تياجو» وقتها مجرد صحفى تحت التمرين ومشجع للنادى فى الخامسة والعشرين من عمره.

وحين دخل «تياجو» المدرج الخاص بجمهور سانتا كروز.. لم يجد أى أحد، وأخبره رجال أمن الاستاد أنه المشجع الوحيد لسانتا كروز مقابل 6734 مشجعًا لجريميو.. فبعد تأسيسه عام 1914 هبط النادى عام 2008 إلى الدرجة الرابعة ليصبح أول نادٍ برازيلى يهبط من الدرجة الأولى إلى الرابعة فى ثلاث سنوات.. وكان من الطبيعى أن تنصرف عنه جماهيره مُحْبَطة وحزينة، حتى بعد أن عاد إلى الدرجة الثالثة من جديد.. وبقى «تياجو» بنفس الحب والانتماء.. وتناقلت يومها وكالات الأنباء والصحافة العالمية الرياضية وغير الرياضية صورة هذا المشجع الوحيد المخلص والعاشق لناديه.. مجرد صورة استثنائية وخبر قصير لكنها كانت بداية حكاية «تياجو»، الذى رشح نفسه لرئاسة النادى وفاز بالفعل عام 2014 لمدة سنة، ثم عاد رئيسًا مرة أخرى عام 2018 ليبدأ رحلة إصلاح أحوال النادى.

وعاد العالم كله يشاهد منذ أيام قليلة سانتا كروز يفوز ببطولة وقد أصبح رئيس النادى هو نفسه المشجع الذى كان وحيدًا عام 2012.. وعلى الرغم من أنها بطولة محلية فإنها ستمنح سانتا كروز حق المشاركة فى كأس البرازيل.. البطولة الكبرى التى بدأت عام 1989 لتشارك فيها أندية تمثل كل مناطق الدولة وتُعد الفرصة الوحيدة للأندية البرازيلية الصغيرة للعب أمام الفرق الكبرى.. وهكذا جسد «تياجو» قمة الحب والانتماء الكروى.. وأصبح بطلًا لحكاية استحقت أن يلتفت إليها العالم فى آخر سنة 2020 ويعتبرها دليلًا جديدًا على أن كرة القدم أكبر وأجمل من مجرد لعبة.